أخر الاخبار

نغم الجلب تكتب عن صيدليات الغلابة



صيدليات الغلابة في مصر تحد من غلاء ونقص الدواء

كتبت :نغم الجلب 

تصاعدت حدة نقص الأدوية في مصر في الاونه الاخيره ، وقد زاد ثمن الجنيه وارتفاع سعر الدولار من حدتها، وأصبح الفقراء معرضين للخطر أمام عجزهم عن توفير الأدوية لمعالجة أمراضهم وخاصة الأمراض المزمنة، وأمام هذه الازمه الحاده قامت مجموعه من الشباب بالتطوع لجمع الأدوية وإعادة توزيعها بالمجان لمن يستحقها، فكانت هذه المبادرة بمثابة صيدلية الفقراء.

القاهرة- شكل تطوعي جديد، أقدمت عليه جمعية خيرية مصرية لتوفير حاجات المجتمع،خصيصا الفقراء في ظل الارتفاع الشديد في الأسعار الذي تشهده البلاد في الآونة الأخيرة. المهمة تتمثل في جمع الأدوية المتبقية لدى مرضى بعد شفائهم من الامراض المصابين بها ، أو عدم حاجتهم لها لأسباب أخرى، ثم إعادة ترتيبها داخل صيدلية، ومن ثم توزيعها على من لا يملك القدره المالية على مواجهة تكاليف علاج مرضه، بعد التأكد من صلاحيتها.

داخل مقر “جمعية الشرق” الخيرية بضاحية حلوان (جنوبي القاهرة)، يمكن إدراك قيمة هذه المبادرة، عند الاستماع لاشخاص فقراء و هم يتحدثون عن حاجتهم لدواء ليس لم القدرة على شرائه، قبل أن تعرف الابتسامة طريقها إلى وجوههم حين يدخل الطبيب الصيدلي وهو يوزع عليهم الأدوية من داخل “صيدلة الشرق” بمقر الجمعية، مصحوبة بنصيحة وابتسامة

و قد شهد سوق الأدوية في مصر، خلال الشهور الماضية، أزمة كبيرة، بعد قرار الحكومة في بداية نوفمبر الماضي، بتحرير سعر صرف الجنية مقابل الدولار، ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة المحلية بنسبة تجاوزت 100 بالمئة.

وإثر ذلك، ارتفعت أسعار الأدوية المستوردة بنسبة 15 بالمئة، والمحلية بنسبة 20 بالمئة، بعد اتفاق بين الحكومة والشركات العاملة في هذا المجال وفق تصريح أدلى به وزير الصحة، أحمد عمادالدين، لوسائل إعلام محلية وفضلا عن تأثيره في الأسعار، تسبب انخفاض قيمة العملة في نقص الأدوية المتوافرة في الأسواق، وفق ما ذكرت نقابة الصيادلة.

و قد شمل النقص نحو ألفي صنف دوائي، مع اختفاء نحو 400 مستحضر حيوي لعلاج الأورام والكبد والضغط والسكري والقلب.

يقبل على “صيدلية الشرق” الكثيرون من الفقراء، وهؤلاء كانوا يحصلون في السابق على أدوية جديدة توفرها الجمعية من ميزانيتها، غير أن ارتفاع الأسعار إلى جانب الأزمة التي تعانيها الجمعيات الخيرية في مصر وضعف تمويلها، دفعا القائمين على هذه الخدمة، إلى اتجاه بديل، قام عضو بالجمعية بطرح فكرة تجميع الزائد منها لدى المرضى، على أن يعاد فرزها وتوصيلها لمن يحتاج إليها ولا يستطيع شراءها، فتمت الموافقة وانطلقت المبادرة.

"صيدلية الشرق" تركز على المصابين بالأمراض السرطانية والمزمنة وفيروس سي والسكري، وهي أمراض تحتاج إلى علاج شهري بأسعار باهظة لا يستطيع الفقراء تحملها، في وقت قصير، انتشرت فكرة الصيدلية بمجرد إنشاء صفحة تعريفية بها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث انضم إليها الآلاف من شتى محافظات مصر، فضلا عن آخرين مقيمين بالخارج”.


ويعمل بالصيدلية ما يقرب من 50 متطوعا، كما يؤكد عمران، وتتنوع الأدوار ما بين فريق خاص بإحضار الأدوية من المتبرعين، وفريق خاص بالفرز والتدوين في الدفاتر، وفريق من الصيادلة للتعامل مع المرضى يعمل على تدوين حالة المريض، واسمه، ونوع الدواء، والكمية التي يحتاجها بشكل شهري. ووفق عمران، تستقبل الصيدلية مرضى من جنوب وشمالي مصر، و”للتسهيل عليهم، تقرر توصيل الأدوية عبر أقاربهم من الدرجة الأولى”، بعد الاطلاع على هوياتهم.

لكن تزايد أعداد المرضى المقبلين على الصيدلية، تسبب بنقص في أنواع معينة من الأدوية، فاضطر القائمون على المشروع لإعداد قائمة شهرية بالنواقص المطلوبة والإعلان عنها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ومطالبة المتبرعين بتوفيرها إما بإرسالها بواسطة مندوبيهم، وإما تحويل مبالغ مالية لشرائها.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -