كتب - جمال حجاب :
* ظهرت أول دعوة لمحو الأمية في أول كتاب عرفته البشرية "كتاب النور" منذ أكثر من (6000 سنة!!) بمدينة "أون" (مرصد الشمس) حيث العلم أول أركان الإيمان بداية من "أوزوريس" (إدريس) ثم "مينا" موحد القطرين والعقيدة ثم "إيمحوتب" في عصر الأهرامات ثم "اخن اتن" (إخناتون) بمعنى مبعوث العناية الإلهية والذى إعتبره العالم الكبير "هنري بريستد" رسولا نبيا والذى بدأ رسالته عام (1370 ق.م) وترجمها د / سليم حسن والتي بدأت : "أن العلم أول أركان الإيمان والجهل كفر برب السماء" والوثيقة ليس المقصود منها محو أمية القراءة والكتابة بل محو الجهل بمختلف مقومات الحياة ودور المعرفة في بناء الإنسان ودور الإنسان في بناء المجتمع ودور المجتمع في بناء الأمة والحضارة !! وذكر المؤرخ "سيرام" في كتابه "ذاكرة التاريخ" أن إخناتون تمكن من محو الأمية في جميع ربوع مصر خلال ثلاث سنوات تركزت السنة الأولى منها على تعلم القراءة والكتابة ثم عامين لمحو الجهل بالوجود وإتقان المهنة بالعلم والتي أسماها معركة "التطهر من الجهل "!! والتي إشترك فيها الشعب بجميع طاقاته من كهنة وخبراء متخصصين وهناك عقوبات رادعة لمن يخرج عن البرنامج كالحرمان من الحقوق المدنية بمصادرة أموال رب الأسرة الذى يهمل في تعليم أبنائه للصرف منها على حملة التعلم ومحو الأمية وقد حدد لكل تخصص في المجتمع دورة بكل دقة وسنذكر من هذه الوثيقة على سبيل المثال جزء من دور المرأة التي يجب عليها أن تجعل من بيتها مدرسة لأطفالها منذ ولادتهم بأن تعلمهم الحروف ونطقها (كما هو متبع الآن في نظم التعليم الحديثة) وتنتهى الوثيقة بقوله : "أن إتقان العمل صلاة تقربكم من الله وأن الله لا يغفل عما تعملون "!!.
الصورة المرفقة : إخناتون (وفاة ١٣٣٦ ق .م)- الأسرة (١٨)- المتحف المصرى.
