أخر الاخبار

جمهورية المحاسيب.. كرة القدم في مصر حكر على عائلات معينة

عدالة التوزيع، في الفرص أو حتى في المعاناة هي الضمانة الأبرز لتماسك المجتمعات واستقرارها. والعكس بالعكس. فتمتع فئات بعينها على أساس العمر أو الانتماء الجغرافي أو المؤسسي أو العائلي بالحظوة، وتهميش الباقين، هي الوصفة الأمثل لتفكيك أي مجتمع وضرب مقومات التعايش السليم فيه.

بالنسبة لكرة القدم، فقد تحولت في العقود الأخيرة مع تطور الإعلام المرئي في البث والتصوير، وضخ الأموال من الدولة والشركات في الملاعب والقنوات والأندية والمعسكرات إلى وسيلة ترقّي سريعة يحلم بها ويتدافع عليها الكثيرون.

ولكنَّ الحاصل في مصر، أنَّ فرص "س" من الناس الذي ليس له وساطة عائلية أو مؤسسية في الظهور والنبوغ، تتضاءل كثيراً، مهما كان موهوباً؛ لأنَّ أسماء معينة أخرى لها الأولوية في الدعم والاهتمام، بوساطة من آبائهم وأقاربهم الذين كانوا بدورهم نجوماً في اللعبة.

"بداية الظاهرة"

مجموعة عائلات بعينها قبل أكثر من 30 عاماً، باتت تضع أيديها على قطاعات الناشئين في كرة القدم، بناءً على استشراف المستقبل الباهر للعبة، مما أهَّلهم إلى الزج بأبنائهم وأقاربهم، بصرف النظر عن الجدارة والاستحقاق، وعن تأثير ذلك على الموهوبين الحقيقيين.

حازم إمام نجل الثعلب حمادة إمام، وعائلة أبو جريشة في الإسماعيلية من أبرز الأسماء التي استفادت من صلات القرابة في كرة القدم، ولكنَّ الجيل الثاني، جيل الأبناء، تصادف إحصائيًا أنهم كانوا لاعبين جيدين، ماذا عن البقية؟

 هناك عدد كبير من الأسماء الذين تمتعوا بدعم آبائهم في الحصول على مكان في الفرق والمعسكرات والإعلام، ثم ثبت لاحقًا بالتجربة والوقت، أنهم لم يكونوا جديرين بتلك الفرص، التي ربما أخذوها من فم من هم أحق منهم بها، ومن هذه الأسماء: أحمد غانم سلطان، وأحمد صلاح حسني، وكريم حسن شحاتة، وأحمد شديد قناوي، وعمر جابر نجل الكابتن محمود جابر في الإسماعيلية. 

"الظاهرة مستمرة"

 سرعان ما تحولت كل أقسام اللعبة إلى مناطق نفوذ عائلية، وهو ما قد يعد تفسيراً معتبراً لتراجع كرة القدم المصرية على مستوى المنتخبات والفرق الكبرى، وحتى على مستوى الأندية، فباستثناء الأهلي الذي لا يخلو أيضاً من تلك المحسوبية، تعاني كل الفرق المصرية في مختلف الأعمار.
 
في حراسة المرمى مثلاً، نجد توريثاً واضحاً للمركز، كما لو أن البلاد عقمت عن إنجاب حراس مرمى جيدين، بعيداً عن القرابة والنسب، فنجل إكرامي صار حارساً وهو شريف إكرامي، ونجل طارق سليمان هو حارس المرمى أحمد طارق سليمان، ونجل أحمد شوبير هو مصطفى شوبير أحد حراس مرمى الفريق الأول في الأهلي، وأبناء الكابتن عادل عبد المنعم حارسا المرمى: أحمد وعمر عادل، وفي الزمالك، على قوة الفريق الأول المعارين أحمد، نجل نادر السيد.
 
ومؤخراً في الزمالك ومنه، تمَّ تصعيد 3 كوادر، هم من أبناء النجوم مباشرة، مثل سيف نجل فاروق جعفر، ويوسف نجل أسامة نبيه، وخارج الزمالك لكن ليس ببعيد عنه، أحمد نجل الكابتن أيمن منصور. 

أما في الأهلي ومنه، تحولت قطاعات الناشئين إلى ساحة تبارز بين أبناء النجوم؛ فهناك يوسف نجل هادي خشبة، وفابيو نجل هاني رمزي، وعمر نجل علي ماهر، وآدم نجل أحمد أيوب، وعمر نجل سيد معوض، ويوسف نجل سيد عبد الحفيظ.

 وتشير التقارير أيضاً إلى انتقال توريث المناصب الكروية، لا من حيث اللعب والركض فقط، وإنما في الإدارة كما في عائلة مرتضى منصور، وفي التحكيم حيث ورَّث الكباتن أحمد الشناوي وجمال الغندور ومحمود عثمان وعبد الرؤوف عبد العزيز ورضا البلتاجي أبناءهم وأقاربهم الصنعة، وقليل منهم من أبلى حسناً وترك بصمة في المجال.

 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -