كتبت : هدى محمد
كان المجتمع يعيش في سلام وإسترخاء كانت الحياة هادئة كانت البيوت جميعها عامرة بذكر الله لا أحد يعلم عن أحد شىء ماذا أكل أو شَرِب َ أو كيف يسير يومه كان الكل منهمكاً فى شغله ودراسته وعلمه لا أحد لديه الوقت للكسل والإكتئاب لم تكن موجودة تلك المفاهيم فى ذلك الوقت كما هى عليه الآن كان العالم ملىء بالنشاط والحيوية والمرح كان لكل شىء طعم ومذاق مختلف كان من المؤكد وجود وسائل تواصل برغم بساطتها إلا أنها كان لها رونق ومشاعر رائعه لا تنسى كانت الجوابات والتليجراف أحد وسائل التواصل الاجتماعي حتى ظهر فى عام 2003 بما يطلق عليه مواقع التواصل الإجتماعي (السوشيال ميديا) في مواقع عدة إلى أن ظهر موقع الفيس بوك الشهير عام 2008 حيث يعتبر العقد الأول من القرن الواحد و العشرين العصر الذهبي لظهور معظم مواقع التواصل الاجتماعي فى تلك الفترة كان يسمح بعرض الملف الخاص بالشخص وتكوين صداقات حتى تطورت وسائل التكنولوجيا وظهر العديد من المنصات والمواقع على شبكة الإنترنت أو على الهاتف المحمول كانت مزاياها رائعه جدا حتى أن الكل بدأ يتداولها لأنها ببساطة سهلت الكثير على العالم لأنها تعتبر أسرع وسيلة تواصل تمكن الجميع من التواصل مع بعضهم البعض حتى أنها جعلت العالم قرية صغيرة فزالت الحواجز بين الشعوب والدول وساهمت في محو الحدود الوطنية الذي أدى إلى التعرف على الثقافات المختلفة والمعلومات المختلفة بالإضافة إلى أنها سهلت إمكانية الحصول على فرص عمل مناسبة والدور الذي تلعبه فى التعلم عن بُعد أو التعليم الإلكتروني الذي يمكن الأشخاص من الحصول على شهادات موثقة ومعتمده فى كل مكان في العالم وفى جميع المجالات والتخصصات العلمية من خلال المنصات العلمية ووسيلة ترفيه وتسلية للتخلص من ضغوطات العمل وسرعة التواصل مع العالم الخارجي وتقدير المسافات من خلال توفير وسيلة تواصل مع الأهل والأصدقاء عن بُعد ومتابعة أحدث الأخبار فى جميع دول العالم لحظةً بلحظه أما الإضافة الأهم والأعظم الفارقه التى أنارتها فى حياة زوى الهمم ساعدت زوى الإحتياجات الخاصة على إيصال رسائلهم والتعبير عن آرائهم حول العالم وفى جميع القضايا التي تؤثر فيهم من خلال نشر الصور ومقاطع الفيديو الخاصه بهم هذا بالإضافة إلى زيادة معارفهم ومفاهيمهم وهذا يعني زيادة فى استقلاليتهم دون حواجز الإعاقة والحركه والإنتقال الحقيقة أنها أسعدت وسهلت ووفرت الكثير بالنسبة للعالم بأكمله ولكن هذه السهولة جعلت الشباب يضيعون الكثير من الوقت حتى أن سهولة النشر وإمكانيته للجميع أدى إلى الإنفتاح والاطلاع على وجهات النظر المختلفة والقيم والمعتقدات المتنوعه ومذاهب المجتمعات الأخرى ومن جانب آخر ظهور معلومات غير صحيحة وغير مفيدة من خلال الحسابات الوهمية ذاد الإستخدام الخاطىء وذادات مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وظهرت العزله وهى عدم الإختلاط بالمجتمع بل الأسرة نفسها ومخاطر الإحتيال وسرقة الهوية من قبل البرامج وإثارة الشائعات حتى وصل الحال إلى حد الإدمان على الأجهزة الذكية المختلفه والبرامج المختلفة ويلاحظ بشكل فعلى أثناء التجمعات العائلية بالنسبة للشباب والمراهقين وحتى الأطفال الكل منعزل بها منهم من يلعب ومنهم من يتواصل مع اصدقائه حتى منهم من يتحدث فقط من خلال هذه المواقع وأشهرها الواتساب هذا التطبيق الذي أدى إلى العديد من المشاكل والأضرار لأن التواصل الاجتماعي مبنى على ثلاثة أشكال رئيسيه لتعزيز العلاقات الإجتماعية وهما الكتابة حيث أنها تشكل 7% من التواصل يليها نبرة الصوت 38% ولغة الجسد التى تشكل 55% بالتالي التواصل عبر المواقع يجعلنا نستخدم 7%فقط وهذا ما أدى إلى زيادة التأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية والتعامل بشكل مباشر لأن الإنسان بطبيعتة جرىء خلف الشاشه أما أمام الأشخاص جبناء فهى شجعت على الجبن وليس الشجاعه وخلق الكثير من العادات السيئة ومنها محاولة تقليد المشاهير والأشخاص المشهورين لمجرد عدد المتابعين وعدد اللايكات حتى المحتوى غير الهادف ولكن الهدف منه الشهره والربح هذا العالم الافتراضي الذي يرسم حياة غير واقعية تستدرج الفتيات والشباب حتى جعلتهم غير راضيين عن واقعهم والحياة بشكل عام حيث أنها وضعت معايير جماليه خياليه تقلل من ثقة الفتيات بأجسادهن والشباب أيضاً ضعف الثقة بالذات التى أدت إلى وقوع الفتيات فريسة لحيل بعض الشباب والتلاعب بمشاعرهم تحت مسمى (الإرتباط) نفسياً الإنسان بداخله الحاجه للشوفان إن لم يتلقى الرعاية والاهتمام من قبل عائلته حتى لا يضطر للظهور بشكل غير لائق أو يتبنى آراء مخالفه الأمر الذي يزيد من حدة الهجوم ليحقق ما يسمى ب "الترند" (Trend)ومشاهدة المواقع الإباحيه هذا بالإضافة إلى ظهور الألعاب الإلكترونية جعلت الجميع متعودون أن تكون أحسن وسيلة ترفيه فى البيت وأفضل وسيلة تواصل مع العائلة والأصدقاء إلى أن ظهر لها جانب مظلم هى الأخرى بعضها يؤدى إلى الإنتحار وبعضها يؤدى للإبتزاز والشهير منها لعبة (الحوت الأزرق)التى أدت إلى إثارة جدلاً كبيراً في عام 2015 وثبت فى بعض حالات الوفاة لعلى أبرزها إنتحار إبن نائب برلماني الذي شنق نفسه داخل منزل عائلته بمدينة المحله اللعبه تتحدى المستخدم ببعض الأمور وتطوير نفسه للقيام بمرحلة إنتقالية ومن هذه التحديات تشويه أجسادهم بآلات حادة والوقوف على حافة المنزل ثم طلب إنتحار اللاعب من خلال رمى نفسه أو الشنق والعديد والعديد من الألعاب الإلكترونيه الخطيرة ولعل هذه اللعبه خير مثال يوقظنا من غفلتنا حيث أن هناك دراسة ركزت على فئة المراهقين خلصت إلى أن استخدام الإنترنت والألعاب لفترة تزيد على اربع ساعات يومياً يدل على أعراض اكتئاب والذى يزيد بتراجع الوقت المخصص للنشاط الإجتماعى خارج شبكة الإنترنت حتى أن مشاكل التنشئة الاجتماعية بما في ذلك مشاكل التواصل مع الآخرين والهروب من الوحدة ومشاكل التكيف بما في ذلك الأذى والدمار الناتج عن الظروف القاسية وعدم القدرة على استعادة الذات ونقص مهارات حل المشاكل بم فى ذلك ضعف التحليل واتخاذ القرارات وعدم التحفيظ بشكل منتظم ، سهولة الحصول على المعلومات حتى أن الشخص أصبح يستسهل البحث على محرك البحث (Google) جوجل لسرعة الحصول على المعلومة الخطر الأكبر الذي يجعل العقول فارغه من طرق الحفظ والتلقين لذلك أولاً يجب وضع رقابة من الآباء على الأطفال لأنها الفئة المستهدفة وتأقلمهم على ممارسة الحياة الطبيعية وتخصيص وقت معين للعب بإشراف الوالدين وتوجيههم أما بالنسبة للمراهقين والشباب مراجعة أنفسهم والوقف بحزم لعدم إهدار الوقت والصحه النفسيه من خلال تخصيص وقت معين للتواصل عبر مواقع التواصل حتى يتعافوا من تأثيرات هذه المواقع السلبية ويتخلصوا من شعور الاكتئاب والوحدة وعدم المقارنة بينهم وبين حياة المشاهير والعودة للحفظ والتلقين وممارسة الحياة الطبيعية والهوايات الأخري مثل القراءة والرياضة وأهمها التأمل الهدوء الذى يزيد القدرة على التركيز عكس الذى ينام على الأجهزة والاهتمام بالصحه والذات والمشى فى الطبيعة الخلابة و العبادات التي تعيد للحياة رونقها لأن إدمان الإنترنت أصبح مشكله وكارثه كبرى لابد من دراستها لذلك يجب على الجهات المختصة وضع بروتوكول وإتيكيت للتواصل لابد من إضافته للمناهج الدراسية حتى تتزن العقول ويزيد الوعى والإدراك ويتقدم المجتمع وتظهر الإبداعات وتنمو المهارات والمواهب المختلفة.