أخر الاخبار

حقيقة ماحدث لهولاكو مع بركة خان

هولاكو وبركة خان زعيم القبيلة الذهبية وماذا حدث بينهم..

في القرن الـ 13 الميلادي بدأ الزحف المغولي الهائل وكأنه سيضع نهاية للمدن والحواضر الإسلامية كافة، فبعد أن سقطت الدولة الخوارزمية التي حكمت أراضي شاسعة في بلاد وسط آسيا والقوقاز وفارس، تبعها سقوط بغداد الدموي والسريع عام 656هـ/ 1258م وسقوط الخلافة العباسية معها، ثم تلا ذلك سقوط أغلب مدن الشام وفلسطين.
لكن التمدد المغولي سرعان ما انقلب على عقبيه، ليشكل واحدة من أكبر مفارقات التاريخ في العصور الوسطى -فقد تحالف حفيد إمبراطور المغول جنكيزخان (1165-1227م) وابن عم خلفه هولاكو خان- مع سلالة المماليك البحرية في مصر ) ليضع ذلك التحالف نهاية زحف مغولي كاد أن يكمل طريقه إلى شمال أفريقيا والجزيرة العربية وحتى أوروبا.
شملت أراضي القبيلة الذهبية مساحة شاسعة امتدت عبر خراسان وإيران والقوقاز والأناضول، وبدأ بركة خان نشاطه ضد دولة الإيلخانية التي أسسها ابن عمه مما جعله في تحالف مع المماليك، ونتيجة لذلك جاء بعض علماء الدين من الأراضي التي غزاها هولاكو إلى ولاية القبيلة الذهبية وتم قبول الإسلام -الذي عرف سابقا عبر التجار- في البلاد بشكل كبير.
لم ينس "بركة خان" ما فعله "هولاكو" بالخلافة العباسية أبدًا، وعندما اكتسح هولاكو بجحافله بغداد، حاول "بركة خان" بشتى الوسائل أن يوقف هذا المد الجارف الذي ينذر بمحو الإسلام من الوجود، ولكن لأن معظم جنوده كانوا ما زالوا على الوثنية فقد رفضوا الانصياع لأمره بمحاربة "هولاكو"؛ لأنهم بذلك سيخالفون الخان الأعظم للتتار، والذي قد وافق على الهجوم الهولاكي على بغداد.
فأخذ "بركة خان" في اختلاق الذرائع والحجج لإشعال حرب ضد "هولاكو" ووجد ضالته في مسألة الغنائم حيث كان من عرف "جنكيز خان" القديم أن أسرة "جوجي" أو القبيلة الذهبية لها ثلث الغنائم التي يحصل عليها التتار جميعًا في أي معارك يخوضونها، وبالقطع لم تكن الغنائم دافعًا لبركة خان رغبته في مقاتلة "هولاكو" الطاغية، فأرسل "بركة" رسلًا من طرفه وأمرهم أن يشتدوا ويغلظوا على "هولاكو" في السؤال، وبالفعل نجحت الحيلة واستشاط "هولاكو" غضبًا وقتل رسل "بركة خان" وسير جيشا لمحاربة "بركة خان" فانهزم جيش هولاكو شر هزيمة وذلك سنة 660 هجرية، فعاود الهجوم مرة أخرى بجيش أكبر فانهزم جيش "بركة خان" وكان يقوده أحد قواده واسمه "توغاي".
أراد "هولاكو" أن يجهز بالكلية على "بركة خان" فأرسل جيشًا جرارًا فيه معظم جنوده، يقودهم ابنه الخبيث "أباقا"، فخرج لهم "بركة خان" بنفسه على رأس الجيش ومزق جيش هولاكو شر تمزيق سنة 661 هجرية في منطقة القوقاز، ولم ينج منهم سوى القليل.
بعدما هلك الطاغية "هولاكو" من شدة الغيظ والحقد على ما جرى على يد "بركة خان" ورث مكانه ابنه "أباقا" وورث عنه أيضًا الحقد  على بركة خان، خاصة أن "بركة" قد هزمه هزيمة كبيرة سنة 661 هجرية، لذلك فكانت محاربة "بركة" هي أولى خطوات وقرارات "أباقا بن هولاكو".
وبالفعل أعد "أباقا" جيشًا جرارًا لمحاربة "بركة" وأرسل بركة أولًا قائده "توغاي" ولكنه هزم وأصيب بسهم في عينه، وكان "بركة خان" يحب "توغاي" لإسلامه وجهاده مع "بركة" في كل موطن، فخرج "بركة خان" بنفسه للقاء "أباقا" وفي نيته محاربة عدو الإسلام وإزالة هذا الفرع الخبيث من شجرة التتار التي بدأت تتحول للإسلام شيئًا فشيئًا، وفي الطريق أتاه اليقين وتوفي البطل العظيم مجاهدًا مناصرًا سنة 665 هجرية بعدما قضى حياته الحقيقية خمس عشرة سنة في خدمة الإسلام ومحاربة لأعداء الإسلام حتى مات رحمه الله،
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -