**الولايات المتحدة تطرد سفير جنوب أفريقيا..
انتبه استقلالك الوطني في خطر**
- من يومين، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرد سفير جنوب أفريقيا في واشنطن إبراهيم رسول.
- قرار روبيو جاء بعد مشاركة رسول في سيمينار في جوهانسبرج تحدث فيه عن السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال فيه رسول إن ترامب وإدارته بيقودوا حركة عالمية للعنصرية البيضاء ضد السود.
- طرد السفير الجنوب أفريقي بييجي بعد أسابيع من تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا منذ إعلان وزير الخارجية الأمريكي في 6 فبراير الماضي امتناعه عن المشاركة في اجتماع قمة العشرين في جوهانسبرج، على خلفية قانون مصادرة الأراضي في جنوب أفريقيا.
- قانون مصادرة الأراضي في جنوب أفريقيا هو قانون تم التصديق عليه في يناير الماضي بيعطي الدولة في جنوب أفريقيا حق مصادرة الأراضي للنفع العام اللي القانون بيجعل من ضمنه الإصلاح الزراعي بهدف تعويض السود عن سيطرة البيض على الأراضي خلال فترة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
- في اليوم التالي مباشرة، أصدر ترامب قرار تنفيذي بتعليق كل المساعدات لجنوب أفريقيا بسبب ما وصفه ترامب بأن تمييز ضد الأقلية البيضاء، وقرار ترامب كان له تأثير عنيف على جنوب أفريقيا، لأنه تسبب في غلق مكتب برنامج الغذاء العالمي هناك.
**
أصول التوتر مع جنوب أفريقيا
- مع ذلك، أصول التوتر بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة بتعود للفترة الأولى من حكم ترامب، لأن ترامب سنة 2018 وضع رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من الحديد والألومنيوم، واللي كانت بتشكل مكون أساسي في صادرات جنوب أفريقيا للولايات المتحدة.
- ترامب وقتها أخرج جنوب أفريقيا من قانون تنمية أفريقيا اللي وضعته الولايات المتحدة سنة 2000 وكانت جنوب أفريقيا بتحصل من خلاله على معايير تجارية تفضيلية مع الولايات المتحدة، ووقتها ترامب طلب من جنوب أفريقيا إنها توقع اتفاق تجاري منفصل مع الولايات المتحدة.
- لذلك، من الواضح إن إدارة ترامب لديها رؤية لشكل علاقاتها التجارية مع جنوب أفريقيا بتسعى فيها إنها تحصل على الموارد الطبيعية لجنوب أفريقيا بنفس الشكل اللي بنشوفه في حالة أوكرانيا واتفاقية المعادن المطروحة بخصوصها، ويشبه كذلك سعي الولايات المتحدة للسيطرة على جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك.
- كذلك من الواضح إن الولايات المتحدة منزعجة من علاقات جنوب أفريقيا المتنامية مع الصين في إطار مجموعة بريكس، وكذلك النهج المناهض للعنصرية اللي بتتبناه جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري الإسـ..ـرائيلي ضد الشعب الفلـ..ـسطيني.
**
إنها تضيق
- اللي بيحصل من الولايات المتحدة مع جنوب أفريقيا واللي شفناه بيحصل مع أوكرانيا وجرينلاند وبنما، وحتى مع دول أكبر بحجم كندا، واللي حصل معانا إحنا مصر والأردن من تهديد بوقف المساعدات وتهجير الشعب الفلسـ..ـطيني إلى أراضي مصرية وأردنية، بيقول بوضوح إن المشهد السياسي العالمي بيتغير في اتجاه عودة الولايات المتحدة إلى سياسات ذات طابع استعماري تسعى لمصادرة الموارد والهيمنة المباشرة على القرار الوطني للعديد من البلدان.
- ومن ناحيتنا، احنا كنا من أول الدول العربية اللي قالت إن أوراق اللعبة كلها في يد الولايات المتحدة، واخترنا اختيار استراتيجي هو التحالف الكامل معها، وسبقنا وتلانا إلى ذلك باقي الدول العربية.
- والخيار ده بدأ في أوقات معينة خيار ذكي، وشفنا السيد الرئيس في مناسبة بيتكلم عن حكمة الرئيس السادات وإن من انتقدوه على هذا الخيار في وقت ما، لحقوه إليه لاحقا.
- فاللي بيحصل حاليا لا يدعونا بالضرورة إلى مراجعة الماضي، لكنه يدعونا قطعا إلى التفكير في الحاضر والمستقبل، وإدراك أن استقلالنا الوطني مهدد إذا ما أصررنا على الانقياد إلى الإرادة الأمريكية وإذا لم نعمل بجدية لحماية سيادتنا وإرادتنا من الهيمنة الأمريكية بامتلاك أدوات القوة ومقومات الصلابة.
- المقصود هنا إن علينا إعادة النظر بشكل استراتيجي في متطلباتنا من الغذاء والطاقة وغيرها من الاحتياجات الأساسية، والسعي إلى تأمين وتنويع مصادرنا منها، ورفع قدرتنا المحلية ووضع سيناريوهات للتعامل مع شح تلك الموارد.
- أما دبلوماسيا، فنتمنى إعادة النظر في موقعنا وتحالفاتنا على المستوى الاستراتيجي، والتطلع إلى تعميق الصلات دبلوماسيا ومن ثم اقتصاديا وعسـ..ـكريا مع أطراف لديها رؤية أقرب إلينا زي جنوب أفريقيا، بما يسهم في تقويتنا جميعا تجاه أي ضغوط أيا كان مصدره
