أخر الاخبار

التعليم السعودي الصهيوني

التطبيع السعودي - الإسرائيلي 


تربط السعودية ببرنامج ترامب السياسي والاقتصادي روابط قوية جدا؛ فسياسته الخارجية تبدأ من المصلحة الأمريكية وتنتهي عندها، وهو ما يمثل ضمانا لاستقرار النظام في السعودية، لتوافق المصالح تقريبا، طالما أن السياسة الأمريكية تستبعد المعايير المرتبطة ب "القيم". 

أما في السياسة الاقتصادية فإن ترامب يشكل سندا كبيرا للسياسة السعودية في محاولة تأخير تنفيذ أهداف برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وإطلاق عمليات التنقيب عن النفط والغاز بلا حدود. ومع ان التوسع الأمريكي في تصدير الوقود التقليدي يضعف دور أوبك في تحديد الأسعار، فإن السعودية تستطيع أن تتعايش مع ذلك في مقابل الأمن.

 وما يعني ترامب حاليا هو الوصول إلى خزائن السيولة المالية العميقة في السعودية، والحصول منها على أكثر ما يستطيع، مقابل برامج الأمن ومبيعات السلاح. كما أنه يريد أن تكون السعودية ممولا رئيسيا لأعمال إعادة البناء في غزة، وشريكا في إقامة نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط تحلم به إسرائيل، حيث إنه لا الولايات المتحدة تريد أن تتحمل تكلفة إقامة هذا النظام، ولا إسرائيل تملك الإمكانيات.

وتتبنى واشنطن وتل أبيب مفهوما مشتركا تجاه "التطبيع"، منطوقه أن "التطبيع هو ثمن الأمن" الذي ستحصل عليه السعودية بمقتضى ترتيبات النظام الإقليمي الجديد. ولأننا نعرف في الفكر الاستراتيجي أن الطلب على الأمن يزيد مع زيادة التهديدات، فسيكون من مصلحة كل من اسرائيل والولايات المتحدة أن يبقى في المنطقة القدر من التهديد الذي يكفي لزيادة الطلب على الأمن، ومن ثم توسيع نطاق الدور الأمريكي - الإسرائيلي المقبول في المنطقة. 

وتريد السعودية أن تقدم نفسها في النظام الجديد الذي تحلم به امريكا واسرائيل، على أنها الطرف الذي يستطيع تحقيق قبول إسرائيل والتعاون معها بواسطة الدول العربية والإسلامية. بمعنى آخر لا تريد الدبلوماسية السعودية أن تتقدم على طريق التطبيع وكأنها تسير في ركاب الدبلوماسية الإماراتية التي جعلت توقيع "اتفاقيات أبراهام" ممكنا عام 2020. 

ما تفعله الدبلوماسية السعودية حاليا هو إقامة منتدى للحوار "العربي - الإسلامي - الأمريكي" منذ زيارة ترامب للرياض عام 2017. الآن يتم تجديد هذا المنتدى إستعدادا لإطلاق عملية سياسية تستهدف حل الصراع في الشرق الاوسط نهائيا، "حتى لا يتجدد كل 5  او عشر سنوات"، إذا استعرنا مضمون السلام الذي تحدث عنه ترامب في حملته الانتخابية. 

الرياح الحالية تقود سفينة الشرق الأوسط في هذا الاتجاه، حتى مع وجود المقاومة. ومن ثم فإن قواعد اللعبة في الشرق الأوسط تتغير، والطريق إلى تحقيق أهداف الكفاح الوطني الفلسطيني يحتاج إلى توسيع نطاق الخيارات.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -