أخر الاخبار

الرحاب الاجتماعي وتأخر سن الزواج

الرهاب الإجتماعي وتأخر سن الزواج 
بقلم د.فاطمة المساوى
الرهاب الاجتماعي يعرف بأنّه الإنزعاج العاطفي المفرط، أو الخوف، أو القلق من المواقف الإجتماعية؛ وذلك بسبب النقد و التقييم والتدقيق بشكل سلبي من قِبل الآخرين سواء من الوالدين أو أفراد الأسرة أو المجتمع ككل ، ممّا يؤثّر على مدى التفاعل الإجتماعي بين الفرد المتعرض لهذا النقد سوء البنت او الولد أفراد الأسرة ، و قد ينشأ عنه اضطراب القلق الإجتماعي لدى هذا الفرد ؛ وهو الخوف غير المنطقي من اي مواقف، أو أشياء، أو أماكن أو اشخاص ،هذا الخوف، والقلق، يسبب التجنب الروتين اليومي ل الأب والأم والأخوات والأصدقاء والجيران و الخروج العمل أو الذهاب إلى المدرسة مع الأصدقاء ، وهو يعبر عن قلة التفاعل الإجتماعي والأنطواء ومنها إلى العزوف عن الزواج والخوف من الفشل.
تشمل أعراض الإضطراب العاطفي على الخوف من المواقف التي يمكن أن يتم الحكم فيها على الفرد ، القلق من التعرض للإحراج أو الإهانة أو النقد ، الخوف الشديد من التعرف على الغرباء أو التحدث معهم ، الخوف من أن يتم ملاحظة القلق الشخصي من قِبل الآخرين ، الخوف من الأعراض الجسدية التي قد تظهر الإحراج والتوتر النفسي والإنفعالي على حركات وايماءات الجسم كله ومنها تغير لون الوجه ؛ قد يتضمّن اضطراب القلق الإجتماعي عدة أعراض إدراكية أو معرفية، منها التحيز السلبي لنفسه لصالح الآخرين، فإنه يميل إلى الإنتقاص من المواجهه الإجتماعية الإيجابية بينه و بين الآخرين ، وتضخيم القدرات الإجتماعية للآخرين ، وهي أفكار سلبية لديه عن نفسه قد تظهر في إبداء تقييمات سلبية تلقائية عن نفسه تظهر في كلامه وأفعاله ، بما يمتلك من معتقدات سلبية حول عدم كفاءته في أحداث تفاعل إجتماعي مناسب أو المتعلّقة بالأداء أو العمل الجماعي ،هناك أعراض سلوكية تظهر في تصرفاته بطريقة مختلفة عن العادي او المألوف ، وتسمى سلوكيات السلامة من خلال الحد من تجارب المواقف الإجتماعية وبالتالي الهروب من الأوضاع الإجتماعية أو المخاوف من الدخول في علاقات جديدة ومنها الزواج . 
وهنا نتحدث عن رهاب الزواج هو الشعور بالخوف من الزواج وتفضيل العزوبية عن الدخول في علاقة بها مسؤولية وتحكم وصعب الهروب منها أو رفض التضحية عند الشعور بعدم الإستقرار أو السعادة الزوجية أو عدم الإحساس بالأمان بما يعني الفشل في هذه العلاقة .
 ورهاب الزواج يعتبر خلل نفسي يسيطر على الفرد في كل أفعاله وأقواله وسلوكياته وأحكامه على الأمور واتفاقياته مع الوالدين أو الأصدقاء او مع الزوج بدون اي أسباب منطقية يتم الرفض لاي علاقة وخاصتًا الزواج.
وهو رهاب شائع يحدث عند جميع الناس وفي كل المراحل العمرية، فيحدث عند الرجال عند الأقدام على الإرتباط بشخص جديد في حياتك قد تكون تعرفه أو لا تعرفه ومع ذلك يحدث الرهاب منه نتيجة للمخاطر الشخصية والمالية والإجتماعية التي تأتي مع التفكيرأو الإقدام على الزواج ،قد تكون تعرضت لها سابقًا أو أحد الأفراد بالأسرة او الأصدقاء يمثل لك مصدر خبرة سيئة ينتج عنها الرهاب من الزواج .
تظهر أعراض الرهاب من الزواج حين يشعر الفرد بالإلتزام أو الضغط من العائلة ، و اقتراب موعد المقابلة أو إعلان الإرتباط وحضور الأهل ، فنراه يرتجف، اذ يمتلكه قلق مستمر وخوف ويؤثر على وظائفه الحياتية، مثل النوم والأكل والعمل والعلاقات بالآخرين ، يحاول تجنب ورفض الحديث أو الإستعداد للزواج بإستمرار، حتى لا يصاب تفكيره ومشاعره بأفكار سلبية وصور خيالية أو واقعية تثير الخوف في نفسه، ولايستطيع السيطرة على نفسه بما يظهر عليه عدم اللامبالاه وعدم التركيز ، التفكير بعشوائية ، يصبح لديه قلق نفسي وجسمي بسبب الخمول والنوم المستمر في شكل الهروب من الزواج ،
 يحدث عند البنات يظهر الرهاب في شكل الخوف من العلاقة الجنسية مع الرجال، وما يترتب عليه من آلام وحمل وولادة وقد يكون هذا الخوف بسبب التعرض في الصغر لاغتصاب والتحرشات الجنسية أو تخويف من المحيطين بها من العلاقة الجنسية ، كذلك الخوف من عدم التواصل وفقد الحياة المعيشية مع الأسرة والبعد عن الوالدين وحضن الأسرة والأصدقاء والإستقرار والمشاركة معهم في كل شئ ، يبدأ عند الخطوبة ويزداد مع عقد القران و اقتراب موعد الزواج ،ثم اتمام الزواج . 
تعتد البطالة للشباب من الجنسين في الظروف الحالية عامل مشترك في حدوث الرهاب الزواجي ، نجد من يحصلون على وظائف من شأنها أن تمنحهم التّخطيط والإستعداد الأمثل أو المقبول لمستقبلهم، وتمنحهم الإحساس بالإمان والإستقرار ،وليس لديهم مشاعر القلق المتعلقة بالمستقبل، وخصوصًا عند الإقبال على الزواج وبناء الأسرة بالمشاركة بين الطرفين ، وأيضا يعتبر انفصال الوالدين داخل الأسرة أو خارجها له دور في أن يخلق لدى الشاب أوالفتاة الخوف والرهاب من الزواج لأنه يشارك في خبرة سيئة .
 بالتالي يحدث الخوف والتجنب من المشاركة في المواقف الإجتماعية أو الدخول في مناقشات وحوارات جادة، مما يزيد من مخاوفه ويضعف ثقته بنفسه ، فيجعله عرضة للمشاعر السلبية في المستقبل مما يزيد الحالة سوءًا وتعقيدًا.
فيحدث الإصابة بالرهاب الزواجي في مراحلة مبكرة من الطفولة ، بما أنه يعتبر من الإضطرابات النفسية المزمنة التي قد تستمر عشرات السنين والتي تؤثر بصورة سلبية على حياة الفرد اليومية والإسرية و الزوجية والمهنية و الإجتماعية مدى الحياة ، ومع ذلك فإن المصابين بالرهاب الزواجي و الإجتماعي حتى مع علمهم بهذه الحالة قد يتأخرون في طلب العلاج سنين عديدة، إما بسبب الخجل من هذه الحالة أو خوفًا من مواجهتها والإعتراف بوجودها أمام الآخرين حتى لا يتعرضوا للنقد السلبي.
وقد تساهم القسوة في مرحلة الطفولة في الإصابة بالرهاب الزواجي و الإجتماعي بأن تفقد الطفل فطرته من الفضول وحب الإستطلاع، وتجعله يميل إلى الخوف والإحجام وتفادي النقد والإحساس بالضعف وإنعدام الثقة بالنفس .
ولهذا تعد التربية أو التنشئة الخاطئة للفرد خاصة في الأسرة التي يسودها التحفظ أو تطغى عليها الأبوية والتسلط ، تحمل المسؤولية للطفل أكثر من قدراته بأن تقضي على طفولته وشبابه وحبه للحياة ، لأن الإنسان يعيش منذ بداية حياته في عدد من السباقات مع الأسرة و المجتمع و المدرسة و العمل ، ويظل السباق الزواجي بالغ التفرد والأهمية ، فالأسرة هي المؤسسة التي ينتمي إليها الفرد ويكون على إستعداد للتضحية بكل ما يملك من جهد أو وقت أو مال أو خبرة في سبيل تحقيق أهداف أفرادها و نجاحهم جميعًا نفسيًا وجسديًا وسلوكيًا وإجتماعيًا وثقافيًا وانفعاليًا ، بما يدل على مدى تأثير الأسرة الخطير والمهم في تكوين شخصية الفرد السوى أو المضطرب ،  
لابد من محاولة علاجه بمشاركة الأسرة والاستعانة بما يسمى العلاج الأسري حتى يتم تخطي هذه المرحلة والتفكير في مرحلة حياتيه جديدة مع الفرد الذي يتفق عقله وتجاربه في الحياة بأنه المناسب إليه بالإرتباط والزواج ،وبهذا نعتبر الأسرة هي عامل مولد للأسوياء أو المضطربين شخصيًا .
الحل هنا يكمن في ضرورة تمكن الفرد من تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات المصيرية بنفسه مع الإلتزام بتنفيذها في أقل وقت والتكاليف والإمكانات المتاحة في الظروف الأسرية و الإجتماعية المعتاد عليها ، وقبل الإقبال على الزواج لابد من التمكن على تحمل مسؤولية إنجاب الأطفال والإستعداد النفسي والصحي والمالي وتوفير مكان التربية للطفل بالمنزل لكي ينمو بشكل سليم وصحيح .
اعرف مصدر خوفك ما الذي تخشاه بالضبط؟ هل ينتابك الخوف من الإرتباط وتحمل المسؤولية أو الطلاق وتوابعه من الأضرار للطرفين وللأطفال ؟ هل أنت خائف من فقدان حريتك ، والدخول في التزامات أخلاقية وقانونية وإجتماعية وأسرية وتربوية قد لا تستطيع تحملها ؟ ستكون أكثر استعدادًا للتغلب على خوفك إذا كنت تعرف ما تخاف منه ، تجد من يشاركك هذا الخوف حتى تتحدى هذا الإضطراب النفسي والوجداني الذي يسمى الرهاب الزواجي وتستطيع أن اتواجهه وتعيش بشكل إيجابي افضل؟ 
هل معرفة فوائد الزواج منها السعادة والصحة النفسية والجسدية والعقلية والإحساس بالمتعة والرفاهية والحب والمشاركة والألفة والدفء الأسري والإبوي مع أطفالك تستطيع أن تواجهه هذا الخوف والرهاب الزواجي وتقدم على الحياة الزوجية بإيجابية؟

يقدم المعالج السلوكي المشورة للفرد ويحاول أن يتخلص من الأفكار السلبية التي ينتقل إليها اتجاه الزواج ، وليس بسبب الزواج بشكل مباشر ، يقوم المعالج بإجراء جلسات نقاش ومحادثات صحية ودلائل لاستبدال هذه الصور السلبية بأخرى إيجابية حتى تبعد عن الخوف ، والسلبيه و القلق و البعد عن والإستسلام للواقع الذي تعيشه وانت وحيد وتصبح شخصيتك اساسها القلق و الخوف و الرهاب الإجتماعي ،تعرضك لانتقاد والخوف هو رفيق لك في اي خطوه تسير فيها ، توافق عائلتك على أي حاجه غير قادر على اتخاذ قرار فيها توافق لمجرد سلبيتك المعتاده وخوفك من المهاجمه ، وهذا حال كثير من الشباب والفتيات التي يعيش في منزل العائلة ، اللاتي يعيشِونَ أحلامًا ورديَّة، ويحلمون بفارس أحلام ليس له فيه هذا العالم مثيل ، رجلًا شهمًا شجاعًا قويًّا، طبيب نفسي ، صاحب أخلاقٍ نبيلة، وصفات شخصية جميلة، لا توجد فيه عيوبًا أو نقائص ، تتوفر فيه كل متاع الدنيا من الراحة النفسية التي لم تحصل عليها في منزل العائلة .  
ايضا وجودك في أسرة تتوفر بها التوافق الأسري والإجتماعي مستقرة نفسيًا وصحيًا وسلوكيًا واجتماعيًا وثقافيًا وعلميًا وماديًا ، ويكون قادرًا على تحقيق أهدافها وإستغلال قدراتها وإمكاناتها إلى أقصى حد ممكن ، ويكون الفرد فيها قادرًا على مواجهة مطالب الحياة، ويكون سلوكه عاديًا ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سلامه وسلام ، وهي حالة إيجابية تتضمن التمتع بصحة العقل وسلامة السلوك وليست مجرد الخلو من أعراض الإضطراب النفسي فقط ، و يتحقق ذلك من خلال دراسة الإمكانات والقدرات وتوجهيها التوجيه السليم نفسيًا وتربويًا ومهنيًا ومحاولة الوقاية من الوقوع في المشكلات والإضطرابات والأمراض النفسية ،وبالتالي نحتاج هنا نمو المهارات الأساسية للفرد وتحقيق التنشئة الإجتماعية السليمة ،والوصول للتحصين النفسي من خلال تخطيط علمي للبحث عن التوافق الأسري والإجتماعي والرضا عن النفس بما يشمل من توافق أسري وزواجي ومدرسي ومهني ، وهذا يعتمد على توافر الشعور بالسعادة مع الآخرين وحبهم والثقة فيهم واحترامهم وتقبلهم والإعتقاد في ثقتهم المتبادلة ووجود الإتجاة المتسامح نحو الآخرين ، والوصول إلى التكامل الإجتماعي والقدرة على إقامة علاقات اجتماعية سليمة ودائمة لتحقيق الذات واستغلال القدرات لمواجهة مطالب الحياة والوصول للتكامل النفسي والإستقرار الزواجي.
قد يستخدم الطبيب النفسي علاج على شكل أدوية مضادة للمخاوف وهي عديمة المخاطر والمضاعفات ،كذلك جلسات العلاج النفسي التي تعتمد على الإسترخاء والمواجهة المتدرجة وتأكيد الذات وبناء الثقة بالنفس ، والتخلص من سلبيات الماضي واستخدام العلاج المعرفي السلوكي كواحدة من العلاجات الأكثر فعالية للتخلص من كل ما هو ذات صلة بالذاكرة والتجارب السابقة السلبية ، بجانب ذلك فإن البيئة التي تحيط بالفرد تساعده كثيرا على التخلص من هذا الإضطراب ، فللبيئة عامل نفسى كبير وفعال وأيضًا الدعم المعنوي من الأفراد المقربين من مريض الرهاب الإجتماعي يسانده على تخطى هذه المرحلة ، وأهمها في هذه الحالة الزوج أو الزوجة .
،ونلخص ذلك في لكي تكون مستعد لمواجهة واقعك ،لابد أن ترى العالم بعيونك وليس بعيون الآخرين حتى واذا كانوا الوالدين ،لأنك تحقق هدفك وقد يكون ليس هدفهم ، ابدا بنفسك في خوض رحلة فريدة من نوعها ستمكنك من رؤية الأمور بشكل مختلف وتتعرف على ذاتك الواقعية وعقدك النفسية ،وكيف تحظى بحياة كريمة وحقيقية ،وهنا يأتي دور الدعم من الوالدين للاطفالهم ،وخاصتًا الأب والأم ودورهم في تحمل المسؤولية الإجتماعية في الحفاظ عليهم كي ينمو ويصبحو نافعين لأنفسهم وللمجتمع الذي يعيشون فيه ، بأن نتعلم كيف تنضج؟ ولماذا نخاف من المواجهة والتعبير عن أفكارنا؟ وكيف نتجاوز مخاوفنا ؟ 
لابد أن نبحث عن دور العقل والتجربة في الحكم على الإختيار الصحيح ،لأن الإهل قد يركزون على العقل ويهملون دور التجربة في حياتك ، فتظنين أن العالم قد خلا من السواء وكله اضطرابات ، فهذا يؤثر على تفكيرك في اختيار شريك الحياة المناسب. 
_الحياة الزوجية لها تبِعات كثيرة، وليس الزواج تعلقًا بين القلوب فقط، فما أكثر الزيجات التي قامت على حبٍّ ارتبطت فيه القلوب في عالم الواقع، وليس في عالم افتراضي، ثم فشلت لأسباب أخرى كثيرة لا تُحصى، أبرزها تكاليف أعباء الحياة، أو أن الشريك اكتشف الجانب القبيح المخفي في شريكه ولم يتحمله!
_من رأيي ان مواجة الموقف بأن ترضي اهلك وترضي نفسك بالإقبال على الزواج ، منها الخوف من المواجهة يزول ومنها تتعرف على شخص جديد في حياتك، ممكن يغير نظرتك في الحياة لافضل ان شاء الله ، تكون بداية خطوة إيجابية في حياة جيدة جديدة مختلفة عن السابق، تعلق قلبكِ بمن تعرفين عنه كل شي وهذا يكفي.
تذكري بأن يأتي البعض لحياتك كنعمة ويأتي البعض لحياتك كدرس، حافظي على النعمة وتعلم من الدرس وجدد حياتك لأفضل. 
وفكر كيف تخلق لنفسك السعادة الزوجية عندما تتخلص من الرهاب الزواجي؟
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -