أخر الاخبار

مالا تعرفة عن غزة

غَزَّة مدينة ساحلية فلسطينية، وأكبر مدن قطاع غزة وتقع في شماله، في الطرف الجنوبي للساحل الشرقي من البحر المتوسط. تبعد عن مدينة القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وهي مركز محافظة غزة وأكبر مدن السلطة الفلسطينية من حيث تعداد السكان، حيث بلغ عدد سكان محافظة غزة 641.936 ألف نسمة في عام 2023م، ما يجعلها أكبر تجمع للفلسطينيين في فلسطين. تبلغ مساحتها 56 كم2، مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم.
تعتبر مدينة غزة من أهم المدن الفلسطينية؛ لأهمية موقعها الإستراتيجي والأهمية الاقتصادية والعمرانية للمدينة، بالإضافة إلى كونها المقر المؤقت للسلطة الوطنية الفلسطينية، ووجود الكثير من مقراتها ووزارتها فيها.

أسس المدينة الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، احتلها الكثير من الغزاة كالفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيون والعثمانيون والإنجليز وغيرهم. في عام 635م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزاً إسلامياً مهماً. يوجد بها قبر هاشم بن عبد مناف الجد الثاني للنبي محمد بن عبد الله، لذلك تُسمى أيضاً «غزة هاشم»، كما أنها مسقط رأس الإمام الشافعي الذي ولد عام 767م وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة عند المسلمين السنة.
تُعتبر غزة أحد أقدم المدن التي عرفها التاريخ، أما سبب تسميتها بهذا الاسم فهو غير مُثبت بدقة، لأن هذا الاسم كان قابلاً للتبديل والتحريف بتبدل الأمم التي صارعتها، فهي عند الكنعانيين (هزاتي)، وعند الفراعنة (غزاتو)، أما الآشوريون واليونانيون فكانوا يطلقون عليها (عزاتي) و (فازا)، وعند العبرانيين (عزة)، والصليبيون أسموها (غادرز)، والأتراك لم يغيروا من اسمها العربي (غزة) أما الإنجليز ويطلقون عليها اسم (گازا) (بالإنجليزية: Gaza)‏.

اختلف المؤرخون - كعادتهم بالنسبة لكثير من المدن القديمة – في سبب تسميتها بغزة، فهناك من يقول إنها مشتقة من المَنَعَة والقوة، وهناك من يقول إن معناها: «الثروة»، وآخرون يرون أنها تعني: «المُميزة» أو «المُختصة» بصفات هامة تميزها عن غيرها من المدن. أما ياقوت الحموي فيقول عنها في معجمه: «غَزَّ فلان بفلان واعتز به إذا اختصه من بين أصحابه».

ارتبط العرب بغزة ارتباطاً وثيقاً فقد كان تجارهم يَفِدون إليها في تجارتهم وأسفارهم باعتبارها مركزاً مهماً لعدد من الطرق التجارية، وكانت تمثل الهدف لإحدى الرحلتين الشهيرتين اللتين وردتا في القرآن الكريم في «سورة قريش»: «رحلتا الشتاء والصيف»: رحلة القرشيين شتاءً إلى اليمن، ورحلتهم صيفاً إلى غزة ومشارف الشام. وفي إحدى رحلات الصيف هذه مات هاشم بن عبد مناف جد الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، ودُفن في غزة بالجامع المعروف حالياً بجامع السيد هاشم في حي «الدرج».يعود الاستيطان البشري في منطقة قطاع غزة إلى تل السكن، وهو حصن مصري قديم، والذي بني في الأراضي الكنعانية إلى الجنوب من قطاع غزة في الوقت الحاضر. كما أن مركز آخر في المناطق الحضرية المعروفة باسم تل العجول بدأ ينمو على طول وادي مجرى النهر في غزة.

خلال العصر البرونزي الأوسط، أصبحت تل السكن أقصى مدن جنوب كنعان، وكانت وظيفتها بمثابة حصن. في عام 1650 قبل الميلاد، عندما احتل الهكسوس مصر، تم إعمار مدينة ثانية على أنقاض تل السكن. ومع ذلك، هجرها في القرن 14 قبل الميلاد، في نهاية العصر البرونزي.

أصبحت غزة في وقت لاحق عاصمة مصر الإدارية في أرض كنعان. في عهد تحتمس الثالث، أصبحت المدينة محطة على طريق القوافل بين مصر وسوريا، وجاءت في رسائل تل العمارنة باسم "Azzati".

بقيت المدينة تحت السيطرة المصرية لمدة 350 عاما حتى غزاها الفلستينيون في القرن 12 قبل الميلاد، وأصبحت جزءا من البنتابوليس "pentapolis" الخاص بهم. ووفقا لسفر القضاة، فإن قطاع غزة كان المكان الذي كان قد سجن فيه شمشون من قبل الفلستينيين حتى وفاته.

بعد أن سيطر الآشوريون والمصريون على المدينة، حقق قطاع غزة الاستقلال النسبي والازدهار في ظل الامبراطورية الفارسية. ولقد حاصر الاسكندر الأكبر غزة، حيث بقت آخر مدينة تقاوم غزوه في طريقه إلى مصر، لمدة خمسة أشهر قبل احتلالها أخيرا سنة 332 قبل الميلاد، وكان سكانها إما قتلوا أو تم سبيهم. أحضر الإسكندر البدو المحليين ليسكنوا غزة، ونظم المدينة إلى بوليس (أو دولة المدينة). وقد اكتسبت المدينة سمعة طيبة كمركز مزدهر للتعلم اليونانية والفلسفة.

شهد قطاع غزة حصارا آخر في 96 قبل الميلاد من قبل الحشمونيين الذين «أطاحوا تماما» في المدينة، مما أسفر عن مقتل 500 من أعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا قد فروا إلى معبد أبولو للسلامة.أُعيد بناء المدينة بعد دمجها في الإمبراطورية الرومانية في 63 قبل الميلاد تحت قيادة بومبيوس الكبير، ثم أصبحت غزة بعد ذلك جزءا من أحد مقاطعات الدولة الرومانية في بلاد الشام. وكانت المدينة مستهدفة من قبل اليهود خلال تمردهم ضد الحكم الروماني في 66 وقد دمرت جزئيا. وظلت مع ذلك مدينة مهمة، خاصة بعد تدمير القدس. طوال العصر الروماني، كانت غزة مدينة مزدهرة وتلقى المنح واهتمام عدة أباطرة. كان 500 عضو في مجلس الشيوخ يحكم غزة، وكان سكان المدينة مجموعة متنوعة من مختلف الأعراق، منهم الفلستينيين والإغريق والرومان والكنعانيين والفينيقيين واليهود والفراعنة والفرس، بالإضافة إلى البدو. وكانت تصدر في غزة عملات معدنية تزين مع تماثيل الآلهة والأباطرة. وخلال زيارته للمدينة في 130 م، قام الإمبراطور هادريان بافتتاح حلبة المصارعة شخصيا، في ملعب غزة الجديد، الذي أصبح معروفًا من الإسكندرية إلى دمشق. وقد زينت المدينة في العديد من المعابد الوثنية، وكان الإله الرئيسي "Marnas"، وهو واحد من الآلهة القديم التي انتشرت عبادته في سوريا القديمة منذ النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، وكان يطلق عليها داجون. وقد خصصت المعابد الأخرى لزيوس، هيليوس، أفروديت، أبولو، أثينا، وتيشي المحلية.

بدأت المسيحية بالانتشار في جميع أنحاء قطاع غزة في 250 م، بما في ذلك في ميناء غزة. وقد تسارع اعتناق المسيحية في قطاع غزة في فترة القديس Porphyrius بين 396 و 420. في 402، أمر ثيودوسيوس الثاني بتدمير كل معابد المدينة الوثنية الثمانية، وبعد أربع سنوات كلفت الإمبراطورة ايليا ببناء كنيسة فوق أنقاض معبد Marnas.

وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية في القرن 3 م، كانت غزة لا تزال تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي بدورها أصبحت الإمبراطورية البيزنطية. ازدهرت المدينة، وكانت مركزا هاما لبلاد الشام.
الحكم الإسلامي
في عام 635 حاصر المسلمون غزة واستولى عليها جيش الخلفاء الراشدين تحت قيادة عمرو بن العاص بعد معركة أجنادين بين الإمبراطورية البيزنطية والخلافة الراشدة في وسط فلسطين. وكان وصول العرب المسلمين قد جلب تغييرات جذرية على قطاع غزة، في البداية تم تحويل بعض الكنائس إلى مساجد، بما في ذلك المسجد الكبير الحالي في قطاع غزة (الأقدم في المدينة)، كما أن شريحة كبيرة من السكان اعتنقت الإسلام، وأصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية.

وتعتبر المدينة مسقط رأس الشافعي (767) الذي هو أحد الأئمة الأربعة عند المسلمين السنة. والذي عاش طفولته المبكرة هناك. وكان الشافعي قد أسس فلسفة إسلامية سنية في الفقه، وسُمي المذهب الشافعي تكريما له. وعلى الرغم من حظر الكحول في الإسلام، سمح للجاليات اليهودية والمسيحية للحفاظ على إنتاج النبيذ والعنب، وهو محصول نقدي رئيسي في المدينة، وكانت أساسا للتصدير إلى مصر. لأنه تحدها الصحراء، وكان قطاع غزة عرضة لقتال جماعات البدو.

الحكم الإسلامي
في 796 دمرت غزة خلال حرب أهلية بين القبائل العربية في المنطقة. ومع ذلك، تم إعادة بناء المدينة من قبل الخلافة العربية الثالثة التي يحكمها العباسيون. وقد وصف الجغرافي العربي المقدسي غزة في 977 حين كان يحكمها الفاطميون «بأنها بلدة كبيرة تقع على الطريق الرئيسي لمصر على الحدود مع الصحراء.» وقد كان في تلك الفترة اتفاق مع السلاجقة، تم بموجبه سيطرة الفاطميين على قطاع غزة والأراضي الواقعة جنوبه، بما في ذلك مصر.

في التاريخ المعاصر، سقطت غزة في أيدي القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأصبحت جزءاً من الانتداب البريطاني على فلسطين. ونتيجة للحرب العربية الإسرائيلية عام 1948م، تولت مصر إدارة أراضي قطاع غزة وأجرت عدة تحسينات على المدينة. احتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967م (عام النكسة)، وبعد إتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993م، بموجب إتفاق غزة أريحا الموقَّع في 4 مايو عام 1994م انتقلت السلطة المدنية إلى سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني. بعد انتخابات عام 2006م اندلع قتال بين حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث رفضت حركة فتح نقل السلطة في غزة إلى حركة حماس، ومنذ ذلك الحين وقعت غزة تحت الحصار من قبل إسرائيل ومصر. بعد الثورة المصرية في 25 يناير 2011م، فتحت مصر معبر رفح من أجل التسهيل على مواطني غزة، مع أن هذا القرار لم يُشكِّل فارقاً كبيراً.

إقتصاد في غزة
الأنشطة الاقتصادية الأولية في قطاع غزة هي الصناعات الصغيرة والزراعة والعمل، ومع ذلك، فقد دُمر الاقتصاد من خلال الحصار الإسرائيلي والصراعات المتكررة.استحوذ الأوروبيون الصليبيون على المدينة من الفاطميين في عام 1100، وكان الملك بلدوين الثالث قد بنى القلعة التي استخدمها فرسان الهيكل في غزة في 1149. كما تحول الجامع الكبير إلى كاتدرائية القديس يوحنا. في 1154، كتب الرحالة العربي الإدريسي عن غزة «المدينة اليوم من حيث عدد السكان كبيرة للغاية، وهي في أيدي الصليبيين».

في 1187 قامت القوات الأيوبية، بقيادة صلاح الدين الأيوبي، بالسيطرة على قطاع غزة ودمرت تحصينات في وقت لاحق في المدينة في 1191. وقد أمر ريتشارد قلب الأسد بتدعيم المدينة مرة أخري في 1192، لكن تم تفكيك الجدران مرة أخرى نتيجة لمعاهدة الرملة المتفق عليها في 1193. ولقد استمرت الفترة الأيوبية حتى 1260، بعد تدمير المدينة تماما على يد المغول تحت قيادة هولاكو، حيث أصبحت غزة أبعد نقطة إلى جنوب يتقدم إليها الجيش المغولي.

بعد تدمير غزة على يد المغول، بدأ الجنود المماليك بإدارة المنطقة في عام 1277. وقد جعل المماليك غزة عاصمة المحافظة التي تحمل اسمها «حاكمية قطاع غزة». هذه منطقة تمتد على طول السهل الساحلي من مدينة رفح في الجنوب إلى الشمال مباشرة من قيسارية، وإلى الشرق. بقدر ما المرتفعات الغربية وتلال الخليل المدن الرئيسية الأخرى في المحافظة وشملت اللد والرملة. وقد استخدم غزة التي دخلت فترة من الهدوء خلال الفترة المملوكية بها كموقع في هجماتهم ضد الصليبيين التي انتهت في 1290.

في عام 1294 وقوع زلزال دمر غزة، وبعد مرور خمس سنوات دمر المغول مرة أخرى كل ما استعيد من قبل المماليك. وقد وصف الجغرافي الدمشقي (الذي توفي عام 1327) غزة باعتبارها «مدينة كثيرة الشجر، كسماط ممدود لجيش الإسلام في أبواب الرمل ولكل صادر ووارد إلى الديار المصرية والشامية.» وفي 1348 انتشر وباء الطاعون في المدينة، مما أسفر عن مقتل غالبية سكانها. كما عانى قطاع غزة من الفيضانات المدمرة في عام 1352، والتي كانت نادرة في ذلك الجزء القاحل من بلاد الشام الجنوبية.

إلا أن الرحالة العربي والكاتب ابن بطوطة عندما زار المدينة في 1355، كتب عنها «انها كبيرة ومزدحمة بالسكان، وفيها العديد من المساجد». وقد ساهم المماليك في الهندسة المعمارية في غزة عن طريق بناء المساجد والمدارس الإسلامية، والمستشفيات، والحمامات العامة. كما سمحوا لليهود بالعودة إلى المدينة، وقد شهد العصر المملوكي ازدهار المجتمع اليهودي في المدينة. في 1481 كتب الرحالة موشلام «إنها أرض جيدة، ذات أشجار فاكهة وثمار والتي هي من نوعية ممتازة، وهناك الخبز والخمر، والذي هو من صنع اليهود فقط، وفيها عدد كبير من السكان، هناك 70 عائلة يهودية 4 عائلات سامرية». في نهاية العصر المملوكي كانت الطائفة اليهودية في غزة ثالث أكبر جالية يهودية في فلسطين، بعد صفد والقدس.

وقد بنى المماليك واحدا من أهم المعالم في غزة، وهو قصر الباشا، الذي كان يُستخدم لحكم المدينة وإدارتها. ويقع القصر في البلدة القديمة وهو اليوم مدرسة للبنات، بالقرب من مقبرة حرب الكومنولث، غالبًا ما يشير إليها بمقبرة الحرب البريطانية، والذي يحتوي على قبور جنود الحلفاء الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى هو في حي التفاح.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -