أخر الاخبار

من شباب زى الورد إلى منتحرين ... فمن الجاني ؟

كتبت آية إبراهيم 
من شباب زى الورد إلى منتحرين ... فمن الجاني ؟
الإنتحار حرام وهيدخلك النار منذ صغرنا وجميعنا يسمع هذه الكلمة سواء في المدارس أو وسط التجمعات أو على التلفاز فنشأنا ونحن نعلم أن هذا ذنب خطير حذرنا الله سبحانه وتعالى من القدوم عليه ولكن كيف وصل بنا الحال إلى إستباحة الأمر وعدم الخوف من الإقدام عليه .
فعندما كنا نسمع قديمًا أن هناك شخص ما انتحر فكنا نشعر برعشة خوف داخلنا متسائلين كيف هذا هل حقيقي الأمر ؟ متسائلين كيف لشخص واعٍ أن يفعل ذلك ألم يفكر في النتيجة والحساب؟ ألم يفكر في اهله والمحيطين به من أقاربه وأصدقائه بأن الأمر سيكون صعبًا عليه، فأحيانًا من كثرة تعلقنا وحبنا لشخص ما نرفض تقبل فكرة أنه توفى فما بالك بتقبل فكرة الانتحار .
حاليًا أصبح لا يمر يومًا إلا ونسمع عن فتاة أو شاب انتحر حتى صار الأمر مستساغًا على الأذن سماعه بدلًا من النفور منه .
ولكن دعونا نتوقف هنا ونتسائل مالسبب ؟ من الجاني في حق شباب زى الورد بدلًا من التمتع بحياتهم يتجهوا إلى إنهائها بهذا الشكل الصعب ؟
شباب في مقتبل العمر وسن المراهقة وسن النضوج منهم المتعلم والدكتور والناجح والمؤثر ومنهم المحبط الذي لم يصل إلى شئ ولم يحقق هدف لا طالما سعى إليه ولكن النتيجة واحدة وهى الانتحار !
فما الذي يدفعهم إلى ذلك هل هى أسباب نفسية أو مشاكل أسرية أو ضغوطات الحياة والعمل أم الشعور بالرفض والنفور من المجتمع وخاصة داخل الأسرة والإحباط من الآخرين فكلها أسباب تؤدي إلى الانعزال والوحدة وكلاهما مدخل رئيسي إلى الإكتئاب الذي يعتبر من أسباب الانتحار .
أم للعادات والتقاليد الغريبة التي احتلت مجتماعتنا كان لها يد أيضًا فمع التطور الذي أصاب مجتمعاتنا أصبح يًري التدين والأخلاق موضة قديمة، أو بُعد الأهالي عن الاهتمام بأبنائهم والاستماع إليهم أو تفضيل أحد الأبناء على الأخر .
ولا يجب أن نغفل عن أن هناك بعض الدكاترة النفسيين الذين لا يفهمون حالة المريض النفسي ويتعاملون معه على أنه شخص تافه ليس لديه مشاكل أو يستصغر من حجم مشكلته بدلًا من محاولة الاستماع له فمن الممكن أن المريض لا يحتاج سوى شخصًا يسمعه ولكن أحيانًا يحدث العكس بل وعندما يخبره المريض أنه سيقدم على الانتحار يأخذها على محمل السخرية والضحك وتكون النتيجة نسمع خبر انتحار المريض .
ولكن على الرغم من سرد بعض الأسباب يبقي السبب الرئيسي وراء انتحار شخص ما غامض لا يعرفه سوى المنتحر .
 وعندما نفكر في حال المنتحر وقت الانتحار بماذا شعر هل فكر في التراجع ولكن كانت حالة اليأس التي وصل إليها من كل شئ أكبر من تحمله واسودت الحياة أمامه ولم يعد يرى أمامه حل سوى الانتحار متمنيًا أن يسامحه ويعفو عنه الله فهو الغفور الرحيم راجيًا من الجميع الدعاء له بالرحمة .
 ولكن لماذا لا نبدأ بالتعامل مع الأمر وإيجاد حلول له فهذا موضوع يتطلب تكاتف كلًا من الأسرة والدولة حيث يجب على الآباء ضرورة الانتباه إلى أبنائهم ومتابعة سلوكهم وشعورهم بأنهم مرغوب فيهم وإذا رأووا أنهم بحاجة لتدخل طبيب نفسي لا يتراخوا في هذا الأمر خوفًا من كلام الناس وهكذا فأبنائنا أهم وخسارتهم أصعب أمر .
 وكذلك يجب أن يكون هناك تدخل للأزهر ودار الإفتاء ورجال الدين بتقديم برامج توعية تحذر من الانتحار والقدوم عليه .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -