أخر الاخبار

اميرة سامح البهيدي تكتب /الانتحار واسبابة

و السؤال.. ....لماذا..!!؟؟ و ما السر!!؟و ما سبب الانتحار؟

إنها لحظة نفاد طاقة و نفاد صبر و نفاد حيلة و نفاد عزم.
لحظة إلقاء سلاح.. يأس.. ما يلبث أن ينقلب إلى اتهام و إدانة للآخرين و للدنيا ثم عداوة للنفس و للآخرين و للدنيا تظل تتصاعد و تتفاقم حتى تتحول إلى حرب من نوع مختلف يعلنها الواحد على نفسه و يشنها على باطنه، و في لحظة ذروة تلتقط يده السلاح لتقتلع المشكلة من جذورها.. و لتقتلع معها الإحساس المرير و ذلك بطمس العين التي تبصر و قطع اللسان الذي يذوق و تحطيم الدماغ الذي يفكر و تدمير اليد التي تفعل و القدم الذي يمشي.

و هو نوع من الانفراد بالرأي و الانفراد بالحل و مصادرة جميع الآراء الأخرى بل إنكار أحقية كل وجود آخر غير الذات.

و لهذا كانت لحظة الانتحار تتضمن بالضرورة الكفر بالله و إنكاره و إنكار فضله و اليأس من رحمته و اتهامه في صنعته و في عدله و رفض أياديه و رفض أحكامه و رفض تدخله.
فهي لحظة كبر و علو و غطرسة و استبداد.
و ليست لحظة ضعف و بؤس و انكسار....و بدون هذا العلو و الكبر و الغطرسة لا يمكن أن يحدث الانتحار أبداً.

فالإنسان لا ينتحر إلا في لحظة دكتاتورية مطلقة و تعصب أعمى لا يرى فيه إلاّ نفسه. و  الانتحار في صميمه اعتزاز بالنفس و تأله و منازعة الله في ربوبيته. و  المنتحر يختار نفسه و يصادر كل أنواع الوجود الآخر في لحظة غل مطلق.. في لحظة جحيم.

و لهذا يقول الله أن من قتل نفسه يهوي إلى جحيم أبدي، لأنه قد اختار الغل و انتصر للغل و أخذ جانب الغل عند الاختيار النهائي للمصير. و الانفراد المطلق في الرأي عصبية و غل و نارية إبليسية.. و النفس المتكبرة الأمارة بالسوء هي نار محضة و ظلمة..

و كل منا في داخله عدة احتمالات لنفوس متعددة.. في داخل كل منا نفس أمارة ظلمانية توسوس له بالشر و الشهوات.. و نفس لوامة نورانية تحضه على الخير ثم كل المراتب النفسية علواً و سفلاً فوق و تحت هاتين المنزلتين.

و كل نفس في حالة تذبذب مستمر بين هذه المراتب صاعدة هابطة فهي حيناً ترتفع إلى آفاق ملهمة و حيناً تهبط إلى مهاوٍ مظلمة شهوانية. ثم في النهاية تستقر.. فإذا استقرت على الرفض و الكبر و الغطرسة و الغل ثم اقتلعت أسنانها و لسانها و سمعها و بصرها و قطعت رقبتها في غل نهائي لا مراجعة فيه.. هي قد اختارت الجحيم بالفعل.. بل إنها في ذاتها قبضة نار لا مكان لها إلا في الجحيم.

( ناراً وقودها الناس و الحجارة )

يقول ربنا إن هذه النفوس هي وقود النار و جمراتها و مصدر الطاقة النارية فيها، و معنى هذا أنها أشد نارية من النار.

و المنتحر يتصور أنه سوف يتخلص من نفسه، و لكن لا خلاص و لا مهرب لإنسان من ذاته، فهو لن يخرج بالانتحار إلى راحة، بل هو خارج من النار الصغرى إلى النار الكبرى و من النار الزمنية إلى النار الأبدية. و  لنتجنب هذا المصير فإننا لابد أن نتجنب المشكلة أصلاً.

و المشكلة أصلاً هي التعلق.. و من ليس له تعلق بشيء لاينتحر لشيء. و  لا يجوز عند المؤمنين تعلق إلّا بالله فهو وحده جامع الكمالات، الدائم الباقي الذي لا يتغير و لا تخيب عنده التوقعات و لا تضيع الآمال.

و الله هو المحبوب وحده على وجه الأصالة و ما نحب في الآخرين إلا تجلياته و أنواره، فجمال الوجوه من نوره و حنان القلوب من حنانه فنحن لا نملك من أنفسنا شيئاً إلّا بقدر ما يخلع علينا سيدنا و مولانا من أنواره و أسمائه.
فنحن لا نحب في بعضنا إلّا هو.

و هو حاضر لا يغيب و لا يهجر و لا يغدر و لا يغلق بابه في وجه لاجيء و لا يطرد من رحابه ملهوف. فالواقفون عنده مطمئنون راضون ناعمون لا يخطر لهم الانتحار على بال سعداء في جميع الأحوال.

إنما ينتحر الذي تعلق بغيره.

الذي تعلق بليلاه و معشوقته و ظن أن جمالها منها فتعلق بها لذاتها تعلق عبادة، و أصبح يتوقع منها ما يتوقع عبد من معبود و ربط نفسه بها رباط مصير. و نسى أنها ناقصة كسائر الخلق و محل للتغير و التبدل تتداول عليها الأحوال و التقلبات فتكره اليوم ما أحبته بالأمس و تزهد غداً فيما عشقته اليوم. و  نسى أن جمالها مستعار من خالقها و أنها إعارة لأجل و حينما ينتهي الأجل ستعود أقبح من القبح.

مثل هذا الرجل المحجوب الغافل إذا أفاق على الصحوة المريرة و فاجأه الغدر و التحول، يشعر شعور من فقد كل رصيده و أفلس إفلاس الموت و لم يبق له إلا الانتحار.

و لو أنه رأى جمالها من خالقها لأحب فيها إبداع صنعة الصانع و لكان من أهل التسبيح الذين يقولون عند رؤية كل زهرة.. الله.. فإذا رأوها في آخر النهار ذابلة.. قالوا حقاً لا إله إلا الله.. فحبهم لله و في الله و روابطهم روابط مودة و معروف لا مقصد لها و لا غرض و لا توقع.. فالغدر لا يفاجئهم و الهجر لا يصدمهم و شأنهم كما يقول المثل العامي.. اعمل الخير و ارمه البحر.. يبسطون أيديهم بالمعونة دون حساب لأي عائد و دون توقع لثمرة.

هؤلاء هم أهل السلامة دائماً. و هم أهل الطمأنينة و السكينة لا تزلزلهم الزلازل و لا تحركهم النوازل. و هم أهل الطمأنينة اليوم.

 هم أهل الطمأنينة يوم الفزع الأكبر.. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، و يوم لا ينفع مال و لا بنون.......
و هؤلاء لا يتعلقون إلّا بالله.
و لا يؤملون إلّا في الله.
و لا يتوقعون إلّا من الله.

إن المشكلة هي بالدرجة الأولى مشكلة إيمان.. فكلما وضعت التكنولوجيا في يد الإنسان قوة و ثروة و استغناء ازداد بعداً و غروراً و كبراً و تمرداً، و ازداد تعلقاً و ارتباطاً بالأصنام المادية التي خلقها، و ازداد خضوعاً للملذات التي يسّرها لنفسه.. و تصور أن قوته سوف تعصمه و علمه سوف يحميه فأمعن في غروره.

و هل عصم الجبل ابن نوح من الطوفان ؟!
بل كان من المغرقين.
( فلا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ).

ضع يدك في يد الله و لا تبرح و حسبك من علاقتك بالناس أن تبذل لهم مودتك و رحمتك على غير توقع لشيء.. فذلك هو قارب النجاة في عالم اليوم.. عالم الانتحار و المنتحر
شباب فى سن 19و21 سنه فى كليات القمه طب وهندسه من عائلات كبيرة متيسره ،وينتحرو بهذه الطريقه عن طريق الشنق ،هذا مؤشر خطير لابد ان يدق له ناقوس الخطر فى الحياه الاجتماعية المصريه.........ظاهره انتحار الشباب هي ناقوس الخطر فنجد أن الانتحار بين الشباب بدأ يتحول من حاله فرديه الي ما يشبه الظاهره فنجد أن هناك زياده في معدل حالات الانتحار بالشارع المصري لأسباب كثيره منها مشاكل الاسره وعدم احتواء الآباء لأبنائهم وبناتهم وإهمال الاسره لهم وعدم وجود التوعيه السليمه في كيفيه التعامل مع الأبناء فإنه يجب عند بلوغ الابن والابنه سن العاشره يجب أن نوضح لهم صعوبات تلك المرحله فسوف نجد.انه في الفتره الاخيره كثير من الشباب يقومون بالقاء أنفسهم من أعلي كوبري أو أمام مترو أو قطار وآخرها إلقاء فتاه نفسها من الدور السادس في مول شهير وهذه الحالات تكون نتيجه لعدم احتواء الأهل لأبنائهم ويكون الانتحار هروبا من مشاكلهم مع الاسره وقد ذكرت الدكتوره جيهان النمرسي أن سبب اختيار المنتحرين وسيله المترو أو القطار أو القفز من فوق كوبري أو طابق اعلي مول سنجد.انها اسهل وسيله للانتحار وتكون أيضا اشاره سريعه للعالم وانتحاره وسط الجميع أن ذلك سيحدث ارتباكا وشعور البعض بالذنب والشخص الذي يقبل علي الانتحار يكون شخص يائس منطوي عديم الايمان ذو شخصيه مضطىربه قلق بكره نفسه ويكره الحياه ويعاني من اضطرابات نفسيه وعقليه تدفع به الي الانتحار ونجد أن المنتحرون يقلدون بعضهم وان أغلب حالات الانتحار بتكون نتيجه فقد الامل والشعور بالظلم أو الارتباط بعلاقته عاطفيه  تفتقد التكافؤ الاجتماعي أو العلمي أو العمري 
وللقضاء علي ظاهره الانتحار لابد من عديد من العوامل منها يجب اشتراك الأبناء منذ الطفوله في النوادي وممارسه الرياضه وشغل اوقات فراغهم صيفا وشتاء وعدم تركهم بلا هدف وان تكون هناك حملات توعيه للاهالي في كيفيه التعامل مع الأبناء واستيعابهم وتفهمهم وايضا يجب أن يكون دور وسائل الإعلام دور والدين أيضا لتوصيل الشباب لأن يكونوا أكثر إيمانا وارتباطا بالله وان الايمان يسهل عليهم مصاعب الحياة ويزيل العقبات ويكبح جماح لنفس الاماره بالسوء وأنه يجب علي الإنسان عموما أن يكون محدد هدفه في الحياه والعمل على تحقيقه ويجب أن ندرك جميعا أنه لايوجد شخص يعيش في سعاده مطلقه ولا يوجد شخص خالي من المشاكل وأنه في النهايه يجب أن لا ننسي قول الله تعالي *أن بعد العسر يسر أن بعد العسر يسر * صدق الله العظيم
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -