حوار شديد الأهمية للقائد أحمد الشرع "الجو لاني" مع شبكة سي إن إن الأمريكية
مقابلة مهمة للغاية أجرتها سي إن إن أمس، مع القائد السوري المعارض أحمد الشرع ، والذي كان يلقب ب "أbو mحمد الgولاني"، كشفت عن جوانب من تفكيره الذي تطور كثيرا، واختلف جذريا عن أفكاره السابقة، وتحدث عن طموحه ورؤيته لأهداف الثورة السورية، في المقابلة ـ التي جرت بعد الانتصارات المذهلة التي حققتها قوى الثورة السورية وكانت منظمته تمثل الكتلة الأهم فيها ـ تحدث عن التغييرات في أفكاره ومواقفه، وقال أنها طبيعية لنضج الإنسان مع خبرات الحياة، وقال حرفيا : "الشخص في العشرينات من عمره ستكون له شخصية مختلفة عن شخص في الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمره، وبالتأكيد سيختلف الشخص عندما يكون في الخمسينيات من عمره، هذه هي الطبيعة البشرية"، وهو يفسر بذلك قطيعته الكاملة مع المرحلة التي كان فيها جزءا من تنظيم الqاعدة، وأنه طواها بأفكارها ومواقفها.
سي إن إن قالت أنها لاحظت أن هذا الشخص الذي تحاوره، مختلف بشكل جذري ـ حسب تعبيرها ـ عن الخطاب المتشدد الذي استخدمه في أول مقابلة تليفزيونية له وكانت مع قناة الجزيرة عام 2013 .
عن الموقف من الأقليات والطوائف الدينية المختلفة، قال أحمد الشرع : "كانت هناك في السابق بعض الانتهاكات من قبل أفراد معينين خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا ومنعناها" وأضاف : " هذه الطوائف تتعايش في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها، ولا يجوز لأحد أن يقصي أحدا" .
أيضا اعترف بوجود بعض الانتهاكات ضد معارضيه في إدلب، لكنه قال أنها ممارسة أفراد خاطئة وأن الهيئة قامت بمحاسبة من تورطوا فيها.
تحدث أيضا عن رغبته في خروج القوات الأجنبية جميعها من سوريا، وأضاف: "أعتقد أنه بمجرد سقوط هذا النظام، سيتم حل المشكلة، ولن تكون هناك حاجة لبقاء أي قوات أجنبية في سوريا".
وقال أحمد الشرع في المقابلة أن طموحه مع قوى المعارضة أن تكون هناك دولة مؤسسات في سوريا، ويكون القرار فيها للشعب باختيار حر، وأضاف : "سوريا تستحق نظام حكم مؤسسي، وليس نظاماً يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية، فلقد ظلت أسرة الأسد في السلطة لمدة 53 عاما، منذ عام 1971، ومن أجل الحفاظ على حكمها الذي دام عقودا من الزمن، قتل النظام مئات الآلاف من الأشخاص، وسجن المعارضين، وقام بتشريد الملايين بوحشية في الداخل والخارج"
وعن مصير hيئة تحر ير الشا م التي يقودها، قال : "نحن نتحدث عن مشروع أكبر – نتحدث عن بناء سوريا، وhيئة تحر ير الشا م مجرد جزء من هذا الحوار، ويمكن أن تتفكك في أي وقت، فهي مجرد وسيلة لمقاومة النظام الديكتاتوري، وليست غاية في حد ذاتها".
حوار القائد السوري "أحمد الشرع" مع سي إن إن، هو خطاب رجل دولة، وسياسي ناضج، عركته خبرات الحياة وتقلباتها، وما يقدمه من رؤية تتطابق ـ في اعتدالها وثوريتها ـ مع كل ما نادت به ميادين الثورة في الربيع العربي، في سوريا ومصر وتونس واليمن وليبيا، وهو خطاب يبعث على الاطمئنان والتفاؤل، كما يستوجب استقباله بتجاوب وعقلانية، بعيدا عن تراشقات الماضي التي لا يمكن تبرئة أي طرف من الخطأ فيها، أيا كان موقعه .