أخر الاخبار

تؤام رمضان الكنافة والقطايف طقوس يعشقها المصريين

توأم رمضان .. "الكنافة والقطايف" طقوس يعشقها المصريون في رمضان المبارك

كتب.اسامة خليل
وسط العديد من الأعمال المختلفة التي تنتشر في شهر رمضان المبارك تعتبر الكنافة والقطايف أهم المظاهر التي يشتهر بها الشهر الكريم، ما يجعل صناعتها وبيعها مصدر رزق للكثيرين حينما تعوضهم عن أعمالهم الحقيقية عند حلول الشهر المبارك.

لاشك فى انا كل بيت من بيوتنا العربية فى رمضان لا يخلوا من هذين الصنفين طول الشهر المبارك وتتنفنن المرأة المصرية ، فى صناعتهما وتجميلهما  
وفيما يلى سوف نعرض قصه الكنافه والقطايف وتاريخهما فى الوطن العربى : 

تعددت الروايات التي تخبرنا عن بداية ظهور الكنافة والقطايف على الموائد العربية وكيف تنازع المصريون والشوام السبق لنسب ابتكارها وبداية ظهورها لأنفسهم.

والكنافة كما يطلقون عليها زينة موائد الملوك ويُقال إن صنّاع الحلويات في الشام ابتكروها أو اخترعوها خصيصاً من أجل تقديمها إلى معاوية بن أبي سفيان عندما كان والياً على الشام، وذلك حتى يأكلها كطعام للسحور فتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به أثناء الصيام، وقد ارتبط اسمها باسمه حتى أنها سُميت كنافة معاوية.

وفي رواية أخرى تنفي الأولى أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام، وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة وكان ذلك في شهر رمضان فاستقبله الأهالي بعد الإفطار وهم يحملون الهدايا ومن بينها الكنافة بالمكسرات كمظهر من مظاهر الكرم.

ثم تبوأت الكنافة مكانة مرموقة ضمن الحلويات التي ابتدعها الفاطميون والتي أصبحت من العادات الغذائية التي ارتبطت بشهر رمضان، ثم انتقلت الكنافة بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار، وهناك ابتدع صانعو الحلويات طرقاً أخرى لصنع الكنافة غير التي تفنن بها المصريون، فأضافوا لها الجبن، خاصة النابلسية التي تشتهر بها مدينة نابلس، كذلك إضافة الفستق وصنعها بطرق متعددة، فلم تعد تُقدم فقط بشكل دائري، بل تم تعديل ذلك من خلال لفها بأشكال أسطوانية.

وانطلقت الكنافة من موائد الملوك والأغنياء لتصل إلى موائد الفقراء رغم تعاقب العصور والأزمنة لم تهتز أو تتراجع مكانة الكنافة على موائد الأغنياء رغم وجودها بشغف على موائد الفقراء حتى انها ساوت بينهما في طعام واحد يلتهمونه بنهم، وكما ذاع صيت الكنافة في البداية على الموائد، كذلك ظهرت القطايف إلى جانبها، حتى صار بينهما تنافساً لا مثيل له.

وتروي الحكايات أن المصريين يلتهمون كميات كبيرة من الكنافة في شهر رمضان، حتى انهم في عام 917هــ ارتفع ثمنها مع القطايف بشكل جنوني، فتقدم أهل مصر إلى الوالي بشكوى على شكل قصيدة يقولون فيها:
لقد جاء بالبركات فضل زمانن بأنواع الحلوى شذاها يتضرع فيا قاضياً رخص لنا الكنافة نطيب ونرتع.

والكنافة اسم عربي أصيل يعني الظل والصون، والحفظ والستر والحضن والحرز والجانب والرحمة، فكنف الله تعنى حرزه ورحمته والكنافة من نعم الله والنعمة رحمة وحرز، ومن أكل الكنافة خف ظله وعذب منطقه وكثر بهاؤه، وربا لحمه وصفا شحمه وزال سقمه.

وتقف القطايف موقف المساواة مع الكنافة على المائدة الرمضانية، أما تاريخها فيعود إلى العصر العباسي وأواخر العصر الأموي، وفي روايات أخرى أنها تعود للعصر الفاطمي حيث كان يتنافس صنّاع الحلوى لتقديم ما هو أطيب وقد ابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزينة في صحن كبير ليقطفها الضيوف.

ومن هنا اشتق اسمها (القطايف) وقد اشتد التنافس بين الكنافة والقطايف حتى تغنى بها شعراء العرب وأصبحت جزءاً من الإرث الثقافي العربي، فنرى الشاعر الأمور أبو الحسين الجزار، الذي كان أحد عشاق الكنافة والقطايف يقول:
ومالي أرى وجه الكنافة مغضبا 00و لولا رضاها لم أرد رمضانه ، ترى اتهمتني بالقطايف فاغتدت00 تصد اعتقاداً أن قلبي خانها ، ومذ قاطعني ما سمعت كلامها لأن لساني لم يخاطب لسانها.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -