قبل ثلاثة ايام من الإحتفال بذكرى حرب أكتوبر المجيدة سقطت آخر الخطوط الحمراء التي وضعها السادات على التطبيع..
اليوم، وقبل ثلاثة أيام من الإحتفال بذكرى حرب أكتوبر المجيدة، هبطت على أرض مطار بن جوريون بالقرب من تل أبيب أول طائرة تحمل شعار "مصر للطيران" وذلك في إطار اتفاق بتسيير 4 رحلات أسبوعيا بين مطار القاهرة الدولي ومطار بن جوريون. يوم الخميس الماضي استقبل مطار بن جوريون أول رحلة تجارية لطيران الخليج مباشرة من المنامة.
قبل ذلك كانت شركة "طيران سيناء" هي التي تقوم بهذه المهمة منذ بدأت رحلات الطيران بين الدولتين، وليس مصر للطيران، مستخدمة طائرات لا تحمل صورة لعلم مصر.
خطوة اليوم تسقط أحد التوجيهات الاستراتيجية التي أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات لوفود مفاوضات التطبيع. التوجيه الاستراتيجي للمفاوضات الذي تلقاه الراحل اللواء طه المجدوب الذي تولى الإشراف على المفاوضات كان يتضمن خطوطا حمراء، منها ألا تكون (مصر للطيران) أو أي شركة من شركات القطاع العام المصري طرفا في عملية التطبيع.
الحقبة الزمنية منذ رحيل السادات حتى الآن شهدت تغييرات عميقة في خريطة العلاقات المصرية الإسرائيلية، بدأت فورا في حقبة مبارك بتعديل قانون الاستثمار، حتى يسمح بالاستثمار الإسرائيلي في سيناء، وانتهت اليوم بإسقاط آخر الخطوط الحمراء للتطبيع التي كان السادات قد كتبها بخط يده. ال 12 شهرا الأخيرة شهدت أكبر عملية تحول تاريخي في العلاقات العربية الإسرائيلية، لدرجة أننا نشهد اليوم تنافسا عربيا على التقرب لإسرائيل.
(الصورة للطائرة بعد هبوطها في مطار بن جوريون، المصدر: Times of Israel)
