أخر الاخبار

مصر التي أبهرت العالم بين وطنيين معززين وشامتين ناكرين

بقلم: نبيل أبوالياسين

الشماتة لا تجوز إلا في أعداء الإسلام والوطن، وممن يسىء للنبي صلى الله عليه وسلم، أو في الذين يحرفون القرآن، والآمرين بالمنكر، وهذه واجب على كل مسلم، ويقول القرآن: في هذا "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين" لكن الشماتة في الوطن تعُد ندالة وخسة، حتى ولو أختلفنا مع من يدير شئونة فلا يجوز أن نشمت في الوطن، عندما يمر بأي ظرف من الظروف، فواجب علينا كمواطنين نعيش من خيراتة نعزز الإنجازات، ونساهم في معالجة السلبيات، ونساندة بالتصدي للتحديات التي يواجهها.

لا ننكر أن مصر بدأت نهجاً شاملاً فيما يخص حقوق الإنسان، بدايةً من إطلاق مبادرة الحوار الوطني، وصولاً للجنة رئاسية للنظر في العفو عن المسجونين، ونرىّ الأمور تسير بشكل جيد، وشاهد العالم بأكملة “مصر” الذي أبهرت العالم بتنظيم مؤتمر المناخ كوب27، وتقود مسيرة التحول للتنفيذ، والتحرك فى العمل المناخى لإنقاذ البشرية جمعاء. 

وعملت القيادة السياسية في مصر على حشد المجتمع الدولى،  لإتخاذ خطوات تنفيذية على أرض الواقع لإنقاذ الدول النامية بصفة عامة، والدول الإفريقية بصفة خاصة، من مخاطر مفزعة، والتداعيات السلبية والخطيرة لظاهرة تغير المناخ.

وإن كرامة الوطن من كرامة المواطن، وحب الأوطان شعور إنساني فطري بحت،  زاده الإسلام تأكيداً؛ وبصيرة وعمقاً، وحب الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها، وعاطفة تجيش في النفوس وتغرس في القلوب من الصغر، وتكبر وتنمو معه، وتولد سائر العواطف الأخرىّ، وحب الوطن واجب يقره الشرع، ويفرضه الواقع، وأن إرتباط الإنسان بوطنه، وبلده مسألة متأصلة في النفس، فهو مسقط رأسة، ومستقر الحياة له، ومكان للعبادة، ومن خيراته يعيش، وعزتهُ من عزته، به يعرف، وعنه يدافع، وهو محل المال، والعرض ومكان الشرف، وعلى أرضه يحيا، ويموت، وحب الوطن دليل على قوة الإرتباط وصدق الانتماء، والوطن ذاكرة الإنسان، فيها الأحباب والأصحاب، فيها الآباء والأجداد.

وإن تعاليم الدين الإسلامى تحث الإنسان على حب الوطن، في هذه اللحظات الفارقة ووسط هذه التحديات التي تمر بها البلاد، والعالم بأسره، وكل حديث يحمل في طية، وهدفة شماتة فيما تمر به البلاد، هـو حديث لا يخرج إلا من نفوس إنعدمت منها الوطنية "فـ" سواء إختلفنا أو إتفقنا مع من يدير شئون البلاد فيجب أن يكون حب الوطن والولاء له هي غاية كل مواطن في هذا البلد.

وقد شاهدنا كلمة رئيس الدولة المصرية"عبدالفتاح السيسي" والذي فاجئ قادة دول العالم، ودعا إلى وقف"الحرب الروسية" الذي تسببت في آزمة عالمية، ونالت ترحيب واسع النطاق على مستوى شعوب وحكومات العالم. 

وأثنى الرئيس الأمريكي "جوبايدن" الجمعه على موقف مصر "القوي" من الحرب في أوكرانيا،  ولحديثها بشكل قوي بشأن هذه الحرب، وأشاد بكون مصر وسيطاً محورياً مع غزة أيضاً، وجاءت تصريحات "بايدن" خلال لقائه بالرئيس"السيسي" على هامش مؤتمر المناخ "COP27" في مدينة شرم الشيخ، فضلاًعن؛ أنه تعهد بأن يقديم 500 مليون دولار من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، لتمويل تحول مصر إلى الطاقة النظيفة. 


وأعتبر الرئيس"جوبايدن" أن الغزو الروسي لأوكرانيا يزيد من الحاجة الملحة الآن للتخلص من الوقود الأحفوري، وأن الحرب الروسية  على أوكرانيا أبرزت  الحاجة الملحة لوقف إرتهان العالم للوقود الأحفوري، وطلب  من كل الدول أن تبذل مزيداً من الجهود لخفض إنبعاثات الكربون، وتواصل في حديثة قائلاً؛ من خلال هذا الإجتماع علينا تجديد طموحاتنا المناخية ورفعها، وأكد؛ أن الولايات المتحدة تقوم بما عليها في هذا النضال للحد من الإحترار المناخي.

وأُشير في مقالي إلى ما نشهده ويشاهده العالم من جفافاً تاريخياً، وحرائق في الغرب وأعاصير، وعواصف مدمرة وأن دول إفريقيا أكثرها تأثراً بالجفاف، وخاصةً القارة السمراء التي تعاني من إنعدام الأمن الغذائي والجوع، وهي ظواهر تعاني منها منطقة القرن الإفريقي خلال الأربع سنوات الماضية، وأن أكثر من 630 ألف شخص لقي حتفه بسبب الفيضانات.

وختاماً: أحث في مقالي الولايات المتحدة، وبالتزامن مع وجود الرئيس "جوبايدن" في قمة المناخ المنعقدة الآن بمدينة شرم الشيخ، بإلتزامها  بالقانون الذي صدقت عليه، والذي يعُد أكبر قانون للمناخ في تاريخ البلاد، ويشمل تخصيص مبلغ 360 مليار دولار لدعم الكهرباء النظيفة، 
وذكر أن إلتزام بلاده أنذاك بشأن المناخ في القمة السابقة كوب 26 "ثابت" وأن الإدارة الأمريكية تخصص أموالاً لتحقيق ما وعدت به فيما يتعلق بالمساءلة المناخية.

وأؤكد: في مقالي أن السياسة الجيدة للمناخ هي سياسة جيدة للإقتصاد بشكل عام، لذا؛ يجب على  الولايات المتحدة وجميع الدول المتعهده بتحقيق أهدافها المتعلقة بالإنبعاثات بحلول عام 2030، وأن يكون إلتزامهم بشأن المناخ ثابت، وبشأن تخصيص الأموال لتحقيق ما وعدوا به.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -