عبير محيش تكتب تفاصيل

بقلم الشاعرة عبير محيش  ......

تفاصيل..

دائما ما أزوّدك بتفاصيلي المملّة، قهوتي كلّ صباح وكلّ مساء.. حساسيّتي المفرطة.. خططي المستقبلية.. ثرثرات الجارة المملّة.. أفكاري..  ونهايات قصصي التي لا تنتهي.. عن تفاصيلي الصغيرة.. أخبرك.. أجعلها محطّ حديث.. ولا تنسى حبسة الكاتب التي يتهيّئ لي أنّي أعاني منها.. أحدثك عن كلّ ما حدث اليوم.. وعن مشاعري التي أصبحت لاشيء.. كيف يعيش الكاتب دون إحساس؟ كيف يصبح الإنسان بلا قلب..؟ يحبذ المنطق ويتبعه بأكثر المواقف التي هي بحاجة للعاطفة..

أريد حديثا معك.. لكني لا املك كلام.. فهذه التفاصيل لا تسبب لك سوى النعاس.. أما أنا فأنشغل بضوضائي.. بعد أن أنهيت تفاصيلي أختبئ في الليل.. أتركك منغمسا في نومك وأتمنى لك أحلاما سعيدة.. لأن السعادة لا توجد إلا في الأحلام.. تنام أنت وأبحث أنا عن حروف أجعلها كلمات لأحادثك بها في الصباح الباكر.. لكن كمن يبحث عن نفسه.. اعتدت أن أترك الكلام داخلي حتى فقدت الكلام كلّه ونسيت كيف يقال.. وأنت عندما تعود صباحا لا أملك إلا أن أضع أغنية لفيروز وفنجان قهوة غير الذي بيدي الآن علّي أجد الكلام داخله.. وهكذا يصبح صباحنا مليئا بتفاصيلي الصغيرة التي ألفتها منذ زمن..

_عبير محيش