أخر الاخبار

المدار نيوز : 

إن الأدلة التي تؤكد؛ نية الإبادة كثيرة أبرزها دعوة الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف “بتسلإيل سموتريش” الذي دعا مؤخراً إلى المجاعة الجماعية في غزة، ليس حالة شاذة كما يتمنىّ بعض المسؤولين الأميركيين لأن "نتنياهو" يعتمد عليه للإحتفاظ بالسلطة وتجنب إتهامات الفساد المعلقة، 
فنية الإبادة الجماعية أشار “سموتريش” اليميني المتطرف إليها على الملأ ونقلتها وسائل الإعلام المختلفة، وتم تداولها على مواقع التواصل الإجتماعي، بأنه يعتقد أن منع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة أمر “مبرر وأخلاقي” حتى لو تسبب في وفاة مليوني فلسطيني بسبب الجوع، وهذا ما يتم ممارستة بشكل ممنهج الآن في غزة “جريمة التجويع” المتعمدة. 

وتساءل الكثير حينها؛ عقب هذه التصريحات الخطيرة من وزير حكومة”نتنياهو ” اليمينية المتطرفة والإفصاح علناً عن نية الإبادة الجماعية هل يسمح بحدوث ذلك المجتمع الدولي ويظل صامتاً، أم يتحرك ويتحمل مسؤولياتة الإنسانية، أم يحاول الظهور بالعجز المصتنع الذي دام لقرابة “11” شهر، فالقصف المتكررفي أماكن الإكتظاظ بالمدنيين العزل، وحجب المساعدات  الغذائية الأساسية، ووصف الفلسطينيون المفرج عنهم عن الإنتهاكات المتفاقمة في السجون الإسرائيلية المكتظة بآلاف المعتقلين منذ بدء الحرب في غزة قبل"11" شهراً، وشهادات الأسرىّ الفلسطينيين وإعترافات الجنود بجرائم الإغتصاب للمعتقلين الفلسطينيين جميعها، تؤكد: النهج الإسرائيلي للإفلات من العقاب. 

وبحسب أحد التقديرات، فإن كتلة المتفجرات التي سقطت على قطاع "غزة" تعادل قوة نيرانية أكبر بعدة مرات من تلك التي أطلقتها القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة الأمريكية على"هيروشيما" في عام 1945، وعنونة الصحف الغربية على صفحتها الرسمية "يصف الفلسطينيون المفرج عنهم الإنتهاكات المتفاقمة في السجون الإسرائيلية"، وإعترف المسؤولون الإسرائيليون بأنهم جعلوا الظروف أكثر قسوة للفلسطينيين في السجون، حيثُ تباهى وزير الأمن القومي المتشدد"إيتمار بن غفير" بأن السجون لن تكون بعد الآن "مخيمات صيفية" تحت مراقبته، وأخبر "4" فلسطينيين مفرج عنهم وكالة "أسوشيتد برس" أن المعاملة قد ساءت بشكل كبير في السجون التي تديرها الوزارة منذ هجمات 7 أكتوبر التي أثارت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس في غزة.

وبسبب التناقض المستمر كثيراً ما يتم حماية إسرائيل من اللوم على المسرح العالمي من قبل الدول الغربية التي يتم تقويض حجج الدفاع عن إسرائيل من قبل المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم، وألقت الحرب في الشرق الأوسط بطألها على مناسبة كئيبة بالفعل بعيدة في اليابان، وشارك السفراء الغربيون، بما في ذلك أكبر مبعوث أمريكي في طوكيو، في مقاطعة بحكم الأمر الواقع لحفل الجمعة في مدينة ناغازاكي الذي إحتفل بإسقاط الولايات المتحدة للقنبلة الذرية هناك في عام 1945، وكان سبب عدم حضورهم هو قرار السلطات البلدية المحلية بعدم توجيه دعوة إلى إسرائيل، وهو إزدراء يزعم أنه تم لتجنب الإضطرابات،  أو الإضطرابات المحتملة وسط الغضب من الحرب في غزة.

وألفت: في مقالي إلى إتفاقيات"جنيف" وقواعد الحرب في العالم وعمرها 75 عاماً ويتم تجاهلها في كل مكان تقريباً وخاصة في قطاع غزة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل، وبالتازمن مع الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإتفاقية جنيف، تم تجاهل كتاب القواعد الأكثر شهرة في العالم بشأن حماية المدنيين والمحتجزين الفلسطينيين على نطاق واسع في غزة، لذا؛ ندعو كمدافعين عن حقوق الإنسان إلى إلتزام جديد بالقانون الإنساني الدولي، وعادت إتفاقيات جنيف التي حلت علينا بذكراها ، التي إعتمدتها جميع دول العالم تقريباً منذ الإنتهاء منها في 12 أغسطس 1949، إلى أعقابها حيث تتجاهل إسرائيل التي تدعمها أمريكا بشكل كامل بإنتظام قواعد الحرب في غزة.

وإن القانون الإنساني الدولي يتعرض لأبشع عملية إجهاد من قبل أمريكا وحلفيتها إسرائيل، بل ويتم تجاهله بشكل متعمد وتقويضه لتبرير العنف والإبادة في قطاع غزة، لذا؛ يجب على العالم الآن وبالتزامن مع ذكرى إتفاقية جنيف إعادة الإلتزام بهذا الإطار الوقائي القوي للصراع المسلح وخاصةً في غزة، الذي يتبع فرضية حماية الحياة بدلاً من تبرير الموت والتجويع والتدمير، وتهدف الإتفاقيات الدولية، التي تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر، إلى وضع قواعد حول إدارة الحرب في أي مكان فهي تحظر التعذيب والعنف الجنسي، وتتطلب معاملة إنسانية للمحتجزين من الأسرى، وتفرض عمليات البحث عن الأشخاص المفقودين.

كما ألفت:  في مقالي إلى أن الإتفاقيات تعكس إجماعاً عالمياً على أن جميع الحروب لها حدود، وأن تجريد كل من مقاتلي الإحتلال الإسرائيلي للسكان المدنيين في قطاع غزة من إنسانيتهم ويشاهده العالم في بث مباشر على الهواء مباشرةً هو طريق إلى الخراب والكوارث، فإن الإتفاقيات الدولية مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، فقد أحصى أكثر من"120" صراعاً نشطاً في جميع أنحاء العالم، بزيادة قدرها ستة أضعاف عن الذكرىّ السنوية لنصف قرن في عام 1999 أبرزهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. 

وفي هذه الأيام التي لم نشاهد مثيلها عبر التاريخ من بشاعة ما نراه ونسمعه، تستغل إسرائيل الصمت الدولي الغير مبرر، أو تفسرها كما تراها مناسبة لها ودمرت  المستشفيات والمدارس وسيارات الإسعاف، ودور العبادة والبنية التحتية وتخرق الآخضر واليابس عن عمد، وقتلت عمال الإغاثة والمدنيين العزل والأطفال والنساء، فضلاًعن: إغتصاب الأسرى الفلسطينيين في بث مباشر والتباهي بكل هذه الإنتهاكات التي ترقى لجرائم الحرب بشكل ممنهج يؤكد؛ دعم الغرب الأعمى للكيان الصهيوني يشجعه على إرتكاب تلك الجرائم والإستمرار في جرائم والإبادة.

وختاماً: فإن الخطوة التي إتخذتها "تركيا" والتي تتزامن مع ذكرى إتفاقيات "جنيف" وهي الإنضمام إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة الدولية،  وفي إطارها الصحيح،  وقدمت "تركيا" منذ أيام قليلة، إعلاناً لإنضمامها لقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام الجنائية الدولية في لاهاي، ومن هنا أؤكد: في مقالي بأن التدخل التركي في قضية الإبادة الجماعية بشكل رسمي سيدفع المجتمع الدولي إلى الإعتراف بالأزمة الإنسانية في غزة ومعالجتها، فضلاًعن؛ أن قرار الإنضمام التركي إلى قضية الإبادة مهم جداً وخاصة في الوقت الحالي، لذا؛ يتوجب على تركيا أن تتجهز بالإستعدادات القانونية الضرورية لهذه الخطوة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -