مورينيو يصفع عدوا وصديقا في ليلة واحدة
– صرخة السلطان
الزمان: صيف 2009
المكان: غرفة ملابس إنتر ميلان
لم يكن الموسم الأول لمورينيو في إنتر أفضل ما يمكن، حيث فاز فقط بالدوري الإيطالي (في ظل تراجع يوفنتوس عقب عودته من الدرجة الثانية)، وازدادت الضغوط من الإدارة حول أن دوري الأبطال هو الهدف الأول.
وعلى مستوى الميركاتو خسر مورينيو جهود ماكسويل الذي انتقل في بداية الصيف إلى برشلونة، لكن المدرب البرتغالي قرر إعادة ترتيب الأوراق أثناء السفر مع بعثة إنتر للولايات المتحدة خلال فترة الإعداد.
أثناء التواجد في الولايات المتحدة، بدأ برشلونة في الاستفسار عن إمكانية ضم إبراهيموفيتش، لكن إنتر أغلق الباب، حيث أن السلطان كان النجم الأول للفريق بلا منازع، إلا أن الأمر وصل لزلاتان عن طريق صديقه ماكسويل الذي رغب النجم السويدي في مزاملته مجددًا.
وعقب إحدى المباريات الودية في المعسكر، دخل إبرا غرفة الملابس ثائرًا أثناء تواجد زملائه ومورينيو، ثم صرخ: "سأرحل.. يجب أن أفوز بدوري الأبطال".
– جلسة طوارئ
الزمان: صيف 2009
المكان: فندق إقامة إنتر في الولايات المتحدة
أدرك مورينيو أن فريقه بات في حالة طوارئ، ويجب عقد جلسات عاجلة لتهدئة الوضع، فدعا إبرا وماركو برانكا المدير الرياضي إلى اجتماع.
كان لمورينيو مكانة خاصة لدى إبرا والعكس صحيح، لدرجة أن المدرب البرتغالي قال إذا ذهبت للحرب سأصطحب زلاتان معي، لذا حاول "سبيشيال وان" استغلال رصيده كي يعدل النجم السويدي عن قراره.
بدأ مورينيو جلسته مع إبرا: "فريقنا في حالة جيدة وقمنا بدعمه بصفقات مميزة للمنافسة بقوة في العام المقبل".
إبرا: "أثق فيما تقول، لكنني قررت الرحيل. يجب أن أرفع الكأس الأوروبية، هناك فرصتي أكبر في الفوز".
مورينيو: "ربما تغادر ونحن من سنفوز بدوري الأبطال".
إبرا: "سنرى ما سيحدث".
أنهى مورينيو جلسته مع إبرا بعدما تبين أن قرار المهاجم السويدي لا رجعة فيه، ثم بدأ في دراسة الخطوة التالية خلال اجتماع آخر مع برانكا والجهاز الفني.
مورينيو: "إبرا سيرحل.. هذا قراره النهائي".
مات (المدرب المساعد): "لكن بدونه سيكون من المستحيل الفوز بدوري الأبطال، كما أن اللاعبين يخشون رحيله".
مورينيو: "قرار إبرا لا رجعة فيه.. علينا وضع خطة بديلة".
برانكا: "نحن لم نرد بعد على طلب برشلونة الجديد، لذا علينا إعادة ترتيب الأوراق، قبل خروج قرار رحيل زلاتان للإعلام".
مورينيو: "لنحاول التوقيع مع إيتو. إن ثنائيته مع ميليتو يمكن أن تقدم شيئًا مختلفًا للفريق".
(كان ميليتو صفقة جديدة لإنتر في ذلك الوقت، حيث حصل النيراتزوري على خدماته رفقة تياجو موتا من جنوى).بتوصية من مورينيو
– رد الاعتبار
الزمان: ملعب "سان سيرو"
المكان: 20 أبريل/ نيسان 2010
تمت صفقة انتقال إبرا إلى برشلونة وارتداء إيتو لقميص إنتر، واصطدم الفريقان في نصف نهائي دوري الأبطال، وجاءت موقعة الذهاب في ميلانو.
لم ينس مورينيو التحدي الذي دخل فيه مع إبرا بشأن دوري الأبطال، الأمر الذي جعل "سبيشيال وان" يراقب كل تحركات السلطان منذ وطأت قدميه أرض "سان سيرو" مجددًا، وأثناء إجراء الإحماء قبل المباراة.
وجد مورينيو ما توقع، حيث أن إبرا على أعتاب الاشتباك مع جوارديولا في الإحماء. كان يتحدث الطرفان، قبل أن تنقلب ملامح وجه زلاتان التي يحفظها المدرب البرتغالي فجأة، ويبدأ الحديث بحدة مع مدربه الإسباني.
تأكد مورينيو من صحة ملامح إبرا، بعدما كان المهاجم السويدي هو اللاعب الوحيد الذي تم استبداله من برشلونة أثناء المباراة.
وعقب الفوز (3-1)، شعر "سبيشال وان" أنه تمكن من رد اعتبار فريقه أمام إبرا الذي كان يعتقد أن برشلونة أقوى بمراحل من النيراتزوري.
– صفعة مدوية
الزمان: 28 أبريل/ نيسان 2010
المكان: ملعب "كامب نو"
ربما هي المباراة الأهم في تاريخ مورينيو، حيث أنه يريد تأكيد فوزه في التحدي مع إبرا،
سارت المباراة وفقًا للسيناريو المتوقع، حيث أن برشلونة يهاجم بضراوة، بينما إنتر يتكتل في وسط ملعبه، إلا أنه في الدقيقة الـ28 سقط بوسكيتس بعدما لامست يد تياجو موتا وجهه.
ذهب الحكم مباشرة إلى موتا ومنحه الإنذار الثاني، ليكمل إنتر أكثر من 60 دقيقة بـ10 لاعبين.
كان مورينيو يقف بين مقاعد بدلاء إنتر وبرشلونة أثناء الطرد، ليشاهد لاعبي البارسا على مقاعد البدلاء يقفزون، كما لو أن الفريق تأهل بالفعل.
عقب ثوانٍ قليلة، قام جوارديولا باستدعاء إبراهيموفيتش سريعًا، كي يعدل بعض الأمور التكتيكية، بعد أن أصبحت المباراة 11 لاعبًا لبرشلونة ضد 10 فقط من إنتر.
وهنا تحرك مورينيو صوب بيب وإبرا إلى أن وقف خلف ظهر المدرب الإسباني، وقال "لا تبدأ الحفلة الآن. المباراة لم تنته".
شغل إبرا في المباراة مركز رأس الحربة، إلا أنه كان يميل كثيرًا جهة اليمين، لا سيما عندما تأتي الكرة إلى ميسي، ما جعل السلطان شبه غائب عن المواجهة قبل الطرد.
وعقب تعليمات جوارديولا، ركز إبرا تحركاته داخل منطقة الجزاء، لكن مورينيو واصل إلغاء وجود زلاتان في اللقاء، بعدما فرض عليه رقابة لصيقة من لوسيو وصامويل جعلته تائهًا في الكرات العرضية.
وعندما أدرك جوارديولا أن إبرا صار عبئًا على الفريق، قرر سحبه من الملعب في الدقيقة الـ63، ودفع بدلا منه ببويان كركيتش صاحب الـ19 عامًا.
عقب إطلاق صافرة النهاية وتأهل إنتر، اندفع مورينيو مقتحمًا الملعب رافعًا السبابة للاحتفال مع اللاعبين، بينما إبرا (الذي ظل حتى الآن صديقا مقربا للمدرب البرتغالي) يغادر الملعب محبطًا، عقب صفعة "سبيشيال وان".