قانون التصالح الظالم في مخالفات البناء ماله وما عليه!!!
---------------------
محاسبة باثر رجعى!!!!
بقلم :
مصطفى بدوى
لآ ينكر أحد النجاحات التى حققتها الحكومة فى معظم القطاعات .. وكم المشروعات الكبرى التى أقامتها فى أماكن عديدة .. ولا ينكر ذلك إلا كل جاحد وناكر للجهود التى يبذلها المخلصون من أبناء الوطن
ولكن ما الذى يدفع الحكومة فى التفتيش بدفاترها القديمة ومحاولة تطبيق قانون بأثر رجعى مثل قانون المصالحات فى مخالفات البناء حتى لو كان أثر المخالفات ممتد حتى الآن .. هل الهدف جمع أموال من المواطنين ؟ .. أم إزعاج الموطنين وارهاقهم ماديا وجعلهم فى معاناة مستمرة ؟!
الحكومة بهذا القانون إذا كانت تريد محاسبة الفاسدين والمتربحين .. فإنها ستقوم بدهس الغلابة وفرمهم تحت أقدامها .. ولكن للأسف وهى تعرف وتعى تماماً،
فكيف للحكومة أن تساوى بين من قام ببناء برجا 12 دور وتكسب الملايين من ورائه بجاره بنفس الشارع والذى بنى بيتا له ولأولاده ؟
وكيف تساوى بين من قام ببناء عمارة مخالفة 500 متر مع جاره الذى بنى منزلا مساحته لا تتعدى 100 متر ؟
كيف تحاسب الحكومة مالك شقة بنفس سعر جاره وهى فى الأساس تفرق وتحابى وتميز أحدهما على الآخر فى المرتبات ؟ .. فهناك من يحصل على 20 ألف جنيه شهريا .. والآخر يحصل بالكاد على 3 ألاف جنيه شهريا .. فهذا ليس من العدل .. أن تميز وتحابى فى العطايا وتعود وتساوى فى الخصومات والمستحقات !!
والأهم كيف تقوم الحكومة بتطبيق القانون باثر رجعى .. مخالفة بذلك الدستور بعد أن اكتسبت هذه المخالفات مركزا قانونيا وقامت بتوصيل المرافق فى وجود ومتابعة ومراقبة مناديب الحكومة بكل مكان
واذا كانت الحكومة تريد محاسبة المواطنين باثر رجعى .. فالمواطنون أنفسهم يريدون محاسبة الحكومة ( بصفتها ) باثر رجعي أيضا !!!
فكل إنجازات الحكومة الحالية هى فى نفس الوقت إدانة واضحة لكل الحكومات السابقة بأنها قصرت فى حق الشعب .. وتجاهلت أو فشلت فى احداث نهضة حقيقية .. فلو كانت الحكومات السابقة وفرت مساكن باسعار مناسبة ما قام المواطنون بعمل ذلك بأنفسهم ووفروا على الدولة جهودا وأموالا كبيرة.. ولو أنشات الحكومات السابقة الطرق والمدن الجديدة مآ كان تقوقع السكان فى هذه المساحات الضيقة وسط العشوائيات
يا حكومتنا الرشيدة .. رفقا بالمواطن الغلبان والذى فى أوقات كثيرة سيكون درعك وسيفك الأوحد .. نحن ضد الفاسدين والمتربحين ونطالبك بالمزيد من الإجراءات ضدهم .. ولكن عفوا .. المواطن المسكين والذى ترك منزلا صغيرا لأولاده لآ يستطيع توفير مثل هذه المبالغ وهو فى الأساس تعرض للظلم البين من الحكومات السابقة!!
فلنبدأ من الآن .. من يخالف فلتقطع رقبته .. وفى نفس الوقت .. من تسبب فى ظهور مثل هذه العشوائيات يجب محاسبته .. فإن لم يكن تكسب وتربح فهو أهمل وتكاسل،