أخر الاخبار

من الطبقة العامة وكان مناضلاً ونصير الفقراء فوز «لولا دا سيلفا» برئاسة البرازيل


كتب: عصام علوان

فوز لولا دا سيلفا برئاسة البرازيل، وإنتزاعه الفوز من الرجل الذي حكم البرازيل لدورتين سابقتين، يعُد إنتصاراً للديمقراطية، ولا شك أن هناك فارقاً بين يساري مقاوم، ويساري منبطح، وبين يسار أمريكا اللاتينية، وغيرة من الدول الآخرىّ، ويعُد فوز"لولا" برئاسة البرازيل للمرة الثانية في مشواره السياسي أبن الطبقة العاملة الذي شق طريقه نحو هرم الطبقة الحاكمة، جاء بأرادة شعبية.

وحظيت هذه الإنتخابات الرئاسية بإهتمام دولي كبير، نظراً لأهمية البلد على مستويات عديدة، ولأهمية المتنافسين، وإنتمائهما لعالمين متناحرين أيديولوجياً، إلى درجة أن البعض وصفهما بالنقيضين، وقد طرح التنافس الحاد للمرشحين على الفوز برئاسة البرازيل، تخوفات كبيرة من الوصول إلى سيناريوهات العنف، وربما الدم في مجتمع يحتوي أكثر من 156 مليون ناخب، ويُسمح فيه بحمل السلاح، فضلاًعن؛ أن بولسونارو الرئيس المنتهية ولايته، والذي يُنعت "بـ" دونالد ترامب البرازيل كان يستبق التشكيك في نزاهة النتائج في حال هزيمته، ويلمّح للتمرّد أُسوة بما حصل في الإنتخابات الأمريكية الماضية.

وعلق"نبيل أبوالياسين" الناشط الحقوقي والباحث في القضايا العربية والدولية، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأثنين» للصحف والمواقع الإخبارية، لقد عاد مجدداً "لولا دا سيلفا" أبن الطبقة العامة إلى رئاسة البرازيل، وبشقّ الأنفس، فاز الرئيس الأسبق للمرة الثالثة في مسيرته السياسية، بنسبة 50.8% من الأصوات على خصمه جايير بولسونارو المنتهية ولايته، والذي حصل على 49.1 %، وقد كانت النتائج متقاربة طوال ساعات الإقتراع لدرجة أن لحظة الحسم لم تتأكد؛ سوى عند الوصول إلى فرز ما يقرب من 98% من الأصوات، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجولة هي الثانية، نظرا لأن الجولة الأولى التي جرت يوم 2 أكتوبر الماضي، لم يفز فيها أي مرشح بأكثر من 50% من الأصوات كما ينصّ على ذلك الدستور البرازيلي.


وأضاف"أبوالياسين"  

أن "جايير ميسياس بولسونارو" الرئيس المنتهية ولايتة، كانت ترتبطة صورة بالعسكري الذكوري المتعالي على الطبقات الإجتماعية الفقيرة والضعيفة، وحليف البلطجية، ورجال الأعمال المتوحشين، وغير المبالي بالقضايا البيئية، وضرورة الحفاظ على ثروة الغابات الأمازونية، وحمايتها من أطماع رأس المال الجشع، والتصنيع الذي يزحف على مساحاتها بشكل شرس، ومع كل هذا كان يتضرع إلى الله تحت أنظار الكاميرات في أن يمنحه القوة على دحر خصومه، لأنه، وكان واثق تماماً أن فهمه للحياة هو الأسلم، ويجب أن يسود على كل المجتمع.

مضيفاً: وأن ماتمّ ذكره، وأشتُهر "بولسونارو" هو إزدرائه لملف الحريات الشخصية، فضلاًعن؛ موقفه في بداية جائحة كوفيد-19، فقد جعل أسمه يغزو جميع أطاب الأرض، عندما أنكر وجود جائحة من الأساس، وإستهان بكل إجراءات الوقاية منها، وهو ما تسبب في تصدّر بلاده قائمة البلدان الأكثر تضرراً من الجائحة، لاسيما من حيث عدد الوفيات، وعكس آداؤه خلال تلك الفترة، جهله بقيمة العلم والطب.

كما أضاف؛ وفي المقابل، إرتبط أسم الفائز بالرئاسة "لولا دا سيلفا" بصورة المناضل الناجح، مرشح الكادحين، ونصير الفقراء، غير أن هذه الصورة الطوباوية في الحالة البرازيلية لم تنحصر في أحلام الضعفاء، والمحرومين، بل إنها صورة ثابتة، راسخة في عقول المؤمنين به، بفضل تجربته في السلطة، حيث أنه، يمثل طبقة واسعة من المجتمع البرازيلي، ترعرع بين أنياب الفقر مع أمه وشقيقه، وعاش حياة قاسية دفعتهُ للإنقطاع عن الدراسة في سن مبكر، من أجل إعانة، والدتهُ على توفير القوت اليومي، ولكن حسه الثوري ووعيه ورشده الفائق بضرورة النضال كوسيلة، وحيدة لتغيير الواقع، جعله ينجح في التربع على عرش الزعامة النقابية في عمل المناجم. 

متواصلاً؛ وشيئا فشيئاً، إقتحم "لولا دا سيلفا" عالم السياسة، ومرّ بخيبات وكبوات، لكنه نال هدفه في 2003، ونُصّب رئيساً للبرازيل، وأثبت كفائتة، وقدرتة السياسية على إحداث تأثير، فخوّلت له إعادة إنتخابه لمدّة ثانية في 2007، ليترك البرازيل بمؤشرات إقتصادية وإجتماعية، اُعتبرت بمثابة العصر الذهبي، وغادر القصر الرئاسي عند إنتهاء ولايتة بكل تحضّر، وإستجابة لضوابط الدستور البرازيلي الذي يمنع الرئيس من الترشح للمرة الثالثة على التوالي، تاركاً" البرازيل في مجموعة البريكس للقوىّ الإقتصادية الكبرى، بفضل النمو الذي حققته، إضافةً إلى أنها في عهده، تمكنت من تسديد كل ديونها لدىّ صندوق النقد الدولي، ناهيك عن القفزة التي شهدها مستوى الخدمات الإجتماعية والصحية، والتعليمية في فترة حكمه، وإنقاذ 30 مليوناً من أنياب الفقر، وقد حققت شعبيته عند نهاية فترة حكمه 84 % آنذاك لهذا حظي فوزه ترحيب دولي واسع النطاق، وخاصةً زعماء دول العالم المتقدمة، وغيرهم الذين كانوا على درايا بوضع البرازيل حين تسلم منصبة، ووضعها حينما تركه.  

وأعلنت الهيئة العليا للإنتخابات في البرازيل فوز الرئيس السابق "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" في الإنتخابات الرئاسية على منافسه اليميني الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، وأظهرت النتائج حصول لولا دا سيلفا على 50.86% من الأصوات مقابل 49.14% لبولسونارو، وكان "دا سيلفا" المرشح المفضل في صفوف النساء، والفقراء والكاثوليك، وفي شمال شرق البلاد الريفي.

ورحبوا زعماء العالم، وغيرهم بإنتخاب "لولا دا سيلفا" رئيساً لـ البرازيل، وهنّأ رؤساء دول العالم"لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" اليساري، بفوزه في الإنتخابات الرئاسيّة البرازيليّة على منافسه اليميني "جايير بولسونارو"، بعد حملة شديدة الإستقطاب، وكان أبرز من قاموا بالتهنئة، الرئيس الأمريكي "جوبايدن" الذي هنأ الزعيم اليساري "لولا دا سيلفا" بفوزه في الانتخابات البرازيليّة “الحرّة والنزيهة والموثوقة، وقال؛ في بيان صحفي صادر عنه، أوجّه تهانيّ إلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على إنتخابه رئيساً، للبرازيل بعد إنتخابات حرّة ونزيهة وموثوقة، وأضاف؛ في بيانه أنّه يتطلّع إلى العمل معه لمواصلة التعاون بين بلديهما.

فيما يأتي الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وهنئة، حيثُ قال؛ في برقية تهنئة موجهة إلى لولا أكدت نتائج الإنتخابات سلطتكم السياسية الكبيرة، وأضاف؛ آمل أن نعمل على مواصلة تنمية التعاون الروسي البرازيلي البناء في كل المجالات من خلال جهود مشتركة، ثم أتى بعد ذلك، تهنئة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"
وهنّأ الرئيس الزعيم اليساري لولا، معتبراً؛ أنّ إنتخابه رئيساً للبرازيل يفتح صفحة جديدة في تاريخ هذا البلد، وكتب "ماكرون" على صفحتة بموقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بعد دقائق من إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسيّة البرازيليّة معاً سنوحّد جهودنا لمواجهة التحدّيات الكثيرة المشتركة، وتجديد أواصر الصداقة بين بلدينا.

وأكد"أبوالياسين" في بيانة الصحفي أن الناخبون البرازيليون إنتخبوا رئيساً جديداً من خلال إقتراع سلمي وجيد التنظيم، وستكون هناك مساواة وإنسانيّة، مع رئيس يحترم حقوق الإنسان، ويحث بالفقراء، ويعمل من أجل الوطن والمواطنين بكل تواضع، وستفتح حقبة جديدة في تاريخ البرازيل، وزمن الأمل والمستقبل هيبدأ الآن، بعد كثير من المظالم التي عاشتها، وإنتخَبَك شعب البرازيل وإنتصرت الديمقراطيّة ،وهذا كان أبرز نداءات الشعب البرازيلي بعد إعلان فوز "لولا دا سيلفا"تهانينا للرئيس الجديد.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -