أخر الاخبار

تسأولات بعد شل السلطة ماديا والإبادة في غزة لماذا يتمسك عباس بأوسلو ؟

المدار نيوز: 

إن الإحتلال الإسرائيلي يمسك بكل خيوط الإقتصاد الفلسطيني، وبهيمنته على المنافذ، فضلاًعن؛ أنها تتحكم في الحركة التجارية من فلسطين وإليها، في وقت ضاق فيه الخناق على السلطة الفلسطينية، بالتزامن مع السيطرة على الأرض، ومتزامن مع تدمير قطاع غزة بما في ذلك منشآته الصناعية، ولم يكتفي بهذا بل إنتقل الإحتلال إلى قطاع البنوك وقرر خنقها بإعلان مصادرة الأموال الفلسطينية المحتجزة على مدىّ سنوات. 

 وكانت تعتمد عليها السلطة الفلسطينية في صرف رواتب موظفيها، وأن عدم تحويل المقاصة يخنق السلطة ويجعلها غير قادرة على ممارسة أعمالها، مما يؤدي حتماً لانهيارها، والسؤال؛ هنا لماذا تتمسك السلطة الفلسطينية بأتفاقيتي باريس الإقتصادية وأوسلو السياسية "1994"حتى الأن!؟، التي جعلتها تحت إشراف وقيود إسرائيل المسيطرة على المعابر، كما جعلت من السلطة الفلسطينية وكيل للإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية !؟.

هناك ما يكفي من الأدلة لمحكمة العدل الدولية على إستراتيجية التجويع التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي"بنيامين نتنياهو" وزير الدفاع "يوآف غالانت" في غزة بسبب جرائم الحرب، وينبغي للمحكمة الجنائية الدولية أن تصدر قريباً أوامر الإعتقال المطلوبة بحقهم، لأن حملة التجويع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين أدت إلى المجاعة في جميع أنحاء ⁧‫القطاع،‬⁩ وتعُد شكلًاً من أشكال العنف المرتبط بالإبادة الجماعية، وتواصل حرب التجويع ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، وعلى المجتمع الدولي الخروج من الموقف المصتنع بالعجز وإرغام الإحتلال على إدخال المساعدات فوراً وبشكل مستمر ودون عوائق.

وفي وقت سابق إتهمت المحكمة الجنائية الدولية المسؤولين الإسرائيليين بتجويع غزة، وتسأؤلات للعدل الدولية ماذا يحدث الآن في عموم غزة؟، ولماذا تأخر قرار الإعتقال بحق "نتنياهو" ووزير دفاعه؟، فقد كانوا هؤلاء هما أول شخصين يتهمان رسمياً من قبل المحكمة بالتجويع المتعمد، وهي واحدة من "7" تهم أُعلن عنها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية"كريم خان" في مايو الماضي حيثُ قال: حينها إنه سيسعىّ للحصول على مذكرات إعتقال، فمع ضرب "غزة" التي ضربتها الحرب بسبب الجوع، وأصبحت خطوة المحكمة الجنائية الدولية لإتهام كبار المسؤولين الإسرائيليين بجريمة المجاعة قضية إختبار للمحكمة، وتراقب عن كثب للقانون الدولي. 

والأضرار التي يتغافل عنها المجتمع الدولي التي تلحق بالجهاز المناعي، وفقدان كتلة العضلات والعظام، والإضرار بالرؤية هذه ليست سوىّ بعض من عواقب سوء التغذية الشديد، ويعاني أكثر من مليون شخص في قطاع غزة بالفعل من هذا الوضع، وبالنسبة للرضع والأطفال قد يكون الضرر غير قابل للإصلاح لاحقاً، فضلاًعن: 
تحذير "الأونروا" مراراً وتكراراً من أن تراكم القمامة ومياه الصرف الصحي في جميع أنحاء قطاع غزة، بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة ونقص المياه النظيفة، يؤدي إلى تسريع انتشار الأمراض، وقال"سام روز"، مدير "أونروا"لوكالة أسوشيتد برس؛ إن الرائحة النتنة في غزة كافية لجعلك تشعر بالغثيان على الفور، وترتفع حالات إلتهاب الكبد A ويخشى الأطباء من إحتمال تفشي الكوليرا.

وفي نفس السياق قالت" وزارة الصحة" في غزة إن المستشفيات والمراكز الصحية المتبقية في غزة ستتوقف عن العمل خلال الساعات المقبلة مع نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات وأدىّ إغلاق إسرائيل لـ"معبر رفح" الحدودي الحيوي الشهر الماضي إلى قطع خطوط الإمداد الرئيسية، وتقول منظمة الإغاثة"الأونروا"إن إغلاق إسرائيل لمعبر رفح الحدودي الحيوي الشهر الماضي قطع خطوط الإمداد الرئيسية، مما حد من الوصول إلى الغذاء والوقود والإمدادات الطبية داخل قطاع غزة، وذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة هذا الشهر أنه من المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص في غزة الموت والمجاعة بحلول نهاية يوليو . 

إذا لم يتحرك المجتمع الدولي وإجبار الإحتلال الإسرائيلي على فتح المعابر ودخول المساعدات بكثافة، والضغط على" نتنياهو" بالتراجع عن جعل قوات الإحتلال المستشفيات هدفاً رئيسياً لحملتها العسكرية، 
وذكرت: وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين"الأونروا" الأسبوع الماضي إن النقص الحاد في الدواء والوقود يؤخر العمليات المنقذة للحياة من قبل فرقها داخل القطاع، وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "OCHA" التابعه للأمم المتحدة في وقت لاحق من أن نقص الأدوية والوقود أجبر منظمات الإغاثة على تقليص خدماتها، وأضاف؛ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن نقص الوقود في غزة يعني أيضاً أن خدمات الصرف الصحي في مجال المياه والنظافة الصحية "معلقة بخيط"وقارية على الإنهيار. 

ونتائج حرب "نتنياهو" التي تخدم مصالحه الذاتية إلى الأبد في غزة، واضحة للعالم بأسرة وتنقلها الفضائيات على الهواء مباشرةً، وهي إبادة شعب على أرضة والعالم يتصنع العجز لـ9 شهور، ويحذر العاملون في المجال الإنساني في الأمم المتحدة بشكل متكرر من أن المستشفيات المكتظة، وإرتفاع درجات الحرارة، والجوع، والإفتقار إلى المرافق الصحية الأساسية، تشكل تهديداً مميتاً أكثر من أي وقت مضىّ للسكان في القطاع الذين يتعرضون لهجوم مستمر من جيش الإحتلال، وأصبح سكان غزة يترنحون من المستشفيات المغلقة وسوء التغذية ومخاطر الحرارة، و "نتنياهو" وحكومتةُ اليمينية المتطرفة يستخدمون أبشع أنواع المجازر والتجويع هناك وجميع دول العالم مازالت تكتفي الفرجة فقط، أو بالتنديدات الواهية.  

وأصبح سكان قطاع غزة بأكملة  فريسة سهلة للمرض بسبب سوء التغذية، وهو بالتأكيد؛ أحد العوامل التي تقلل من المناعة، وخاصة الفلسطينيين الضعفاء وكبار السن والأطفال، الذين لا يستطيعون بعد ذلك التعامل مع أي مرض، وأي مسببات أمراض يمكن أن يحصلوا عليها وأصبح الجميع في حلقة مفرغة من عدم الحصول على ما يكفي من الغذاء والمياه النظيفة، والصرف الصحي النظيف، وعدم الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، ورغم هذه الصعوبات يتفاني العاملين الصحيين الذين عادوا إلى مرافقهم بمجرد أن شعروا بالأمان بما فيه الكفاية، لمحاولة تشغيل الخدمات الحيوية مرة أخرى، والتقارير الآممية تفيد بأن من بين 36 مستشفى في غزة، هناك 13 مستشفى فقط "تعمل جزئياً".

وألفت: في مقالي هذا إلى أن إسرائيل تهاوت بشكل غير مسبوق عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً، وتهاوت شعبيتها أيضاً عالمياً واصبحت في عزلة شعبيه وسياسية دولية،  ولم تعُد قوة ردع في المنطقة، وأمريكا تبحث عن بديل لحماية مصالحها وحماية حلفائها في الشرق  الوسط، وتسأؤلات؛ هل ستسلم "الهند" الوصاية على حماية المنطقة بدلاً من إسرائيل؟، وأصبح "نتنياهو" في هذه المرحلة القاصلة التي دخل فيها حالة الإستسلام المهين والهزيمة الاستراتيجية التاريخية المذله،  سيتحول إلى ماكينة من الأكاذيب لتبرير ما هو مرغم  عليه من إذلال تدريجي منظّم، فلا يجب أن نلتفت إلى تصريحاتةُ في المرحله القادمة، ولكن يجب أن نركز في النتائج التي ستتوجه كهادم ومدمر ليس لغزة والضفة فحسب وإنما للدولة الصهيونية أيضاً. 


وأُشير: في مقالي إلى أن غزة أحدثت ثورة غير مسبوقة في طريقة إدارة الصراعات المسلحة في إطار الحرب غير التقليدية "غير المتقارنه"، حيثُ أصبح الفرد من المقاومة الفلسطينية الباسلة مقابل الدبابة، والفيديوهات التي نتابعها يومياً نجد معظمها يعرض كيف يتفوق الفرد المدرب والمؤهل عقدياً ونفسياً  ومهارياً في كل الجولات على الدبابة "الميركافا" والنمر وإيتان، وستجبر كافة المعاهد العسكرية في العالم على إجراء دراسات متأنية ومعمقة لمعظم الفيديوهات التي صدرت لتطوير نظريات الحرب خلال السنوات القادمة،  وهنا نقول غزة تغير إستراتيجية العالم عسكرياً وسياسياً. 

كما أُشير؛ إلى أنه إذا كان  يجوز للمحكمة العليا الأمريكية أن تمنح الرئيس"جوبايدن" حصانة من الملاحقة القضائية المحلية على جرائم حرب محتملة، ولكن لا تحصنه من المحكمة الجنائية الدولية، وستكون لها ولاية قضائية على أي جريمة حرب يأمر بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في أراضي دولة عضو، ولاسيما؛ الأراضي الفلسطينية فستلاحقة لعنة دماء الأبرياء من أطفال ونساء غزة، وسيتم محاكمتةُ ولن يفلت من العقاب هو وكل من دعم هذا الإحتلال النازي ، وشاهدنا وشاهد العالم  بأسرة الجميع يدأ يتساقط  واحد يلو الآخر فقد خسر رئيس وزراء بريطانيا منصبة  إلى الأبد، ولاحقة المستشار الألماني، وأصبح مستقبل"بايدن" السياسي على المحك، خسر حزب الرئيس الفرنسي"إيمانويل ماكرون " الأغلبية في البرلمان. 

وختاماً: فإن المرواغة والأكاذيب والتضليل والخداع المستمر هدفها بأن "نتنياهو "يريد التوصل إلى صفقة "هدنة" لا تؤدي إلى وقف إطلاق النار الدائمة، ولكنها تمكنه من مواصلة حربه إلى الأبد لإنقاذ مستقبله السياسي وتحرره من تهم الفساد في الداخل الإسرائيلي وتهم الإبادة والتجويع الموجه إليه من قبل محكمة العدل الدولية، بغض النظر عن عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف والتجويع، وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي يردد "صفقة غزة يجب أن تسمح لإسرائيل بإستئناف القتال حتى تتحقق أهداف الحرب!؟ في محاولة منه لإفساد الصفقه. 

وإستأنفت المحادثات حول خطة أمريكية تهدف إلى إنهاء الحرب التي إستمرت تسعة أشهر دون تحقيق أي هدف من أهداف الحرب المعلنه، وبعد أسبوع من قبول حماس جزءاً رئيسياً من الخطة، قال؛ مسؤولان من المقاومة الفلسطينية إن حماس تنتظر رد إسرائيل على إقتراحها الأخير، وعقد "نتنياهو" مشاورات في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي حول الخطوات التالية في التفاوض على الخطة ثلاثية المراحل التي قدمتها الولايات المتحدة في مايو الذي أُعلن عنها الرئيس"جوبايدن" ويتم التوسط فيها من قبل قطر ومصر، وتهدف الصفقة إلى إنهاء الحرب وتحرير حوالي 120 من الإسرائيليين لدىّ حماس، مقابل الأسرىّ الفلسطينيين المحتجزين لدىّ الإحتلال.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -