أخر الاخبار

محمد امين صحفي بدرجة انسان

يوسف عبداللطيف يكتب : محمد أمين .. صحفى بدرجة إنسان

تأكيداً على أن الحياة لا تخلو من المواقف التي يحتاج فيها الناس لبعضها بعضاً وما أكثر المواقف التي نمر بها على الصعيد المادي والاجتماعي والصحي والنفسي .. التي تبحث فيها العين عن الصديق الذي يخفف عنا يساندنا الموقف أويقاسمنا ألم الحزن .. لذا فإنه لابد من وجود صديق في حياتنا يقوم بهذا الدور . وقد مررت بموقف ووقف فيه صديقي الخلوق استاذي محمد امين " رئيس مجلس أمناء جريدة « المصرى اليوم » " إلى جانبي
فالصديق الحقيقي هو الذي يظهر في الإحباطات التي قد تواجهنا والمواقف المحرجة التي نكون فيها بأمس الحاجة لشخص يمد يده لنا وخير مثال على الصداقات التي يقتدى بها هي صداقة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سيدنا أبو بكر الصديق الذي اختاره أن يكون رفيقه في الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة
عندما التحقت بجريدة الوفد فى بداية التسعينات من القرن الماضي كان اسم محمد امين وقتها كما يقول المثل الصعيدى " زى الطبل " يتردد فى جميع جنبات بيت الأمة كواحد من أهم الصحفيين فى الوفد وظل على هذه السمعة حتى اليوم لم أتعامل مع إنسان فى حياتى لم تغيره الأيام مثلما الحال مع هذا الرجل الذى ظل على تواضعه وبساطته الشديدة رغم نجوميته كواحد من أهم المحررين القلائل الذين تربطهم علاقات باصحاب القرار السيادي حتى فاقت شهرته فيها شهرة من تولوا الوزارات من وزراء على مدار تاريخه الصحفي كان أى وزير جديد قبل أن يجلس جيدا على كرسيه وقبل أن يتعرف على كبار معاونيه يحرص أولا على التعرف على محمد امين ذلك الصحفى الكبير الذى لا يوجد بشر أو حجر داخل مبنى الوزارة لا يعرفه حق معرفته حيث ذاع صيته بعد أن حقق فى هذا المجال العديد من الخبطات الصحفية .. مما كان يتسبب فى غيرة الزملاء فى الصحف الأخرى
تعرفت خلال هذه الفترة عن قرب على محمد امين الصحفى والإنسان الذى أثبت خطأ النظرية التى تقول إن أى صحفى أو أى ناجح فى أى مجال لا يصل للقمة إلا وكان له ضحايا ربما من أقرب الناس الذين وقفوا إلى جواره وساندوه .. فأثبت محمد امين أنه ليس بالضرورة أن تفقد إنسانيتك لتكون صحفيا مرموقا يشار لك بالبنان وأنه لا تعارض أبداً بين نجاحك كصحفى بارز وبين أن تعترف دائما بفضل من سبقوك وتحفظ عليهم مكانتهم مع إعطاء الفرصة للجدد من الزملاء ليكبروا معك .. هكذا كان يتعامل محمد امين معنا منذ الأيام الأولى لنا فى بلاط صاحبة الجلالة على أننا كبار فى الصحافة وكان دائما يردد أن الكبير حقا هو من يحتضن زملاءه الجدد ويأخذ بأيديهم لا أن يحاربهم ويحبطهم حتى يرحلوا قبل أن يبدأوا 
تتلمذت على يد محمد امين طيلة اثنين وثلاثين عام هى عمرى فى بلاط صاحبة الجلالة .. لم أضبطه مرة طيلة هذه السنوات متلبسا بالخوض فى سيرة أحد .. فهو صحفيا راقيا بمعنى الكلمة وشخصية متحضرة لم تضعف أو تهتز بينما كان تلاميذه يتسابقون للحصول على المناصب كان يضحك ويقول إن منصب الصحفى الحقيقى هو فى مكانته بين قراء الجريدة الذين ينتظرونها يوميا ويدفعون مقابل أن يجدوا فيها ما يهمهم من أخبار وموضوعات تناقش همومهم ومتاعبهم وتبحث لها عن حلول .. فالصحفى يكفيه أن يكون صحفيا .. فـ محمد أمين مثالا حيا لذلك الصحفى الذى لم يتخل عن الناس لحظة واحدة واحدا من أخف الصحفيين ظلاً .. لا أدرى لماذا لم يتجه للكتابة الساخرة وهو يمتلك أدواتها 
الصديق في زماننا « عملة نادرة » وقد قالوا في الأمثال : « الصديق وقت الضيق » فصديقي واستاذي محمد امين أكلت معه عيش وملح على رأي المثل المصري وقد حصل لي موقف مع هذا الصديق بانني حزنت بسبب موقف ما من احد الوزارات فلم يرضيه حزني وكتب مقالا معاتبا وزيرها علي تلك المهزلة التي ألمت نفسي
« الصديق وقت الضيق » مقولة تعني أن الصديق الحق هو الذي يظهر وقت الضيق والشدة والحاجة فكم من صديق تظن أنه سيقف معك عندما تقع في مصيبة أو شدة أو ضيق لكن للأسف لا تجده بجانبك بل يتخلى عنك تماما .. فالصحفي الإنسان محمد امين يستحق لقب الصديق لأن الصديق الحقيقي وقت الضيق
وأرى أن وجود صديق واحد مخلص أفضل من عدد كبير من الصداقات التي تنتهي صلاحيتها في أول موقف صعب
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -