المدار نيوز:
قال"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأحد» للصحف والمواقع الإخبارية، إن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل والتي جاءت بعد دعوات متكررة من الشعب الفلسطيني للعالم أجمع ولاسيما؛ الدول العربية والإسلامية برفع دعوات قضائية لمحكمة العدل الدولية، وأول من لبت النداء كانت "جنوب إفريقيا" والتي إستشهدت في الدعوى المقدمة منها بوزير الأمن القومي"إيتمار بن غفير" الذي قال: إن أولئك الذين "يُدمرون" لا يشملون حماس فحسب، بل يشمل أيضاً أولئك الذين يحتفلون بها، وأولئك الذين يدعمونها، أي المدنيين الفلسطينيين المحميين، والأطفال والنساء العزل!؟.
وأضاف"أبوالياسين" أن طلب إفريقيا للعدل الدولية حرك
"3061"محامياً تركياً برفع دعوىّ مماثلة لدىّ محكمة الجنايات الدولية في "لاهاي" ضد الإحتلال الإسرائيلي لإرتكابها إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وتتضمن الدعوىّ الذي تم تقديمها للجنائية الدولية جهوداً إستقصائية واسعة حول الجرائم التي إرتكبتها ومازالت ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وكما هو معروف، فإن طلب رفع دعوىّ للجنائية الدولية هو حق ممنوح للدول الأعضاء، أما بالنسبة للطلب الذي قدمة هؤلاء المحامين يعُد بمثابة إبلاغ عن الجريمة وتقديم الأدلة والبراهين لها، وفي حالة تجاوز محكمة العدل الدولية الضغوط السياسية، ستؤدي القضية إلى إدانة إسرائيل بشكل قاطع، وفي حال عدم تجاوزها للضغوط السياسية ستعتبر محكمة العدل الدولية مسيسة بشكل رسمي وبهذا تكون جميع المنظمات الدولية التابعه للامم المتحدة مسيسة ويتوجب إصلاحات وتغييرات جذرية لهما.
مضيفاً: أن الأدلة التي سيتم تقديمها لـ"محكمة العدل الدولية جميعها موثقة وموجوده وشاهدها العالم بأسرة على شاشات التلفاز بما فيهم المدعي العام لـ "المحكمة الجنائية الدولية" وجميع أعضاءها، من صور وفيديوهات وتقارير من الصحفيين، ووسائل الإعلام التي تعمل في غزة مباشرةً، فضلاًعن؛ مقاطع فيديو وشهادات مصدقة من المصابين الذين قدموا إلى بعض الدول منها تركيا ومصر وغيرها من دول الجوار لتلقي العلاج بالمستشفيات فيها،
وشهادات ومقاطع فيديو مصدقة من أقارب أو معارف هؤلاء المصابين، وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين،
أدلة كافية تتعلق بعدم صحة الأسباب التي قدمها الإحتلال الإسرائيلي لتبرير الهجوم، وهذا يجبر محكمة العدل الدولية لتجاوز أي ضغوط سياسية لمحاكمة حكومة الإحتلال التي تتوهم بأنها فوق القانون وأن"الفيتو" الأمريكي سيحصنها للإبد للإفلات من العقاب.
كما أضاف"أبوالياسين" أنه يجب على المسؤولون في محكمة العدل الدولية، بإتخاذ إجراءات فعالة ومناسبة وفقاً للقانون الدولي، حتى لا يكون أمام المجرمين الإسرائيليين مفر من القرارات القانونية التي ستصدر ضدهم، ولكن إذا إنحرف المسؤولين في المحكمة عن القانون، وإتخذوا قرارات غير قانونية نتيجة للضغوط السياسية الأمريكية والغربية المحتملة منهم لانهم يعتبرون شركاء في كافة جرائم الحرب التي إرتكبت في غزة، فستفقد المحكمة بذلك شرعيتها وبهذا يعتبر أخر منظمة دولية فقد شرعيتها كسابقيها «مجلس الآمن، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان» وغيرها من المنظمات التابعة للآمم المتحدة، وعلى هذا يتوجب حينها من العالم العربي والإسلامي بإنشاء محكمة دولية تكون فعالة وعادلة، لأنه سيساهم إنشاء مثل هذه المحكمة في تسهيل وصول إرادة شعوب المنطقة بأكملها إلى السلطة، ومنع حدوث جرائم خطيرة في منطقتنا.
ولفت"أبوالياسين" إلى أن إذا إجتمعت الدول العربية والإسلامية لإنشاء محكمة دولية وهذا من حقها وفق ميثاق الآمم المتحدة، ومحاكمة إسرائيل فيها، وهذا بالطبع متفق قانونياً
فستكون خطوة مفيدة جداً للمنطقة، وستساهم مثل هذه المحكمة في إرساء السلام الإقليمي والعالمي أيضاً، وستؤدي مثل هذه المحكمة وظيفة غير مباشرة تتمثل في إيصال إرادة الشعوب الذي يعيش في منطقتنا إلى السلطة، فإننا قد لا نكون بحاجة لمثل هذه المحكمة لو كان نظام القانون الدولي بالفعل يخدم القانون والعدالة، ولكن القوانين والمؤسسات والمنظمات القانونية الدولية فقدت شرعيتها لأنها أصبحت لعبة في يد الدول الكبرىّ وعلى رأسهم "واشنطن"، التي إحتكرتها بشكل سافر، وجعلت من العالم نادي للإجرام الدولي.
لافتاً؛ إلى إستمرار الحكومة الإسرائيلية في التذرع بضرورة الرد على هجوم حماس في 7 أكتوبر لتجنب مناقشة الواجب القانوني، ولتجنب إلحاق الأذىّ غير المتناسب بالمدنيين الفلسطينيين في غزة، وهما منفصلان قانونياً، وتعتبر الهجمات غير المتناسبة جرائم حرب وفق القانون الدولي،
ويعُد إعادة كتابة إسرائيل لقانون الحرب يتماشى مع جرائمها في غزة وفي عموم الأراضي الفلسطينينة، وفق ما ذكرتة الحكومة الإسرائيلية مؤخراً؛ أنه وفقاً لحساباتها الخاصة، فإن أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة كانت مدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، وسيخبر الوقت والتحقيقات ما إذا كان أي من هذا السلوك العسكري ينتهك إتفاقيات جنيف أم لا!؟، ومع ذلك، يتطلب سؤالاً آخر وإهتماماً حاسماً أيضا، ما إذا كانت إسرائيل تعزز تفسير القانون الإنساني الدولي الذي يقوض قيم الإتفاقيات ويخرب قواعدها، وقد يفسر ذلك بعض النتائج التي نراها على أرض الواقع.
وتابع"أبوالياسين" قائلاً؛ إنه لا توجد وسيلة لتفسير سلوك إسرائيل في قطاع غزة، وتبرير الدمار والقتل والمجاعة والحصار بهذه الأبعاد الوحشية،
وأنه لم يعد من الممكن إخفاء الشرّ بأي دعاية تستخدمها قوات الإحتلال، إذ رغم أن أحداث السابع من أكتوبر لا تزال محفورة في الذاكرة، لكنها لا يمكن أن تبرّر المشهد الحالي في غزة، وهذا ماذكرة الكاتب الإسرائيلي "جدعون ليفي" في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية،
ولأنّ إستمرار الحرب يزيد من خسائر فاضحة في صفوف جنود الإحتلال وأصبح المجتمع الإسرائيلي كله يعيش حالة من الصدمة والإنهيار وتفشي الأمراض النفسية والعقلية والإنتحار والهوس كما جاء في تقرير منتدى الأمراض النفسية الذي طالب بإعلان حالة الطوارئ في إسرائيل، فإنهم يتدرجون في إعلان الأعداد الحقيقية لقتلىّ وجرحىّ جيش الإحتلال، ويقولون؛ إن عدد الجنود الجرحى قد يصل إلى"21" ألفاً إذا أدرج المصابين بإضطرابات ما بعد الصدمة.
وأشار"أبوالياسين" إلى إذا كان الإحتلال الصهيوني قد نجح في السيطرة على النخب السياسية في الغرب خلال العقود الماضية، فقد نجحت معركة "طوفان الأقصي" وأهل غزة الصامدون والصابرون كما قالت: الصحف الغربية، الكثيرة في تشكيل رأي عام جديد في الغرب من الشباب سيقود التغيير في هذه المجتمعات الغربية خلال السنوات القادمة، ويسحب البساط من تحت أقدام المنظومة السياسية الصهيونية الفاسدة التي تسيطر على مراكز صناعة القرار هناك منذ عقود، والأمر لن يكون سهلاً لكن معركة تحرير الإنسانية من هيمنة الصهيونية أصبحت معركة مصير الآن بالنسبة لهم، وكثير من الشعوب الآخرىّ أيضاً.
مشيراً: إلى حسابات"نتنياهو" الواهية بأن التجويع التدريجي لسكان غزة نتيجة لحصاره سوف يستغرق وقتاً أطول لقتل أعداد كبيرة من الناس مقارنة بالوقت الذي يحتاجه للحفاظ على الدعم الدولي لقصفه لغزة وسكانها؟، وتتحدث الصور ولقطات الفيديو القادمة من قطاع غزة، وتقارير من وسائل الإعلام العربية والعالمية، التي تحاول السلطات الإسرائيلية التعتيم عليها إعلامياً في الداخل الإسرائيلي عن المجاعة والمرض والعطش والنقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية، وفي محطات توزيع الطعام، ويقف مئات الأطفال الصغار في طوابير طويلة وسط الإزدحام الرهيب، ويحملون الأواني والأكواب والصناديق البلاستيكية والسطلاء للطعام المتاح.
كما أشار"أبوالياسين" إلى أنه وسط ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من جرائم حرب في غزة، وأشار"جو بايدن" نفسه أكثر من مرتين إلى "قصفه العشوائي"إلا أنه يتجاوز الكونجرس للمرة الثانية لإرسال المزيد من الأسلحة إليه، وتساؤلات هل هذا هو المساعدة والتحريض على جرائم الحرب، فـ"للمرة الثانية" هذا الشهر، تتجاوز إدارة "بايدن" الكونغرس للموافقة على بيع أسلحة طارئة لإسرائيل حيث تواصل إسرائيل مقاضاة حربها ضد حماس في غزة تحت إنتقادات دولية متزايدة، وقالت: وزارة الخارجية إن وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" أخبر الكونغرس أنه إتخذ قراراً طارئاً ثانياً يغطي بيع المعدات بقيمة 147.5 مليون دولار، بما في ذلك الصمامات والرسوم والإشعال، اللازمة لجعل قذائف 155 مم التي إشترتها إسرائيل بالفعل تعمل.
وأضافت: الوزارة أنه وبالنظر إلى الحاجة الملحة للإحتياجات الدفاعية لإسرائيل، أخطر الوزير الكونغرس بأنه مارس سلطته المفوضة«أنا صهيونيياً قبل أن أكون وزيراً أمريكياً» لتحديد وجود حالة طوارئ تستلزم الموافقة الفورية على النقل، وقالت:إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ومن الأهمية بمكان للمصالح الوطنية الأمريكية ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تواجهها!!؟، ويعني قرار الطوارئ أن الشراء سيتجاوز شرط مراجعة الكونغرس للمبيعات العسكرية الأجنبية!، ومثل هذه القرارات تعُد نادرة، ولكنها وبما إنها ستقتل المزيد من الأطفال والنساء في غزة ليست غير مسبوقة بالنسبة لوزير خارجية الولايات المتحدة!!؟.
وعلى صعيد أخر متصل قال"أبوالياسين" الحديث الآخير عن إحتلال محور فيلادلفيا يعُد إستهلاك محلي، وتشتيت للإعلام العالمي للهروب من الأزمة الحالية في"غزة" ولكن يجب الرد بكل حسم من قبل السلطات المصرية علي وقاحة "نتنياهو"، والتهديد المزعم بإحتلال محور "فيلاديلفيا"لذا: ومهم جداً أن يقابله إحتجاج رسمي وتحذير معلن، لأن ذلك يمثل إختراقاً لإتفاقية السلام الموقعه بين البلدين، فضلاًعن؛ أنه يمثل إعتداء سافر علي السياده المصريه، كما يمثل خنقا لغزه ويجعلها تعيش في سجن كبير، ويفرض عليها الحصار الدائم كلما شاء، ويفتح الطريق أمام تهجير الفلسطينين إلي سيناء فالموقف الحاسم من قبل مصر، وإستعراض القوه مطلوب في هذا الحالة، لآن الصمت لن يكون مجدياً معهم، ونحن علي ثقه أن القيادة والجيش لن يسمحوا للعدو بتنفيذ مخططاتة المزعومة.
وختم"أبوالياسين" بيانه الصحفي حيثُ قال: إن التقارير الموثوقة جداً من داخل المجتمع الاسرائيلي، تشير؛ جميعها إلى الحقائق التي بات المجتمع الإسرائيلي يؤمن بها وهي؛ أن إسرائيل لن تنتصر بهذه الحرب، وهي تبحث عن أي نصر هامشي يستر عورتها كإغتيال قائد أو أسره، وأن هذه الحرب هي بداية العد التنازلي لعقدة العقد الثامن، وأن الجنود يعانون من الصدمة والرعب، وأنهم يعتقدون أن دولتهم تتخلىّ عنهم لتقتلهم حماس،
وأن الذخائر في العالم قلت بشكل خطير بسبب هذه الحرب، ومن غير المتوقع أن تحصل إسرائيل على ما يكفيها من ذخائر في المرحله القادمه مما ينذر بإنهيار الجيش الصهيوني، وأن معنويات المقاومة الفلسطينية تزداد كل يوم ومعنويات قوات الجيش الإسرائيلي تنهار بشكل خطير بعد خروج وحدات النخبة مهزومة وبقاء وحدات الصف الثاني والثالث متورطة في قتال الإشباح، ومالم تجد إسرائيل وسيله لازاحة "نتنياهو" من سدة الحكم فإنه لا يملك إلا خيار الإستمرار في الحرب حتى لو إنتهىّ الآمر بإحتلال المقاومة الفلسطينية "القدس وتل أبيب" وهذا واقع الاسرائيليين الحالي.