أخر الاخبار

هاجر معمر ومحطة مصر

محطة رمسيس ..وبشتيل .
👇
" هأكون مستنيك في " محطة مصر " أو في رمسيس
..هتلاقيني واقف على الرصيف..بس أبقى أظهر لي على باب العربية ..عشان اعرف مكانك اللي هتقف فيه " ..

هكذا يدرو الحوار بين غالبية أهل الصعيد وهم في طريقهم من هناك الى القاهرة..لا يقول احدهم ..انا رايح القاهرك ..بل يقول رايح ل" مصر " كما يحلوا لي و لهم ان يقولوا .. وهكذا وبنفس القياس :" يظل هذا المكان وهذه المحطة لأهل الصعيد اسمها محطة مصر ..
ليست مجرد محطة قطار ..ولكن اسمها مصر ..باب دخول مصر ..ومن هنا جاء غضب أهل الصعيد المبرر والذي لا يجب ان تقابله بكلمة " هوه كده " ..ولا بكلمة :" ده مفيش دكاترة في رمسيس عشان تنزلوا لهم " ..ولا بكلمة :" هنطور لكم وطورنا لكم " .
لماذا غضب أهل الصعيد ..غضبوا لأن الأمر بالنسبة لهم في " الرمز " ..أنهم ليسوا ممنوعين من دخول محطة مصر ..ولكن يرون ويعتقدون ان المنع هو منع دخول ل " مصر " ..يقيني ووجهة نظري ان هكذا تابعوا الخبر وتطوارته وتصريحات السيد وزير النقل المهندس كامل الوزير ..يقيني أنهم تابعوا ذلك بمنطق :" دول مش عايزين حد مننا يروح ..احنا مهمشين ..احنا الحكومة مش بتبص علينا ..احنا صف تاني ..احنا في نهاية الطريق ..محدش بيهتم بينا ..احنا درجة تانية وتالتة ..وهكذا وهكذا وهكذا " .
هل من حق أهل الصعيد أن يغضبوا ؟..نعم ..هذا غضب مشروع وحقيقي ..فالصعيد الممنوع من دخول المحطة هذه ..هو جمال عبد الناصر ..ورفاعة الطهطاوي ..وعباس العقاد ..والشيخ المراغي .والشيخ محمد سيد طنطاوي ..والشيخ احمد الطيب ..وامل دنقل والانبودي وعبد الرحيم منصور ..وفهمي عمر ..وهكذا وهكذا " ..هم وانا رأينا وفهمنا أن المنع ..منع لدخول " مصر " وليس منع لدخول محطة قطار !

والحقيقة ان الأمر مرتبط ب" صورة ذهنية " قديمة ..هكذا وجدنا الاباء والاجداد بأن محطة مصر هي " مصر " وأن الصعيد مهمش ..ولكن هذه الصورة ستتغير مع الأيام ..وتتحول للأفضل .
ربما تسألني ..وهل بعد 5 سنوات ..ستنزل بحقائبك في محطة بشتيل ..أقول لك :" لا ..انا عايز أنزل باب الحديد ..محطة مصر ..عايز انزل رمسيس" ..ولكن في النهاية  كل الطرق تؤدي الى القاهرة وشوارعها واطبائها واحيائها ..كل الطرق تؤدي الى القاهرة والتي نسميها في 
الصعيد " مصر ".

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -