بقلم د.عصام قرطام
طالعتنا الاخبار المحلية والعالمية بخبر حادث تعرضت له احدي السفن البنمية اثناء عبورها قناة السويس وهو حادث عارض تتعرض له كثير من السفن اثناء عبورها القنوات والمضايق كقناة بنما ومضيق هرمز وقناة السويس ولكن هذه المرة شاهدنا مشهد عجيب وغريب من المحطات الاعلامية في كافة دول العالم حيث تصدر الخبر صدارة الاخبار وافردت البرامج في كافة المحطات لابراز هذا الحدث وإظهار الخسائر الكبيرة التي سوف تتعرض لها الملاحة العالمية وبالتالي الاقتصاد العالمي حتي ان بعض التقديرات قد وصلت الي ٤٠٠ مليون دولار في الساعه وهو رقم مبالغ به يراد به إظهار فداحه الحادث وحاولت كثير من البرامج الصاق تهمه التقصير لهيئة قناة السويس والقائمين عليها في إدارة المرفق وطريقه تناولها لهذا الحدث تعجبت كثيرا من هذا التعاطي الممنهج من اجهزة الإعلام المختلفة والتي حاولت النيل من سمعه قناة السويس ذلك المرفق العالمي وشريان التجارة الدولي بين قارات العالم المختلفة واظهر هذا الحادث مدي اهمية هذا المرفق شاء من شاء وابي من ابي وهنا تواردت الي خاطري سيناريوهات انشاء قناة مجاورة في احدي الدول التي تحاول بها ضرب قناة السويس وضرب الاقتصاد المصري ولماذا لا يكون هذا الحادث الغريب مدبر لابراز مدي قصور قناة السويس ورجالها في إدارة المرفق فى مواجهة الازمات الطارئة وإظهار مدي احتياج العالم لقناة بديلة في حالة حدوث اي عارض لقناة السويس الشريان الملاحي الاول في العالم ومن هنا رأينا هذا الاهتمام الغريب والعجيب بهذا الحادث من مختلف اجهزة ومحطات الإعلام بشكل فاق اهمية الحادث لذا علينا ضرورة الاهتمام بكافة الأحداث التي تحدث من حولنا وتقدير المواقف لاننا أصبحنا مستهدفون بعيدا عن نظرية المؤامرة فالامور اصبحت واضحة للقاصي والداني ان هناك اعمال تدار في النور والظلام من حولنا الغرض منها حصارنا اقتصاديا وامنيا وسياسيا كي يستطيعوا اسقاط مصر وتقسيمها طبقا لمخططات استعمارية همجية تعرف مدي اهمية مصر وقيمتها وللأسف كثير من شعبها يجهل ذلك أن الأوان للجميع أن يصحوا من غفوته قبل فوات الأوان وانظروا الي خريطة مصر وجيرانها وسوف تتاكدون ان مايحاك حول مصر ليس وليد الصدفة ولكنه يحاك بفعل فاعل حتي وان اختلفت الأطراف المنفذة ولكن المستفيد واحد فمخطط الاحداث واحد يحاول حصارنا بالارهاب من الشرق والغرب وقطع شريان الحياة وهو نهر النيل من الجنوب وضرب اقتصادنا في كافة صوره من سياحه لقناة السويس وحتي العاملين بالخارج وتحويلاتهم كي يستطيعوا أحكام السيطرة علي مصر وشعبها لذلك ارجو ان يكون حادث القناة ناقوس خطر اخير لشعب مصر كي يصحو ويفيق من ثباته كي يحافظ علي دولته ووجوده تحت الشمس كي نحيا كراما ويفشل كل مؤامرات الهدم والظلام التي تحاول النيل منا وبارادة حرة قوية وعزم لا يلين لن يستطيع اعداء الإنسانية اسقاط مصر او النيل منها وستعلوا رايات مصر خفاقة عالية حتي يرث الله الارض ومن عليها .
