س: ما هى العلاقة بين حركتي فتح وحماس وما مدى تمثيلهما للشعب الفلسطيني؟
ج: تتمتع حركتا **فتح** و**حماس** بتاريخ معقد من العلاقات المتقلبة بين **التعاون والصراع**، ويعكس كل منهما تيارًا سياسيًا مختلفًا داخل المشهد الفلسطيني. فيما يلي تحليل لطبيعة العلاقة بينهما ومدى تمثيلهما للشعب الفلسطيني:
---
### **1. العلاقة بين فتح وحماس: تحالف أحيانًا، صراع أحيانًا أخرى**
- **فترة التعاون المبكر (قبل الانقسام 2007):**
- شاركت الحركتان في **المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي** خلال الانتفاضة الأولى (1987) والثانية (2000).
- كانت **حماس** (التي تأسست عام 1987) تتنافس مع **فتح** (التي تهيمن على منظمة التحرير منذ 1960)، لكنهما عملتا معًا أحيانًا في الهبات الشعبية.
- **الانقسام الداخلي (2007–الآن):**
- بعد فوز **حماس** في الانتخابات التشريعية عام **2006**، تصاعد التوصل إلى مواجهات مسلحة بين الحركتين.
- في **2007**، سيطرت حماس على **قطاع غزة** بالقوة، بينما حافظت فتح على سلطتها في **الضفة الغربية**، مما أدى إلى انقسام سياسي وجغرافي.
- جرت محاولات مصالحة متكررة (مثل اتفاقيات 2011، 2014، 2017، 2022)، لكنها فشلت بسبب خلافات حول **السلاح، الانتخابات، والسيطرة الأمنية**.
- **حرب 2023–2024 وتأثيرها على العلاقة:**
- بعد الهجوم الكبير لحماس على إسرائيل (7 أكتوبر 2023)، اتهمت فتح حماس **باستغلال القضية الفلسطينية** دون تنسيق.
- زادت الانقسامات، لكن بعض الفصائل في فتح دعت إلى **وحدة وطنية** لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
---
### **2. مدى تمثيل فتح وحماس للشعب الفلسطيني**
#### **أ. حركة فتح (التيار العلماني المعتدل)**
- **التمثيل السياسي:**
- تهيمن على **منظمة التحرير الفلسطينية** (المعترف بها دوليًا كممثل للفلسطينيين).
- تسيطر على **السلطة الفلسطينية** في الضفة الغربية، لكنها تعاني من **تراجع شعبيتها** بسبب الفساد وعدم تحقيق الاستقلال.
- **القاعدة الشعبية:**
- تحظى بتأييد جزء من النخبة السياسية وكبار السن، لكن الشباب يعتبرونها **غير فعالة** في مواجهة الاحتلال.
- آخر انتخابات رئاسية (2005) فاز بها **محمود عباس** (من فتح)، لكن الانتخابات تأجلت منذ ذلك الحين.
#### **ب. حركة حماس (التيار الإسلامي المقاوم)**
- **التمثيل السياسي:**
- فازت بأغلبية في **الانتخابات التشريعية 2006**، مما يعكس شعبية وقتها، لكنها لم تُجرِ انتخابات منذ ذلك الحين.
- تعتبر نفسها ممثلة لـ"المقاومة"، لكنها غير معترف بها دوليًا كحركة سياسية شرعية (مصنفة "إرهابية" من دول غربية).
- **القاعدة الشعبية:**
- تحظى بشعبية في **غزة** وبين الشباب الفلسطيني الذين يرونها أكثر **تصميمًا في المقاومة**.
- انتقادات لها بسبب **السيطرة الأمنية الصارمة** في غزة وتأثير الحرب الأخيرة على المدنيين.
---
### **3. استطلاعات الرأي والشرعية**
- وفق استطلاعات **المركز الفلسطيني للبحوث السياسية (2023–2024)**:
- إذا أجريت انتخابات الآن، ستفوز **حماس** على فتح بنسبة ضئيلة (خاصة في غزة).
- **أكثر من 60%** من الفلسطينيين يريدون استقالة محمود عباس.
- الغالبية تريد **وحدة وطنية**، لكنها غير راضية عن أداء كلا الحركتين.
---
### **الخلاصة:**
- **فتح** تمثل التيار **الرسمي والدولي** لكنها فقدت مصداقيتها لدى كثيرين بسبب **الفساد والضعف**.
- **حماس** تمثل تيار **المقاومة والإسلام السياسي**، لكنها تواجه اتهامات بالتطرف والعنف.
- **الانقسام الفلسطيني** يعكس أزمة تمثيل حقيقية، حيث لا يوجد قيادة موحدة تحظى بإجماع شعبي.
- معظم الفلسطينيين يريدون **إنهاء الانقسام**، لكن الخلافات العميقة بين الحركتين تعيق ذلك.