وأضاف"أبوالياسين" أنه يدخل تجديد إتفاقية تصدير الحبوب منعطف "خطير"، وسط تبادل الإتهامات بين روسيا من جهة، وأوكرانيا وحلفائها من جهة أخرىّ، بالمسؤولية عن تعطيل التصدير، بينما سينتهي الإتفاق في 18 مارس أي بعد أقل من أسبوعان من الآن، وتبدو مساعي تجديد الإتفاقية ملبدة بالغيوم، وتحذيرات واسعة النطاق من تبعات عدم تجديد الاتفاقية وخطورتها على سوق الغذاء العالمي.
مضيفاً؛ أن هذه الإتفاقية، والمعروفة كذلك بأسم مبادرة حبوب البحر الأسود، وقعتها كلا؛ الطرفين "روسيا وأوكرانيا" في 22 يوليو 2022، بوساطة تركية، وتحت إشراف الأمم المتحدة، وتقضي بتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية المكدسة في الصوامع والموانئ نتيجة الحرب، وبعد مفاوضات عسيرة، تم تجديدها في نوفمبر لمدة 120 يوماً، قابلة للتجديد إن لم يعترض أحد الأطراف، إلا أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق، إن إزدواجية التعامل في صفقة تصدير الحبوب قد تمنعنا من الموافقة على تمديدها، وفي بيان لاحق قالت؛ إنها لن توافق على التمديد، إلا إذا وُضعت مصالح المنتجين الزراعيين الروس في الإعتبار وفق بيان الخارجية الروسية.
أما على الجانب الأخر فثمن "أبوالياسين" كلمة أمير دولة قطر"تميم بن حمد آل ثاني" في إفتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، الذي إنعقد في الدوحة اليوم"الأحد"، والذي دئماً ما يفاجئنا بمواقفهُ الإنسانية السباقة، والنبيلة فضلاًعن؛ نبل الشعب القطري الأبي، والمتوزاي له في النبل والإنسانية فقد وضع سموه قاعدة من خلال كلمتةُ، من أجل تحقيق الأمن، والاستقرار والنمو في العالم وهي؛ التضامن الدولي الإنساني، من خلال تشَخَّصية الأزمة ووضع الحل الناجح لها بضرورة أن يتجه العالم إلى التضامن من أجل تفادي كل المشكلات والتحديات.
متواصلاً؛ أن كلمة أمير قطر أنارت الطريق لجميع دول العالم بأهمية التضامن والوقوف سوياً في وجه التحديات، وآخرها كارثة الزلزال الهائل في تركيا وسوريا، وإن مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، إنعقد في فترة مهمة جداً، مشيراً؛ إلى أن هناك العديد من الأحداث والتطورات في العالم، التي تسببت بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة معاناة بعض الدول، وأن إستضافة دولة قطر لهذا المؤتمر، الذي حظىّ بحجم هائل من الحضور لرؤساء الدول ورؤساء الحكومات، تعكس الإهتمام الدولي للمنظمات العالمية في تقديم العون، والمساعدات للدول الأقل نمواً، موضحاً؛ أن هذه النوعية من المؤتمرات، وبحجم هذا الحضور الدولي الضخم تعُد فرصة لتدارس العديد من المشكلات التي تعاني منها هذه الدول خصوصاً في توفير الأمن الغذائي.
وأعرب"أبوالياسين"عن أمله بأن يدفع إعلان أمير قطر عن مساهمة الدول الشركاء التنمويين في العالم إلى الإقتداء بدولة قطر، ومحاذتها، والمبادرة بتقديم الدعم اللازم لبرنامج عمل الدوحة لمساعدة البلدان الأقل نمواً، معتبراً؛ أن مساهمة دولة قطر الحالية تعُد جزءاً من سلسلة كبيرة من المساهمات التي قدمتها الدولة لصالح الدول الأقل نمواً في العالم، وعلى سبيل للمثال وليس الحصر جهود قطر التي قامت بها إبان أزمة "كورونا"، ومد يد العون لهذه البلدان، ومساعدتها على تخطي الأزمة التي إجتاحت العالم بأكملة.
متواصلاً؛ فقد لاحظنا من خلال متابعتنا عن كثب؛ أن دائماً ما تحمل كلمة الأمير"تميم بن حمد آل ثاني" في كل محفل هواجس وهموم المجتمع العربي، والدولي بشكل عام، والقائمين على منظمة الأمم المتحدة بشكل خاص، فكلمة الأمير قدرت أين تقف الدول المانحة بالنسبة للدول الأقل نموا، ومسؤوليات كل جانب،
فضلاعن؛ أن كلمة الأمير كانت شاملة، وواعية وملمة بشكل عام بالأحداث والظروف الحالية، وهذا ما يعطي الدولة العربية"قطر" أيضاً وضوحاً في الرؤية ووضوح الدور الذي ستتقلده الدوحة أمام العالم، لأن العالم يحتاج إلى دول كثيرة تحذوا حذو قطر بشكل ماس بسبب إمتلاكها للخبرات والمعرفة والقدرات الإقتصادية والنوايا الصادقة، والتي تجلت في كلمة "تميم بن حمد" القائد الشاب الجسور الذي منح المؤسسة الدولية بداية 10 ملايين دولار لدعم برنامج الدوحة، و50 مليون دولار لمخرجات المؤتمر،وهذا يعُد سبق تاريخي يضاف إلى مواقفه السابقة والسباقة.
وأكد"أبوالياسين" في بيانه الصحفي على أن دولة "قطر" أكدت؛ في هذه النسخة من المؤتمر، بمنح المجتمع الدولي المزيد من الأمل في تحقيق بعض مخرجات ونتائج المؤتمر، وشددت على أن دولة قطر تتحلىّ دائماً بأعلى مستوىّ من المصداقية، وذلك يطمئن العاملين في الأمم المتحدة، والمانحين ومتلقي هذه المنح أيضاً، كما أن هناك إيمانا كبيراً بأن الدوحة صادقة فيما تقوم به من منطلق قيمها الأصيلة، ووضحت للعالم كافه اليوم بأنها مشغولة بأزمات الأمن الغذائي والتضخم وأمن الطاقة، ولفتت؛ أيضاً إلى أن المستوىّ العالي من المصداقية والدعم الواضح والمسؤولية التي تتمتع بها دولة قطر يبشر بدور أكبر ودور مركزي للدوحة على المستوىّ العالمي، فـ"دولة قطر" هي المؤهلة والقادرة على وضع البرامج خلال المرحلة القادمة وتنفيذها.
مؤكداً؛ أن المسؤولية الأخلاقية، والإنسانية تحتم على الجميع مساعدة أقل البلدان نمواً، فالعالم اليوم تعُصف به تحديات جسيمة ومعوقات بنيوية غير مسبوقة، لا سبيل للخروج منها إلا عبر مزيد من التعاون والتضامن الإنساني الدولي، لأن التحديات والظروف الإستثنائية التي يمر بها العالم التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية الحالية، وسبقتها جائحة كورونا، وكان أبرزها آزمة الأمن الغذائي وظاهرة التغير المناخي، وما نتج عن هذه الأزمات من زيادة الفقر ونقص الغذاء والرعاية الصحية، والتعليم وأزمة الطاقة وأزمات الديون التي تعاني منها الدول الأقل نمواً، وتخلفها عن سداد الديون.
كما أكد؛ أنه يجب على روسيا التي تسببت في أزمة غذائية عالمية غير مسبوقة، أن تستجيب دون تعند للدعوات بتمديد، وتوسيع مبادرة الحبوب لتعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر ضعفاً لتفادي كارثة حقيقية قد تؤدي لمجاعة في تلكُما الدول، وعلى الرئيس الروسي"فلاديمير بوتين" التحلي بالرشد وأن يتسم بِالْمُرُوءَةِ، والتخلي عن سياسة إستخدام الغذاء كسلاح حرب،