وكيف رد على من قالت : أبى أفضل من الملك
ورث الملك عبد الله الثانى المكر عن أبيه والمرونة من تجربة حكم شعب مازالت قيم القبيلة تسوده ورغم جيناته الانحليزية وكذلك تعليمه فلقد استطاع ان يتوائم مع تلك الموروثات التى يظهر احترامه وتقديره لها ولم نسمعه يوما يسخر منها أو يقلل من شأنها...وأنا هنا لا اتحدث عن سياسته الخارجية أو قراراته الداخلية ولا إلى أى مدى تراقب مؤسسات الدولة الاردنية تصرفات الحاكم وتراجعه فيها...فقط هنا أتحدث عن علاقته بشعبه وكيف يدير دفة الحكم...
فى حين تنشغل أنظمة الحكم فى سوريا ومصر وتونس والجزائر بما سمته الحوار الوطنى تنشغل الأردن بالنقاش حول الاقتصاد ، وأكد الملك في خطاب ألقاه في ذكرى استقلال المملكة نهاية الشهر الماضي أنه لا يكتمل مسار التحديث، دون اقتصاد قوي، يرفع معدلات النمو، ويخلق فرص عمل، مشيرا لانطلاق رؤية اقتصادية متكاملة للسنوات المقبلة، لتكون وثيقة مرجعية شاملة.
فى الشهور الخمسة الماضية، انشغل الأردن باجتماعات ضمت اقتصاديين وخبراء ومختصين في المجالات كافة وبمشاركة نحو 500 من القيادات الاقتصادية في القطاع العام ورجال الأعمال من 17 قطاع حيوي ومتنوع...أنتهت هذه الاجتماعات بتدشين رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة للسنوات العشرة المقبلة,,,,لايهم التطبيق من عدمه المهم هنا الرسائل التى تقدم للداخل والخارج ....أنظمة مازالت تدور فى فلك متاهة الاستقطاب الحاد واختراع العجلة وأنظمة تجد أن مستقبل استقرار وجودها عماده الاقتصاد وتحقيق الرفاهة للمواطنين وليس القهر أو الاستخدام المفرط لأدوات القوة التى تتيحها السلطة.
الصورة المرفقة والتى يبدو فيها الملك ملاصقا للحضور دون أدنى تفرقة تظهر كيف أستوعب الملك سيكولوجية الأردنيين فجعلوه سيدهم .وظهر هذا جليا فى حادث السيدة التى تشاجرت مع أخرى فى واقعة مرورية فقالت الأولى : فاكرة نفسك بنت الملك فأجابت الثانية: ابوى عندى أفضل من الملك ، وبالطبع لم تسكت الأولى وتم تداول الموضوع على السوشيال ميديا وانقسم رأى الأردنيين حول الموقف ،البعض رأى أن الملك أهين والآخرين دعموا الثانية وكانت حجتهم أن كل واحد فينا يرى أبوه أفضل شخص فى العالم ،وتحولت هذه الحادثة إلى تربند وقضية رأى عام فماذا فعل الملك؟؟؟ اتصل بالثانية وقال لها : أنت أخت فاضلة وأنا اقدر تقديرك لأبيك !!!!...
الكبير كبير بتصرفاته ...وأى نظام حكم يدخل فى دائرة كيد العوازل يصغر نفسه ....
هكذا يكون فن إدارة الحكم ....والبقاء على شعرة معاوية ....
