من هم التتار او المغول..
التتار والمغول شعوب تركية لعبت دورًا كبيرًا في التاريخ، خصوصًا من خلال الغزو والتوسع. يعود أصل التتار إلى قبائل رحّالة استقرت في شمال شرق منغوليا قرب بحيرة بايكال، بينما نشأ المغول في صحراء جوبي بالصين. في القرن الثالث عشر، وحد جنكيز خان هذه القبائل تحت قيادته، مكونًا إمبراطورية ضخمة امتدت من الصين إلى بحر قزوين، وأصبحوا معروفين لدى الأوروبيين باسم "التتار والمغول".
كانوا يعبدون الطبيعة والشمس في ديانة تُعرف بالشامانية، ويعيشون في نظام قبلي يقوم على طاعة الزعماء. اشتهروا بالنهب والسلب، وكانوا يأكلون لحوم الحيوانات المختلفة، بما فيها الكلاب. تحت جنكيز خان، دمّر المغول العالم الإسلامي بغزوات بدأت عام 1219م (615هـ)، حيث هاجموا مملكة خوارزم شاه وأثاروا الرعب في المنطقة.
بدأت هذه الغزوات بعد أن استولى والٍ من خوارزم على بضائع تجار مغول وقتلهم. أرسل جنكيز رسولًا يطالب بتسليم الوالي، لكن خوارزم شاه قتل الرسول، فشنّ خوارزم هجومًا على حدود تركستان. لكنه وجد المنطقة خالية من الجيش المغولي، إذ كان جنكيز في مهمة داخلية. حاول خوارزم إخلاء السكان من الأراضي الخصبة، لكنه تركها عرضة للمغول. عاد جنكيز بجيشه، عبر نهر جيحون، وسقطت بخارى بسهولة، فنهبها وقتل سكانها، ثم طارد خوارزم شاه الذي فرّ إلى جزيرة في بحر قزوين ومات هناك. بعدها، توسع المغول في بلاد فارس والعراق وبلاد الشام.
بعد وفاة جنكيز عام 1227م (624هـ)، قسّم إمبراطوريته بين أبنائه، الذين واصلوا الغزو. لاحقًا، انقسمت الإمبراطورية، وظهر "الحشد الذهبي" الذي سيطر على روسيا الأوروبية بمساهمة التتار. تفكك الحشد في القرن الرابع عشر بسبب النزاعات الداخلية، فنشأت خانات التتار في قازان وأستراخان وسيبير والقرم. احتلت روسيا معظم هذه الخانات، وضمّت القرم عام 1783 بعد أن كانت تابعة للعثمانيين.
تطوّر التتار اجتماعيًا واقتصاديًا في هذه الخانات، حيث اعتمدوا على الزراعة والحرف. برزت طبقة نبلاء وتجار، وأصبح لهم مكانة في روسيا خلال القرنين الثامن والتاسع عشر. اليوم، يعيش حوالي 1.5 مليون تتاري في الفولغا والأورال، ومليونان في كازاخستان وآسيا الوسطى.
الفرق بين التتار والمغول بسيط: المغول من صحراء جوبي ويمثلون قبائل محددة، أما التتار فأوسع، ويشملون خليطًا من الترك والمغول وغيرهم. سيطر المغول في عهد جنكيز، بينما برز التتار في زمن تيمورلنك بالقرن الرابع عشر.