إن كرة القدم بشعبيتها، وشعبية نجومها هي متعة الجماهير، ولذلك يجب على اللاعبين القيام بتصرفاتٍ حسنة تنم عن خلق رفيع لأنهم القدوة لملايين البشر الذين يتابعونهم، ويتعلقون بهم خصوصاً فئة الشباب من الجنسيين، فإن كان الرياضي خلوقاً، وروحه جميلة فإن ذلك سيؤثر إيجاباً على المتابعين والمشجعين، وستتجسد تلك الصفات الجيدة بهم عند الفوز، أو الخسارة على حدٍ سواء, فالرياضة مجالٌ للتنافس الشريف بين الفرق المتنافسة، وتتجسد بالروح والإندفاع الكبير نحو تحقيق الألقاب، وإعتلاء منصات التتويج، فالصعود إلى قمة الشهرة يحتاج إلى أخلاق وإخلاص، فضلاعن؛ الجهد والمثابرة، والتفان والمقدرة على الصبر، والإبداع وإحترام وتقدير النفس والغير.
ومن المؤكد لدىّ الجميع، بأن الأخلاق الرياضية بشكل عام هي سلوك مكتسب ينتج عن البيئة المحيطة باللاعب منذ نشأتة، فالمرجعية الأخلاقية هي من أهم المقومات التي يتم عليها البناء السليم للرياضة والرياضيين، فالرياضة هي جملة من المبادئ والقيم تأتي في مقدمتها التنافس الشريف والرياضة من أجل الرياضة، ومن أهم الإقتراحات التي لها الدور الكبير في تحسين المجال الرياضي هي زرع الثقافة الرياضية، وتأصيلها وتعليمها للرياضي من البداية للناشئة وتربيتهم عليها.
وفي رد شديد اللهجة من "نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدوليةً لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأربعاء» للصحف والمواقع الإخبارية، على حارس المنتخب الأرجنتيني، حيثُ قال؛ إن الروح الرياضية تعُد الطموح، أو روح الجماعة حيث يمكن الإستمتاع بممارسة رياضة، أو أي نشاط معين مع وضع الإنصاف والأخلاقيات، والإحترام المتبادل بين اللاعبين وبعضهم، فضلاًعن؛ إحساس الزمالة مع المنافسين في الإعتبار، وأن سخرية حارس مرمي المنتخب الأرجنتيني «إيميليانو مارتينيز» من لاعب منتخب فرنسا «كيليان مبابي» أثناء الإحتفال بكأس العالم تفتقر الروح الرياضية، وأغضبت الكثير، وقد تكون أفسدت فرحة العالم بتتويج الأرجنتين بالكأس.
وأضاف"أبوالياسين" أن الروح الرياضية، والتنافس الشريف والإلتزام بالقوانين هما أساس نجاح أي فريق أو منتخب، ونجاح أي لاعب أيضاً، وتزداد قناعتي يوماً بعد يوم بأن الأخلاق هي من أهم مقومات العمل الناجح في أي مجال، وفي المجال الرياضي على وجه الخصوص، وتتضاعف أهمية الأخلاق لإرتباط الرياضة الوثيق، والثابت بشريحة الشباب التي على أكتافها تبنىّ حضارة الأمم، فإن أخلاق اللاعبين والرياضيين بشكل عام يجب أن تكون في مقدمة الصفات المطلوبة والمهمة.
مضيفاً؛ أنه في الوقت الذي نفرح فيه جميعاً بالحدث الرياضي المهم كحدث التتويج للمنتخب الأرجنتيني بكأس العالم، والذي كان يجب أن يتحلى فية حارس المرمي بالرزانة والروح الرياضية في إحتفاله، وطريقة طرحه وتعامله مع الحدث ، بدلاً من تشوية الفرحة وتشوية هذه الصورة الجميلة للرياضة، والرياضيين بسخريتة المشينة، والمستفزه، التي أصابت الحزن والإحباط للكثير في جميع دول لأن العالم يشاهد هذه اللحظة التاريخية، ويقرأ ويسمع أيضاً، وربما أشمئز من هذة الواقعه المريرة.
حيثُ: عنونة صحف العالم في إصتباحيتها مساء أمس الثلاثاء واليوم بـ "حارس الأرجنتين يسخر من مبابي أثناء الإحتفال بكأس العالم"، و سخر "إيميليانو مارتينيز" حارس مرمي منتخب الأرجنتين لكرة القدم من مهاجم منتخب فرنسا، ونادي باريس سان جيرمان "كيليان مبابي"، وذلك خلال إحتفالات منتخب التانجو مع جماهيره الغفيرة في العاصمة بيونس أيرس بالتتويج ببطولة كأس العالم 2022، وحمل حارس مرمىّ منتخب الأرجنتين دمية صغيرة على شكل طفل رضيع، مركباً عليها وجه اللاعب "مبابي "مهاجم المنتخب الفرنسي، والذي توج بالحذاء الذهبي كهداف لمونديال قطر.
وأثارت سخرية حارس المرمى الأرجنتيني من "مبابي"غضب الجماهير الفرنسية، وتناولتها رواد مواقع التواصل الإجتماعي بردود فعل غاضبة، حيثُ تداول بعضهم صورة لـ"مارتينيز " أثناء الإحتفالات بفوز الأرجنتين بالمونديال، وهو يحمل الدمية وعليها صورة النجم الفرنسي،
ووصف البعض منهم بأن حارس المنتخب الأرجنتيني "إيميليانو مارتينيز" أفسد فرحة الإحتفال بالتتويج، وأخرين قالو تصرف غير متزن للاعب لا يتمتع بالروح الرياضية، ويفتقد أسمىّ معاني خلق الرياضيين، والإحترام المتبادل بين اللاعبين وبعضهم، وقد سبق ذلك الأمر تصرف سابق، وغير جيد من جانب الحارس الأرجنتيني خلال إحتفالات اللاعبين في غرفة الملابس بعد التتويج، حيث قال؛ لزملائة لنقف دقيقة حداد على مبابي.
وفي سياق متصل قال"أبوالياسين"إنه ليصدمنا نجوم يمارسون شتى أنواع الإنحراف السلوكي خارج، وداخل الملعب فينعكس على سلوكهم وأدائهم وخاصةً، بعد الفوز، ولذا؛ فإن مسؤولية الإعلاميين الأولىّ، من وجهة نظري ترتكز في نشر الوعي الرياضي بأن الأخلاق، والإحترام المتبادل هي أساس النجاح في أي عمل، وخاصة العمل الرياضي، لذا؛ يجب على الإتحاد الدولي، للرياضة،
وأيضاً الجهات المعنية يالإعلام تطهير الوسط الرياضي والإعلامي من الشريحة التي ينافي عملها أخلاق الرياضة، فـ"إعلام ورياضة"بلا أخلاق يهدم ولا يبني، ورياضة بلا أخلاق لا تستحق أن تكون أسمها رياضة.
وأكد"أبوالياسين" في بيانه الصحفي، إن الرياضة لها قيم سامية، وفوائد كثيرة ومهمة، على الرياضيين أفرادا ًكانوا أو أندية أو حتى جماهير رياضية، إذا إستخدمت إستخداماً سليماً يسير وفق المبادئ الإسلامية، وكافة الديانات السماوية، ووفق القوانين الرياضية التي تسمو بالرياضة، والرياضيين إلى الأخلاق الفاضلة، والقيم السامية بعيداً عن الصخب، والتعصب في التشجيع الجماهيري، وعدم رزانة اللاعبين وأختص بالذكر منهم لاعبي المنتخبات الوطنية، ومتى كانت لديهم الروح الرياضية ستظل الرياضة منهجاً ومنبراً للأخلاق، والقيم والمبادئ والمثل العليا.
مؤكداً؛ أن الرياضة صفة مهمه من الصفات الأخلاقية يجب التحلي بها كي يقدم كل من الرياضيين مع الجماهير صورة حضارية، ومشرفه تنقل التطور الرياضي في جميع مجتمعات العالم، وتعكس الأخلاق الرياضية والوعي الرياضي،
ولذلك ينبغي على الرياضيين عامة سواء كانوا من الجماهير أو اللاعبين، إحترام القوانين الرياضية، والمبادئ السامية للرياضة عامة، وأن يلتزم بها الرياضيون في مختلف الألعاب الرياضية، عند الفوز أو الهزيمة فلا يؤثر عليهم الفوز فيخرج عن الرزينه والإتزان، ولا تثيرهم الهزيمة فتفقدهم الأخلاق الرياضية وعدم تقبل الهزيمة.