في الذكري ال117 لتأسيس النادي الاهلي المصري ..
يحتفل الأهلاوية في كل مكان في العالم العربي اليوم بمرور الذكري 117 على إنشاء النادى الأهلى فى 24 أبريل من عام 1907، وكان وراء ذلك الصرح رجل مهم اسمه عمر لطفى، فمن هو وكيف كان دوره، نعتمد فى ذلك على كتاب "حكايات أهلاوية" لـ بسمة صبحى.
يقول الكتاب: عمر لطفى هذا الاسم المميز فى تاريخ النادى الأهلى هو رجل مصرى من أصول مغربية ولد عام 1867 بمدينة الإسكندرية الجميلة واسمه بالكامل عمر لطفى بن يوسف عاشور المصرى.
عمر لطفى بك هو صاحب فكرة تأسيس النادى الأهلى، هذه الفكرة التى غيرت مسار كرة القدم فى مصر للأفضل وجعلت لكرة القدم فى القارة الأفريقية بأكملها شأنا عظيما فيما بعد.
وحتى نعرف كيف لمعت هذه الفكرة العبقرية فى عقل وقلب عمر لطفى بك علينا أن نحكى لكم تفاصيل من حياة هذا الرجل العظيم.
تتلمذ عمر فى مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بالإسكندرية التى أنشأها عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية ومؤسس جريدة التنكيت والتبكيت وجريدة اللطائف أيضًا.
بث عبد الله النديم روح الوطنية والحماس والجهاد ضد الاحتلال الإنجليزى الغاشم فى نفس وذهن عمر مما دفعه للالتحاق بمدرسة الحقوق الخديوية والتى تخرج منها عام 1886 ليتعين بعد ذلك فى قسم قضايا الحكومة.
كان عمر صدقا مقربا للزعيم مصطفى كامل والزعيم سعد زغلول وكان يعمل محاميا فى مكتب سعد باشا قبل أن يتم تعيينه مدرسا بمدرسة الحقوق الخديوية ثم وكيلا ثم ناظرا لها عام 1902
هذا الشاب كان يملك عقلا متفتحا وراقيا للغاية وذلك بسبب سفره الدائم إلى فرنسا وسويسرا وإيطاليا خلال الإجازة الصيفية لمدرسة الحقوق الخديوية والتى كانت تسمى قديما المسامحة.
وفى عام 1905 فكر مصطفى كامل فى إنشاء نادى يجمع الطلبة والخريجين فقام بعض طلبة الحقوق بتنفيذ هذه الفكرة بالفعل وأنشأوا نادى المدارس لعليا بمساهمة من الشعب المصرى بأكمله وخاصة الأغنياء منه تلبية لدعوة الزعيم مصطفى كامل.
واجتمعت أول جمعية عمومية لنادى المارس العليا داخل مدرسة الطب وحضرها 200 طالب وبعض الخريجين وتم اختيار عمر لطفى بك رئيسا للنادى بالانتخاب.
تزايد عدد أعضاء النادى من الطلبة والخريجين من جميع طوائف الشعب وكان يذهب للنادى كبار الشخصيات وكان هذا هو الهف الحقيق من وراء إنشاء نادى المدارس العليا، أن تجتمع كل فئات الشعب المصرى فى مكان واحد من أجل التخطيط لطرد المحتل الإنجليزى.
أثناء رئاسة عمر لنادى المدارس العليا رأى أن شباب النادى يحتاجون لمكان آخر يمارسون فيه الرياضة ويقضون فيه أوقات فراغهم لتصفية أذهانهم من المشكلات السياسية الموجودة فى مصر فى ذلك الوقت ومن هنا جاءت فكرة تأسيس النادى الأهلى التى طرحها عمر على أصدقائه المقربين وعلى رأسهم عبد الخالق ثروت باشا الذى تحمس للفكرة كثيرا.
وشهد يوم 8 أبريل عام 1907 اجتماع الرجال الذين تحمسوا لفكرة عمر وهم إدريس راغب بك وعبد الخالق ثروت باشا، وإسماعيل سرى بك ومستشار وزير المالية المصرية فى ذلك الوقت الإنحليزى ميتشل إنس بك، وقرروا تأسيس شركة رأس مالها 5000 جنيه فى شكل ألف سهم، أى أن قيمة السهم الواحد كانت تبلغ خمسة جنيهات، كما تم اختيار مستر ميتشل ليكون ل رئيس للنادى الألى.