نظام بشار في سوريا ينهار . ويبدو أن الطريق مفتوح الآن لإسقاط دمشق ، ليلحق نظام بشار بغيره من النظم الديكتاتورية التي أطاحت بها رياح التغيير خلال السنوات القليلة الماضية في منطقتنا .
مصير سوريا العربية تقرره الآن دول وقوي غير عربيه.
فالعرب عاجزون منقسمون حول إمكانية التوصل إلي نسق جديد متكامل يحافظ علي سوريا كدولة واحدة غير خاضعة للفكر المتطرف أو لأطماع الجيران والقوي الكبري .
بعض العرب يدعمون فصائل المعارضه منذ سنوات طويله وبعضهم يدعم بشار.
وهذا الإنقسام هو الذي أفشل دعوة انعقاد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة بعد غد لبحث تداعيات الوضع في سوريا .
وهو نفس السبب الذي حال دون عودة سوريا للجامعه العربية حتي الآن .
انهيار نظام بشار وسوريا التي نعرفها لن يكون قطعاً في صالح المنطقة من منظورنا القومي العربي ومن منظورنا المصري الإستراتيجي .
ولن يكون كذلك في صالح روسيا التي بطريقها لانتكاسة استراتيجية كبيرة بفقدان قواعدها وتواجدها المستقر في سوريا ومنطقة المتوسط .
وينطبق ذلك قطعاً علي إيران التي تعاني الآن من فقدان أذرعتها وتواجدها الإستراتيجي في لبنان وغزة وسوريا .. والعراق قريباً .
الفائزون هم صناع الشرق الأوسط الجديد ، وهم تحديداً أمريكا وإسرائيل ويضاف إليهم تركيا التي تحاول الآن ترتيب الأوضاع في سوريا لصالحها وتحييد الأكراد . .
وقد تسعي لتفاهمات مع روسيا وإيران تحقق لها أكبر قدر من المكاسب الميدانية.
وأخذاً في الاعتبار أن روسيا لن تنسحب من سوريا بسهولة .
جماعات وفرقاء كثر متحدون الآن لإسقاط بشار والدولة السورية والفوز بأكبر قد ممكن من الجائزة الكبري .
وبلغة أخري دخول سوريا ما بعد بشار في مرحلة صراع عرقي عشائري عقائدي .. تبدو الغلبة فيه حتي الآن في صالح قوي التطرف ، التي ستتطلع بعد سوريا لجوارها المباشر وغير المباشر . وعلينا أن نتوقع ذلك ونتحسب له في مصر .