أخر الاخبار

التعليم يتحول الي مستنقع الفساد في مصر

لقد تحول التعليم فى مصر، فى كل مراحله من الحضانة إلى الدراسات العليا ومروراً بالتعليم الجامعى العام والخاص، إلى مستنقع قذرلا يمكن تطهيره بواسطة القائمين على أمره أياً كانوا، كما أن إصلاح منظومة التعليم فى مصر يبدأ من تغيير المناهج و تطويرها ومن تطوير نظام التقييم، و بتخفيف كثافة الفصول، و بتحسين أجور المعلمين، و بعودة الانضباط السلوكى، و بتخصيص موازنة أكبر للتعليم، فكل هذه الأمور تصلح لرفع كفاءة التعليم فى أى بلد 

وكذلك نؤكد إن إصلاح التعليم فى مصر يبدأ من إسناد أمره كله إلى جهاز الرقابة الإدارية وجهاز الكسب غير المشروع وأجهزة الأمن القومى، وسوف نكتشف خلال شهور قليلة أهوالاً لم تكن تخطر لنا على بال: سنكتشف مثلاً أن الذين يضعون المناهج المعقدة والتافهة والمضطربة فى كل مراحل التعليم الأساسى هم على الأقل شركاء مع مافيا وضع الكتب الخارجية، وأن المناهج التى يتم التلاعب فيها بالتعديل مرة والإضافة أو الحذف كل سنة، تتم فى مكاتب أصحاب الكتب الخارجية التى تتوافر فى كل مكتبات مصر قبل بدء العام الدراسى بأسبوعين على الأقل، فى الوقت الذى لا تصل فيه الكتب المدرسية الرسمية إلى أى مدرسة عامة أو خاصة إلا بعد أسابيع وربما شهور من بدء الدراسة!والجريمه الاكبر هي تطوير المناهج عن طريق شركة أجنبية بمساعدة البنك الدولي وهي عبارة عن ترجمه للعربية

وسوف نكتشف أن العشرات ممن تعاقبوا على المناصب التنفيذية العليا فى وزارة التربية والتعليم أصبحوا منذ سنوات شركاء بنسب تتفاوت حسب الأهمية فى العديد من المدارس الخاصة التى انفردت بالطبقة المتوسطة وامتصت رحيق الحياة من عروقها، دون أن تقدم لأبنائها أى تعليم، ولم يعد خافياً على أحد أن كل الوزراء المتعاقبين وكل وكلاء وزارة التربية والتعليم عجزوا تماماً عن إلزام هذه المدارس بأى قرار يتعلق بالمصروفات أو الرسوم، وقد وصل الأمر إلى حد أن غالبية المدارس الخاصة لا يوجد بها من الأساس فصول مخصصة لطلبة الثانوية العامة، وأن هذه المدارس كانت فى حيرة من أمرها بسبب قرار إلزام طلبة الثانوية بالحضور، واضطرت لتجميعهم فى الأحواش والحدائق حتى تمر العاصفة.. والمثير للغثيان أن كل القائمين على أمر التعليم على علم تام بهذا الأمر، ولم يجرؤ أحد منهم على إلزام مدرسة خاصة واحدة بإتاحة فصل أو أكثر لهؤلاء الطلبة.

ولقد أصبح من العلم العام، أيضاً، أن هناك مصلحة إجرامية واضحة فى تعقيد تنسيق الجامعات، وفى تأخير ظهور تنسيق طلبة الثانوية الأجنبية وهم عشرات الآلاف كل عام، وأن الهدف من كل هذا التعقيد هو سد أبواب الجامعات العامة فى وجوههم وبيعهم بالرأس للجامعات الخاصة، كما أن مسرحية تقليل الاغتراب التى ينصبها المجلس الأعلى للجامعات كل عام ويتشدد فيها إلى حد «الكفر»، ثم يتراجع فجأة عن كل قراراته بعد شهر كامل من بدء الدراسة، الهدف منها أيضاً إرغام أولياء أمور هؤلاء الطلبة على إلحاقهم بالتعليم الخاص أو بالتعليم الموازى فى الجامعات الخاصة.واتجاة الحكومة الي إنشاء الجامعات الأهلية ستجعل الجامعات الحكومية تتراجع

التربح الإجرامى الفاسق هو أصل العلة فى فساد منظومة التعليم، وإذا تمكن جهاز رقابى أو أكثر من وضع يده على مكمن الداء فسوف تنحل العقد واحدة بعد الأخرى، وسوف تخرج أفكار تطوير المناهج والامتحانات من الأدراج، وسوف تنتعش خزينة الدولة بمليارات الجنيهات التى راكمها هؤلاء الفسقة من إفساد منظومة التعليم..
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -