بالقرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الامريكي بايدن بالسماح لاوكرانيا باستخدام صواريخ اتاكمز Atacms الامريكية بعيدة المدي لضرب روسيا في عمق اراضيها كرد علي نشرها قوات كورية شمالية تقاتل الي جانبها ضد اوكرانيا، وهو القرار الذي ايدته معظم دول الناتو ، فانه يكون قد وضع الرئيس الروسي بوتين في مأزق كبير بشان طبيعة رده المحتمل علي هذا التصعيد الجديد،.. وعلي الفور سارعت روسيا الي التعبير عن مخاوفها الشديدة مما قد يفضي اليه هذا القرار من عواقب كارثية هائلة قد تفضي الي اثارة حرب عالمية ثالثة...وهو ما حذر منه نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، وكذلك رئيس الدوما او البرلمان الروسي.. عندما قال ان روسيا قد تجد نفسها مضطرة الي استخدام اسلحة جديدة لم يسبق لها استخدامها في هذه الحرب،. وكان يلمح بذلك الي امكانية استخدامها لاسلحة دمار شامل، اي اسلحة نووية بالاساس...وهو ما يعكس طبيعة الاجواء السياسية المتازمة السائدة في موسكو الآن.
واذا كان هذا هو ما يردده الكرملين الآن ويحذر بشدة منه ويحمل ادارة الرئيس الامريكي بايدن بالمسئولية عنه، الا ان ما اتوقعه هو ان يسارع الرئيس بوتين الي الاعلان عن استعداده لوقف اطلاق النار لتجنيب اوروبا والعالم،. وبلاده اولا، بطبيعة الحال، حربا نووية عالمية قد يكون فيها الدمار الشامل للجميع،. والانطلاق بعده الي البحث عن تسوية سياسية مقبولة لازمة هذه الحرب.. ولا اعتقد ان قرارا بوقف اطلاق النار يكون الرئيس بوتين هو المبادر اليه، سوف يهينه او يسيئ اليه، وهو من حقق انتصارات عسكرية َمهمة في الفترة الاخيرة شهد بها الرئيس الاوكراني نفسه، وانما قد يجلب تقدير العالم له، كما قد يلقي صدي ايجابيا قويا له لدي الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب، لانه يتفق مع توجهاته بضرورة انهاء هذه الحرب.. وكذلك سوف يجد تجاوبا معه من قبل الرئيس الاوكراني زيلينسكي الذي يبدو في وضع عسكري صعب ومتازم للغاية..وهو الذي اصبح يلح الآن في طلب انهاء هذه الحرب بالوسائل الدبلوماسية، وهو يري ان ادارة الرئيس ترامب سوف تكون الاقدر علي تحقيق ذلك...فهو لم يعد مع التصعيد كما كان يفعل في المراحل السابقة من هذه الحرب.التي انهكت بلاده واستنزفتها ودمرت لها اقتصادها وكانت وبالا عليها...
لقد اصبح من الواضح تماما ان هذه هي النقطة التي يجب ان تتوقف عندها الحرب الاوكرانية بعد ان جاءت نتائجها علي الارض خاذلة بشدة لتوقعات كل الاطراف المشتبكة فيها.. ولم تحقق الامن المنشود لاي من الطرفين الروسي والاوكراني بالمستوي الذي كان كل منهما يامله ويتوقعه لنفسه عندما بدات هذه الحرب منذ نحو ثلاثة اعوام وبرغم التكاليف الفادحة التي تكبداها فيها. .. وقد يكون قرار الرئيس بايدن الاخير بترويد اوكرانيا بهذه النوعية المتطورة من الصواريخ بعيدة المدي هو نقطة النهاية في هذا الاتجاه.. اقصد للتعجيل باغلاق ملف هذه الحرب الاوروبية المكلفة من حروب الاستنزاف، والدخول بعدها في مرحلة جديدة من التفاهمات السياسية والتسويات الامنية التي سوف تزيح عبئا ثقيلا من علي عاتق اوروبا والعالم...