أخر الاخبار

نفخ الأنا وايقاظ الغرور

        نفخ الأنا وإيقاظ الغرور..

راوية المصري...

في زماننا هذا، حيث تتسابق اللحظات وتتلاشى الحدود
 بين الخاص والعام، يبرز السؤال الفلسفي حول الذات والآخر، وحول العلاقة بين الفرد ومجتمعه بوضوح.

 يتجلى هذا السؤال في تأملات النفس حين تواجه الإطراء والتقدير، وكيف يمكن لهذه المواجهة أن تحول الإنسان من مجرد كائن إلى صنم يُعبد أو يُستهجن.

 الإنسان، هذا الكائن العجيب، يعيش دومًا في صراع بين ما هو عليه وما يُنظر إليه. يتجلى هذا الصراع في اللحظات التي يتلقى فيها الإطراء أو النقد. 

يُعتبر الإطراء، في أحيان كثيرة، سيفًا ذو حدين؛ فمن جهة يمنح الفرد شعورًا بالتقدير والاعتراف بجهوده، ومن جهة أخرى، قد يؤدي إلى نفخ الأنا وإيقاظ الغرور الكامن في أعماق النفس.

 يُعتبر التواضع ليس فقط فضيلة أخلاقية، بل هو أيضًا موقف فلسفي يُمكن الفرد من مواجهة الحقيقة دون تحيز. 

يُعلمنا سقراط أن الحكمة تكمن في الاعتراف بجهلنا، وأن الغرور هو العدو الأول للمعرفة.  يمكن للإطراء أن يُحول الفرد من حالة الرضا عن النفس إلى حالة من الغرور الذي يُعمي البصيرة ويُفقد الإنسان تواضعه.

الفلسفة تُعلمنا أن الاعتدال هو مفتاح الحياة الطيبة والإنسان الفيلسوف هو الذي يستطيع أن يُوازن بين هذه الأمور، ويُحافظ على رؤية واضحة لما هو أساسي وما هو عرضي في الحياة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -