مخاطر غسيل الأموال وتمويل الإرهاب
بقلم ــ د عبدالرحمن على جابر
أدت جائحة فيروس كورونا المستجد (19 COVID) إلى إحداث تغيرات كبيرة على النواحي الاجتماعية والاقتصادية وكذلك النواحي المتعلقة بمعدل الانتاج والعمل في معظم الجهات نتيجة للتدابير الاحترازية التي اتخذتها الدول لمواجهة هذا الفيروس، بما يشمل القيود على السفر والحجر المنزلي وحظر التجوال وتخفيض قوة العمل.
وعلى صعيد آخر، فقد وفرت هذه التدابير فرصاً جديدة للمجرمين لتحقيق مكاسب غير مشروعة وكذلك لتمويل الإرهابيين والمنظمات الارهابية والأعمال الارهابية، مما يزيد من معدل ارتكاب الجرائم ، وفى الوقت ذاته يزيد من مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب التي تواجهها دول العالم.
كما تحرص وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المصرية على متابعة ورصد مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب الناشئة عن إساءة استغلال التدابير الاحترازية المطبقة لمواجهة جائحة انتشار الفيروس علي المستويات المحلي والإقليمي والدولي ، والتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في التعرف على تلك المخاطر واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منها.
أولا: تعريف غسل الأموال وتمويل الارهاب
تعرف تهديدات غسل الأموال وتمويل الارهاب بأنها شخص أو مجموعة من الأشخاص أو نشاط أو مجموعة أنشطة بها احتمالية لإحداث خطر على الدولة أو المجتمع أو الاقتصاد أو غيرها، ويتضمن ذلك المجرمين والمجموعات الإرهابية ومعاونيهم وايضــاً يُعرفُ غسيل الأموال بأنّه عمليّةُ تحويل كميّات كبيرة من الأموال التي تمَّ الحصول عليها بطُرقٍ غير قانونيّة إلى أموالٍ نظيفةٍ وقابلة للتّداول في النّشاطات العامّة. ولذلك يعد مرتكباً لجريمة غسل الأموال كل من علم أن الأموال متحصلة من جريمة أصلية وقام عمداً بأي مما يلي :
تحويل متحصلات أو نقلها، وذلك بقصد إخفاء المال أو تمويه طبيعته أو مصدره أو مكانه أو صاحبه أو صاحب الحق فيه أو تغيير حقيقته أو الحيلولة دون اكتشاف ذلك أو عرقلة التوصل إلى مرتكب الجريمة الأصلية.
ثانيا: نقاط الضعف التي قد تستغل في ظل انتشار فيروس
قد تؤدي التدابير المتخذة لمواجهة انتشار الفيروس من قبل المؤسسات المالية إلى بعض نقاط الضعف التي يجب الانتباه إليها والعمل على وضع الضوابط المناسبة بشأنها حتى لا يتم إساءة استغلالها، حيث توجد العديد من الطرق التى يتم استخدامها فى عملية غسل الاموال .
ثالثا: مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب المحتملة
على الرغم من أنه ما ذال من المبكر وجود اتجاهات أو تطبيقات واضحة لطرق غسل الأموال أو تمويل الارهاب ذات العلاقة باستغلال انتشار فيروس (19 COVID)، إلا أنه في ضوء تهديدات غسل الأموال وتمويل الإرهاب فيمكن أن نوجز أهم مخاطر غسل الأموال أو تمويل الإرهاب الناشئة عن ذلك مستقبلا .
رابعاً : مراحل عملية غسيل الاموال
تتمّ عملية غسيل الأموال من خلال ثلاث مراحل أساسيّة هي
1- مرحلة الإيداع / يقصد بهذه المرحلة التوظيف أو الإحلال، وبشكل آخر هي المرحلة التي يُتخلّص فيها من كميّات كبيرة جداً من الأموال غير الشرعية؛ من خلال اللجوء إلى بعض الأساليب مثل: إيداعها في بعض البنوك، أو إيداعها في بعض المؤسّسات المالية الخاصّة، وفي بعض الحالات تُبدّل الأموال بإحدى العملات الأجنبيّة الأخرى.
2- مرحلة التمويه / ففي هذه المرحلة تبدأ عملية دخول الأموال في قنوات النظام المصرفيّ بشكلٍ شرعيّ ، ويبدأ غاسل الأموال بالفصل وتفريق الأموال التي يرغب بغسلها وإبعادها عن مصادرها المشبوهة وغير الشرعية
3- مرحلة الاندماج / هي المرحلة النهائيّة في عمليّة غسل الأموال، وتَهدف هذه المرحلة لإضفاء طابع الشرعيّة على الأموال التي غُسلت،
ومن منطلق حرص وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب على مكافحة هاتين الجريمتين والحد من المخاطر المتعلقة بهما، وخاصة تلك الناشئة عن التهديدات الجديدة ونقاط الضعف الناجمة عن ظروف انتشار فيروس كورونا . كما تدعو الوحدة كافة الجهات المعنية إلى الاستفادة قدر الإمكان من هذه التوجيهات على أن ينعكس ذلك في شكل اجراءات وتدابير للحد من المخاطر المشار إليها بما يزيد من فعالية الجهاز المصرفى في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ، وترحب الوحدة بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية في اتخاذ أية إجراءات تتعلق بالحد من المخاطر الواردة بتوجيهاتها وذلك لتحقيق الهدف المنشود من مكافحة جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب.