أخر الاخبار

الغاية تبرر الوسيلة

كتب أحمد شعلان السادات 

"الغاية تبرر الوسيلة"
"حبي لنفسي قبل حبي لبلادي"
تلك هي أشهر المقولات لدى مكيافيلي والتي نراها اليوم حية في صورة سياسيين أو مُدّعو السياسة، ولكن السؤال الأهم لماذا مكيافيلي؟

مكيافيلي هو فيلسوف سياسي وهو أول من وضع تصور للدولة من الناحية الإنسانية والعقلية بعيدًا عن اللاهوت الذي كان يحكم وقتها (الدين)، وكان من أشد الناس تأيد لإقامة جمهورية حرة، وقد كان ...وتم ذلك وتم تعينه في وظيفة سكرتيرًا للمستشارية الثانية لجمهورية فلورنسا التي تشرف على الشؤون الخارجية والعسكرية، وظل بهذه الوظيفة ١٣ عام حتى رجع الحكم إلى آل ميديشي ثانيًا وتم عزله، واعتقاله وتعذيبه وبعدها تم العفو عنه من قِبل آل ميديشي العاشر ونفاه.

ميكيافيلي كان يرى أن القوى المحركة للتاريخ هي المصالح المادية والسلطة،بل ويعتبر أنه من المسموح به استخدام كل الوسائل في الصراع السياسي، لقد برر القسوة والوحشية والاستغلال في صراع الحكام على السلطة.
فكان هذا مبدأه (التلون) للوصول إلى السلطة، و(التطبيل) ولا مانع من النفاق أو أي شيء آخر في سبيل السلطة حتى بالقتل... قتل النفس والأحلام والآمال والعقول، قتل أي شيء يعوق طريقة إلى السلطة، يستخدم أي شيء "مال" أو "قوة" أو "الدين" إن تطلب الأمر، فهو من قال "إن الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس"

كان هذا يجري في دمه حتى بعد عزله ونفيه واحالته للتقاعد، أخذ بتأليف الكتاب الأكثر شهرة له (كتاب الأمير) ليس إبتغاء الكتابة والتنوير، وإنما أملًا منه في العودة لمنصبه في خدمة العامة تحت سلطة الأسياد الجدد لفلورنسا، لكن الأمير لم يستلم الكتاب أو حتى قرأه وبطبيعة الحال لم يقم بتوظيفه مجددًا، ولم يقم مكيافيلي بنشر الكتاب بنفسه، لأنه وبلا شك لم يكن يكتبه للناس ولكن لرأس السلطة طمعًا في منصب ما...

كم مكيافيلي تعرفه؟
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -