أخر الاخبار

لمحات وحقيقة جمال الدين الافغاني

‏لمحات من حياة جمال الدين الأفغاني

في عام 1891م؛ حُمِلَ المريض جمال الدين الأفغاني، بواسطة أعوان ناصر شاه؛ من ضريح شاه عبد العظيم - في الرِي جنوب طهران - إلى حدود إيران مع الدولة العثمانيّة - حدود إيران والعراق الآن - مطرودًا للمرة الثانية؛ بلا مال أو غطاء... وبغير كتبه، وأوراقه الشخصيّة - وهي الأهم - إذ خلَّفَها عند صديقه الحاج محمد حسن أمين دار الضرب، وأحد كبار التجار الإيرانيين في حينه.
وفي عام 1963م؛ نشرت جامعة طهران مُجلَّدًا يحوي هذه الوثائق التي عثر عليها أصغر مهدوي، حفيد الحاج أمين الضرب... أما أصول الوثائق فقد أهداها مهدوي لمكتبة البرلمان الإيراني، بعدما صدرت طبعتها بتحقيق مشترك لمهدوي وإيرج أفشار.
كان لظهور هذه الوثائق دورًا هائلًا في كشف مساحة كبيرة من الغموض الذي اكتنف شخصيّة الأفغاني وسيرته، وتسليط الضوء على أبعاد مهمة في شخصيّته ومسيرته الحافلة، وإن ظلّت أبعاد أخرى أسيرة لذلك الغموض؛ بانتظار الباحثين لإضاءة جوانبها. 
لقد كان ظهور هذه الوثائق حافزًا للكثيرين من الباحثين ودارسي الأفغاني، لمحاولة إعادة كتابة سيرته اعتمادًا على ما توفّر من معلومات جديدة. وبقدر ما كانت الدراسات العربيّة قاصرة في هذا المبحث - لتنقيح سيرة الرجل الذي تدين بفضله حركة البعث الحديثة في العالم العربي والإسلامي - كان اهتمام الدراسين الغربيين بهذه الأوراق والوثائق؛ لإعادة كتابة تاريخ الرجلّ من وجهة نظر غربيّة تخدم أجندتهم وأهدافهم.
****
الكاتب عبد الرحمن أبو ذكري - 
منقول من أوراق مركز "نماء"
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -