المقال الاسبوعي للدكتورة آيات الحداد
انجازاتنا سلاح وعي :
القائد الألماني "أنطون دوستلير" تم إعدامه بالرصاص على أيدي الأمريكان في إيطاليا عام 1945، وسبب الإعدام لأنه استطاع إكتشاف العشرات من عملاء المخابرات الأمريكية، حيث كشف 15 جاسوس أمريكي كانوا في مهمة لتنفيذ عمليات تفجير لخطوط السكك الحديدية في بلدة فرامورا بإيطاليا وقام بإعدامهم جميعًا، وحين سأله الضباط الأمريكيين كيف استطاع التعرف على عملائهم قال: "هم الوحيدون الذين كانوا يتحدثون عن هزائم ألمانيا وانتصارات أمريكا و ينشرون الإحباط بين عامةالناس" ، استرشدت بتلك القصة لأن هذا ما يحدث في يومنا هذا ، نُشاهد الحرب النفسية والفكرية على مصر والمُتمثلة في محاولة البعض في نشر الأخبار السلببية والتقليل من شأن الإنجازات التي تحدث في مصر ، ولكن شعب مصر أدرك ذلك فعلم أن محاربة العدو تكون بنفس السلاح الا وهو سلاح الفكر والنفس، فعند التقليل من حجم الانجازات نرد عليهم بإظهار الإنجازات التي تمت في مصر ، وعند نشر الطاقة السلبية يتم نشر الطاقة الإيجابية سواء بإستخدام أسلحة الدراما الشاملة من برامج ومسلسلات وأفلام ، أو من خلال الدور الذي يلعبه كل فرد في مجاله، فالدولة لن تنهض بشخص واحد ولا نسمع قط عن حرب تم النصر فيها لشخص واحد بل بمشاركة الجميع، فسوف نتصدى للحرب التي تشن على مصر من الخارج بإستخدام الخونة من الداخل بالعمل والوعي المُتمثل في الفكر والنفس، فلا نُصدق كل ما نسمع او نراه الا إذا صدر من مصدر رسمي موثوق ، ولا نروج لأي خبر الا بعد أن نطرح السؤال على أنفسنا هل الترويج له سيفيد ام لا ؟ عند ذلك نتوقف عن التشيير والترويج لاي خبر سواء تمثل في كلام منقول او صورة او فيديو متداول، فعند مشاهدة فيديو يؤثر على نفسية الإنسان فلنتوقف عند المشاهدة ولا نروجه (والأفضل الا نشاهده من الأساس حتى لا يؤثر على نفسية من شاهده)، لأننا لا نعلم حقيقته ، فبعض الصور والفيديوهات قد تكون قديمة او في دولة آخرى غير مصر وقد لا نعلم حقيقة الأمر ، عندئذ المتأذي الحقيقي هو من شاهده وساعد على انتشاره ، ففيديوهات التعذيب تؤذي النفس ، وخاصة عندما يكون فيديو مُخالف للنفس والطبيعة البشرية كفيديوهات تعذيب الأب والام لأبنائها او سوء معاملة الأبن او الابنة للوالدين ، فذلك يجعل الشخص فاقد الثقة بالجميع وتخلق إناس غير اسوياء ومرضى نفسيين، فلنتوخي الحذر مما نسمع وننشاهده ونشييره حماية لأنفسنا ولوطننا أولًا قبل أن يكون فعلا مُجرما ومعاقبا عليه .