أخر الاخبار

لهذا تم تفجير لبنان ..
إنه الغاز..
* "إنه النفط"... قالها كيسينجر في القرن العشرين لمن أراد أن يُحلّل أيّ حدث سياسي دولي... ومنذ مطلع القرن الواحد والعشرين أصبحنا نقول عند أى حدث: "إنه الغاز !".
فهل الصراع على الغاز كان هو سبب التفجير الرهيب اللى حصل ببيروت ..خاصة لو عدنا إلى الوراء قليلاً حانسمع صوت الرئيس السابق إميل لحود وهو بيروى أكثر من مرة قصة صراعه مع الرئيس رفيق الحريري حول الغاز واستقدام الحريرى لباخرة استكشاف فرنسية تمسح البحر بحجَّة البحث عن الألغام لكن مصادفة كون لحود مهندساً بحرياً عسكرياً كشفت اللعبة وأوقفت العملية لتبدأ الحرب الضروس ضدّه ومُقاطعته ومُطالبته بالاستقالة ثم محاولات مضنية لإستيقافه انتهت بإغتياله 
* ثم تجدد الصراع بين اسرائيل ولبنان ع الغاز حين ظهرت كنوزه فى المياه الإقليمية اللبنانية وتقدر مساحتها 22 ألف كم2 مقسمة إلى 10 بلوكات ..أهمها البلوك رقم 9 والبالغ مساحته حوالى 860 كيلومتر والواعد بإحتياطى غازى كبير يقدر بحوالي 96 تريليون قدم مكعب والواقع على الحدود الفلسطينية اللبنانية طمعت فيه اسرائيل ورغبت في انتزاع حصة لبنان من الثروة المكتشفة واقتطاع جزء من المياة الإقتصادية الخالصة للبنان وضمها إليها عنوة وأصبح المربع 9 الموجود بمياه البحر المتوسط مساحة متنازع عليها بين صاحب الحق والقرصان الصهيونى ..وبدأت لبنان تعطى التراخيص للشركات للتنقيب عن النفط والغاز في البلوكين 4 و9 ف مياهها الإقليمية
* وف 2018 خرج وزير الدفاع الصهيونى ليبرمان مش وزير البترول عشان يقول إن بلوك الغاز رقم 9 هو ملك لإسرائيل مش للبنان ووصف إعلان الدولة اللبنانية توقيع العقود مع تحالف الشركات النفطية العالمية واللى حصلت على تراخيص استكشاف وإنتاج الغاز في الرقعتين 4 و9 من المياه البحرية اللبنانية بالأمر "الاستفزازي" جداً وطالب الشركات العالمية على عدم تقديم عروضها ....طب إيه دخل وزير الدفاع بالبترول !!..مع إن إسرائيل رفضت التوقيع على معاهدة الحدود البحرية اللي أعلنتها الأمم المتحدة عام 1982 ومتقدرش تلجأ للتحكيم الدولى ...يعنى بلطجة كده ..البلوك دا بتاعنا غصب عن لبنان ورغم إن كل الساسة اللى ف لبنان رفضوا كلامه إلا إنه ف كلمته أمام معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي واللى نشرتها صحيفة هآرتس وقف يهدد إنه حايجتاح لبنان بريا وحايسكّن كل سكان بيروت ف الملاجئ وإن كل الخيارات قدام إسرائيل مفتوحة ويجب الاستعداد للاجتياح البري ..يعنى يا أضربك واشرد أهلك يا تتنازلى عن حقوق شعبك وثرواتهم ..وبالطبع رفضت لبنان الإذعان لإن الغاز كان حايحل مشاكل لبنان الكثيرة وحايسد ديونها المتراكمة ..
*من يوم ماظهر الغاز واسرائيل بتحاول تعمل ترسيم حدود مع لبنان وتقتطع منها حقها ف البحر وتديها بدله يابس وخاصة بعد توقيع الإتفاقية مع قبرص وإيطاليا واليونان ف مشروع بناء خط إيست ميد لنقل الغاز ..واتدخلت أمريكا كذا مرة محاولة استمالة لبنان واقترح المبعوث الأميركي فريديريك هوف أن لبنان تاخد 60 % مقابل حصول إسرائيل على 40% لكن لبنان رفضت ..واقترحت موسكو شراء النفط اللبناني والنفط الإسرائيلي المستخرج من المساحات المتنازع عليها وتتولى هى بيعها عشان مايبقاش فيه أي علاقة أو مشاركة لبنانية إسرائيلية ورفض الإقتراح ..فتدخلت قبرص وقدمت عدة أطروحات لتوزيع الحصص إلا أن لبنان رفضتها كاملًا لأن المنطقة بكاملها هي ضمن المياه الإقليمية اللبنانية فأعادت أمريكا الكرة تانى  عن طريق ديفد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى واقترحت لبنان ترسيم الحدود دفعة واحدة براً وبحراً برعاية أميركية وبمشاركة الأمم المتحدة لكن الموضوع اتعلق..
* أواخر شهر يونية الماضى قررت اسرائيل فجأة بدء التنقيب ف المنطقة المتنازع عليها وأصبحت وقتها كل الخيارات مطروحة بما في ذلك اللجوء للتصعيد العسكري بكل ما يحمله من مخاطر على أمن لبنان والمنطقة ..وأعلن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الاثنين 29 يونية الماضى عن أن مصادقة الحكومة الإسرائيلية على التنقيب عن الغاز فى المنطقة المتنازع عليها مع لبنان مسألة فى غاية الخطورة وستزيد الأوضاع تعقيدا مشدداً على أن لبنان لن يسمح بالتعدى على مياهه الإقليمية المعترف بها دوليا لا سيما المنطقة الاقتصادية الخالصة فى جنوبه حيث "بلوكات" النفط والغاز وخصوصا "البلوك رقم 9"  وأعلن عون بدأ التنقيب فيه خلال أشهر وأطلقت الحكومة اللبنانية رسميا مرحلة استكشاف وإنتاج النفط والغاز فى احتفال رسمى نظمته وزارة الطاقة والمياه لتوقيع العقود النفطية مع شركات ثلاث شركات توتال الفرنسية ونوفاتك الروسية وايني الايطالية "عشان كده كانت أول دولة أرسلت مساعدات للبنان بعد التفجير هى فرنسا " 
 *بعدها توقفت اسرائيل عن منح التراخيص وتحدثت التسريبات في الإعلام العبري عن فيتو صارم للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بمنع التنقيب والسبب يعود إلى ما قالت مصادر عسكرية إسرائيلية أنه «تعذر حماية عمليات التنقيب في حال قرر حزب الله منعها بالقوة وكذلك الخشية من التسبب في مواجهة عسكرية تعقب المنع»..ودا طبعا كلام مايتصدقش 
* لكن من كام يوم كده بدأ يظهر ع السطح خلاف بين ميشيل عون الرئيس وبين نبيه برى رئيس مجلس النواب واللى ف إيده ملف الترسيم بترحيب من حزب الله ..لكن عون لمح إنه حايسترد الملف لإن الدستور اللبناني أعطاله لوحده صلاحية التفاوض وعقد المعاهدات الدولية ..ياترى إيه السبب!!
* الحقيقة ان قبلها بفترة بسيطة زارته السفيرة الأمريكية فى لبنان دوروثي شيا وتطرقت من جملة المواضيع اللي أثارتها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى ملف الترسيم البري والبحري مع فلسطين المُحتلة من باب أن حله حايساعد في تهدئة الأجواء بالجنوب وكل لبنان لكنها ماصرحتش ولو بإشارة بوجود مبادرة أو رغبة عند عون لاستئناف العمل به واستكفت بالقول "هناك تناغم في الموقف "وقالت مصادر في التيار الوطني الحر إن هناك حركة في هذا الاتجاه "أى انتقال الملف لأيدى عون"  لكن ليسَ الهدف من ورائها افتعال مشكل مع بري ولا مع حزب الله بل لأن معاودة التفاوض فيها مصلحة للبنان.
*وبالفعل بدأت اسرائيل تلمح أن هناك  تسوية ما تحققت مع الجانب اللبناني برعاية أميركية مع صمت شبه كامل عن مضمونها وتفاصيلها وكيفية التوصل إليها... وبعدها فوراً استأنفت منح التراخيص وصدرت بيانات عن وزارة الطاقة الإسرائيلية قبل أيام دعت فيه الشركات الدولية إلى تقديم عروضها  
* ونلاقى موقع اسرائيل ديفنس العبرى اللى نشر قبل كده توقف اسرائيل عن منح التراخيص  بيقول في تقرير له ان الحديث الإسرائيلي المنشور في الموقع نفسه تغير و يصرح الموقع بأن هناك «حلحلة» ما إذ «يبدو أن جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولّدت اتفاقاً ضمنياً (غير معلن) بين لبنان وإسرائيل وهو ما يشرع السؤال، بحسب الموقع، عن مضمون الاتفاق وموجبات أطرافه خاصة أن «إسرائيل تعتمد الصمت إزاء النزاع مع لبنان في ما يتعلق بقرارها الجديد».
* ويحصل التفجير بقلب لبنان الشقيقه..فهل ياترى حصل بفعل إسرائيل وهى اللى وراء الخبر الغريب بتاع "مخزن المتفجرات" واللى أذاعته الجزيرة بعد وقوع التفجير فوراً قبل أى مسئول لبنانى ..طب الجزيرة عرفت ازاى وجود المخزن أو الحاوية اللى فيها السى فور !! ياترى اسرائيل بتلوى ذراع حزب الله عشان يوافق ع ماتم الإتفاق عليه مع أحد الأطراف اللبنانية اللى قبلت الرضوخ وبالتالى يضمن سكوت الباقى ..زيد ع دا ان بعد التفجير الدامى لبنان أصبح فى موقف إقتصادى صعب وخراب شديد ووضع صحى متدهور متزامن مع أزمة كورونا  ومحتاج اللى يساعده.. قوم نسمع تصريحات أمريكية بتقديم قروض من البنك الدولى للوقوف مع لبنان فى أزمتها بعد أن خارت قوتها 
* وأصبحت الكنوز نقمة تهون بها ومن أجلها الأرواح وتباع بها ومن أجلها الأوطان ..
حاولت جاهدة إنى ألخصلكم الحكاية وبالطبع كل اللى بنقوله تحليل للمشهد كله أما ما فى أرحام الأيام من أحداث فحتماً سنعلمها وماسيحدث من ترسيم للحدود إذا رسمت أكيد حايعلن لما .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -